x

«التجربة التشيكية» تحذر مصر: إذا لم تحددوا هدفاً واضحاً للثورة فليس أمامكم سوى الحرب

الأحد 23-10-2011 19:02 | كتب: هشام علام |
تصوير : نمير جلال


قال السياسى التشيكى، الرئيس الأسبق لحزب الخضر، مارتن بورسيك، إن الأوضاع السياسية فى مصر بعد الثورة تشبه ما حدث فى بلاده منذ 22 عاما، وأوضح أن ما سماه «حالة التخبط وانعدام الرؤية لاتزال مهيمنة رغم تحقيق بلاده إنجازا بانضمامها للاتحاد الأوروبى، مؤكدا أن الوضع فى بلاده يعكس حالة من التعارك السياسى بين قوى وأحزاب لا تتحاور معا، وتريد فقط أن تلقى بالاتهامات على الآخرين، جاعلة من المصلحة العامة للبلاد أمرا خارج أجندتها السياسية.

وأضاف «بورسيك» فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» أثناء تواجده فى القاهرة: «فى أعقاب ثورة 1990، نشأ ما يزيد على 70 ائتلافا للثورة، كلها تبحث عن السيئ فى الآخر وتخونه.

وتابع «بورسيك» الذى تولى وزارة البيئة مرتين: «ليس أمامكم الآن سوى الجلوس على منضدة واحدة، والاتفاق على هدف واحد لتحقيقه من أجل وطنكم، ولكى تعيشوا فى سلام، وإن لم يحدث هذا، فليس هناك سوى الحرب، وأقصد الكلمة بكل معانيها، وعلى الجبهات الداخلية والخارجية، فهلا نظرتم إلى وضعكم الاقتصادى، وحجم استعدادكم لخوض مثل هذه المعارك، هذان هما الخياران، وعليكم أن تجتمعوا لتحددوا هدفا تنجزونه حتى تشعروا بثمار الثورة».


واعتبر أحد قيادات ثورة التشيك، أستاذ الصحافة فى جامعة نيويورك ببراغ، جان أوربان، أن المصريين يرتكبون أخطاء ستظل معهم إلى الأبد، والأخطاء التى ترتكب فى بداية الثورات لا تموت أبدا، وقال: «بعد الثورة منحنا السياسيين عامين كاملين لوضع دستور جديد للبلاد ليوحد أهدافنا، وكنا نظنها فترة قليلة، لكن خلال هذين العامين تفتتنا، وتحولنا إلى دولتين: التشيك وسلوفاكيا، وغاب الحلم الوطنى».


وأضاف أن التخبط فى الرؤى السياسية يمنح العسكريين الفرصة ليلعبوا لعبتهم المفضلة والقديمة، فهم دائما الأوصياء الأمناء ـ على حد قوله ـ واستطرد: «الخطأ الأكبر أننا كنا بارعين جدا فى تحديد كل ما لا نريده فى بلدنا، تخلصنا من جهاز الأمن القديم ورجال النظام السابق وكل ما يتعلق بهم، وقمنا بعملية تنظيف كامل، لكن لم تكن لدينا رؤية اختيار ماذا نريد، فقط كنا نمحى، ولم نفكر أبدا فى البناء، وأرى أننا لم نحقق شيئا مما حلمنا به، صحيح أن انضمامنا للاتحاد الأوروبى منحنا بعض الطمأنينة الاقتصادية، لكن لم يعد لدينا شىء مميز، فالأحلام الجميلة بددتها صراعات السياسيين الحمقى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية