واصلت القوات العراقية والكردية احتشادها على أطراف مدينة كركوك المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، ورفعت القوات العراقية العلم العراقى، وأعلنت أنها عازمة على إعادة انتشارها فى المواقع التى كانت فيها قبل 2014، وتقدمت أرتال من الدبابات والقوات الحكومية إضافة إلى قوات الحشد الشعبى إلى مناطق واقعة جنوب كركوك، واستعادت عدة مواقع كانت تابعة للبيشمركة، بعد أن انسحبت الأخيرة لتجنب اندلاع القتال، كما حشدت قوات البيشمركة الكردية الآلاف من عناصرها خلف سواتر ترابية وحواجز أسمنتية حاملة الرايات الكردية على الجهة الأخرى من نهر دجلة، وتعهدت بالدفاع عن كركوك «مهما كان الثمن»، فيما ساد التضارب على إغلاق إيران حدودها البرية مع إقليم كردستان ردا على استفتاء الاستقلال الذى أجراه الإقليم فى 25 سبتمبر الماضى.
ونفى المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقى، سعد الحديثى، إعطاء مهلة أخرى مدتها 24 ساعة تنتهى فجر اليوم، لانسحاب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها بمحافظة كركوك، ردا على تصريحات مسؤول أمنى كردى قال إن مقاتلى البيشمركة رفضوا إنذارا من قوة شبه عسكرية عراقية للانسحاب من تقاطع طرق مهمة جنوب كركوك، موضحا أن الحشد الشعبى، أمهل البيشمركة حتى منتصف ليل الأحد للانسحاب من موقع شمالى تقاطع طرق يعرف باسم مكتب خالد.
كان الأمين العام لوزارة البيشمركة، الفريق جبار ياور نفى، الجمعة الماضية، أن تكون الحكومة الاتحادية أمهلت قواته 48 ساعة للخروج من محافظة كركوك، بعد اندلاع اشتباكات متقطعة بين البيشمركة والحشد الشعبى فى بلدة طوز خورماتو جنوب كركوك أسفرت عن مقتل 6 من عناصر الحشد الشعبى، وإصابة 4 آخرين، مقابل إصابة عنصر من البيشمركة.
وأشار الحديثى إلى أن الحكومة الاتحادية تعمل وفق رؤية وطنية تستند إلى الدستور، وأكد أن القوات العراقية لا تريد أن تعتدى على الأكراد أو غيرهم فى المناطق المتنازع عليها، ولكنها تريد نفط إقليم كردستان والسيطرة على حدوده، وأضاف أن القوات العراقية تسعى لضمان إنفاذ قوانين الحكومة العراقية وإعادة الانتشار فيها كما كان الوضع قبل 10 يونيو 2014، عندما احتل «داعش» محافظة كركوك، وأشار الحديثى إلى أن صلاحيات الحكومة الاتحادية تشمل إدارة ملف التجارة الخارجية، ومنها بيع وتصدير النفط فى كردستان وملف أمن الحدود الذى يتضمن المنافذ الموجودة فى الإقليم.
من جهة أخرى، عقدت قيادة الحزبين الرئيسيين بإقليم كردستان العراق الأحد، اجتماعا حضره الرئيس العراقى فؤاد معصوم ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزانى، ووصف نائب رئيس الإقليم كوسرت رسول الاجتماع بـ«المصيري» و«الحاسم»، وذكرت مصادر عراقية أن الاجتماع بحث تهدئة الأزمة مع بغداد، خاصة بعد تهديدات الحكومة العراقية وقوات الحشد الشعبى بالهجوم على كركوك لطرد قوات البشمركة منها، وأضافت المصادر أن معصوم حمل مجموعة شروط ومقترحات من رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى بشأن الوصول إلى معالجة الأزمة الحالية التى ترتبت على نتيجة الاستفتاء، وأكد مصدر مقرب من العبادى أن إلغاء نتائج استفتاء كردستان مازال شرطا لأى حوار.
وفيما أفاد مسؤول كردى بأن إيران أغلقت، الأحد، 3 معابر حدودية كانت تسمح بمرور الأشخاص والبضائع بين كردستان العراق وإيران، وذكرت كالة «تسنيم» الإيرانية، أن إيران أغلقت بواباتها الحدودية مع الإقليم بعد «التطورات»، وأعلن مدير معبر برويزخان الحدودى بين إقليم كردستان بشمال العراق وإيران على توفيق الأحد، إغلاق إيران المعبر أمام الحركة التجارية والمسافرين، وأضاف توفيق أن الحركة التجارية وعبور المسافرين من وإلى الإقليم توقفت، دون معرفة الأسباب، إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى أكد أنه لم يحدث أى تغيير جديد بشأن الحدود المشتركة بين إيران وإقليم كردستان بشمال العراق. ويأتى ذلك بعد أن أعلنت وزارة الخارجية العراقية، الأسبوع الماضى، أنها قدمت مذكرة رسمية لإيران وتركيا طالبتهما فيها بغلق المنافذ الحدودية معها وإيقاف جميع التعاملات التجارية مع كردستان، فيما علقت طهران الرحلات الجوية من وإلى الإقليم الشهر الماضى، وقال مسؤول كردى إن قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى، قاسم سليمانى، وصل إلى إقليم كردستان الأحد، لإجراء محادثات حول الأزمة الدائرة مع بغداد بعد إجراء استفتاء الانفصال العراق.