x

الشيخة موزة تفتح مركز حمد بن خليفة للأشعة التشخيصية فى مركز القلب بأسوان

الأحد 23-10-2011 18:21 | كتب: نشوي الحوفي |

«حينما زرت وادى الملوك والملكات ومتحف الأقصر ووقفت أمام الآثار المصرية، تساءلت: أين هؤلاء العظماء الآن؟ عندها تذكرت دكتور مجدى يعقوب ومؤسسته للقلب التى يمنحها الاهتمام، وعلمت أن العظماء باقون بـأعمالهم.. بتلك الكلمات عبرت الشيخة موزة بنت ناصر زوجة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة عن تقديرها لما شاهدته فى مركز القلب بأسوان، الأحد، حيث افتتحت مركز حمد بن خليفة للأشعة التشخيصية، وتفقدت بعضاً من أجزاء المركز، بحضور عدد كبير من الشخصيات القطرية والمصرية، يتقدمهم الدكتور مجدى يعقوب، جراح القلب العالمى، والدكتور فاروق الباز عالم الفضاء الشهير والدكتور عبدالعزيز الخليفى، رئيس قسم القلب بالمستشفى الأهلى بالدوحة، والسفير محمد شاكر، والدكتور مجدى إسحاق، عضو لجنة الأمناء بمؤسسة مجدى يعقوب، ورجلا الأعمال الدكتور أحمد بهجت وسميح ساويرس.

وتفقدت الشيخة موزة أقسام الوحدة التى تضم أحدث الأجهزة المتخصصة فى علاج القلب عبر وحدات التشخيص التى يمكنها تصوير قلب المريض قبل وبعد الجراحة، ويمكنها رسم صورة كاملة لأسلوب المتابعة.

أشرف على تنفيذ تلك الأجهزة أطباء وعلماء متخصصون من بريطانيا، حضروا خصيصا لمتابعتها، وأعربت الشيخة موزة عن رغبتها فى تفعيل الشراكة بين مؤسسة دكتور مجدى يعقوب والمؤسسات القطرية المعنية بالتطور التكنولوجى، مشيرة إلى أن لديهم فى قطر فريقاً متكاملاً من المتخصصين فى مجالات تكنولوجية متطورة، يمكنهم إمداد المركز بأى مساعدات يحتاجها فى أى وقت.

بعدها، تفقد الحضور قسم الأشعة المغناطيسية الحديث والمزود بأجهزة كمبيوتر تلتقط الصور الخاصة به فى نفس توقيت وجود المريض فى غرف التشخيص التى يمكنها رصد جميع تفاصيل الجسم ليس من الناحية التشريحية وحسب، لكن من ناحية الوظائف الخاصة بالأعضاء، خاصة القلب والدم، ومدى كفاءة أدائها. وقدر العاملون فى المركز قيمة تلك الأجهزة بنحو 2 مليون جنيه إسترلينى، مشيرين إلى أنها لا تفيد فقط فى تشخيص المرض ولكنها تساهم فى إعادة تقييم حالة الجسم ومتابعة المريض بعد الجراحة. كما تفقدت الشيخة موزة برفقة دكتور مجدى يعقوب وحدة الرعاية المركزة لعدد من الأطفال الخاضعين للمتابعة بعد إجراء جراحات دقيقة فى القلب، نجحت فى إعادة الحياة لهم مرة أخرى، وكان من بينهم طفلة سودانية تدعى «دعاء» لا يتجاوز عمرها 4 سنوات، أجريت لها جراحة دقيقة فى القلب منذ عدة أيام وتخضع للمتابعة.

وعقب انتهائها من جولتها فى المركز، تحدثت الشيخة موزة للحضور معربة عن سعادتها بوجودها فى أسوان مدينة النيل الساحر، والآثار العريقة التى تشيع فى النفس التقدير للحضارة المصرية. وأكدت سعادتها بالشراكة المصرية - القطرية فى مجال جراحات القلب، فى ظل تزايد عدد الوفيات فى المنطقة العربية، بسبب الأمراض الناجمة عن الخلل فيه.

وفى تصريح خاص لـ«المصرى اليوم»، أكد الدكتور مجدى يعقوب أنه يشعر بالسعادة مع كل خطوة جديدة تتم فى هذا المركز الذى كان مجرد حلم منذ عامين، مشيرا إلى وصول عدد العمليات التى يجريها المركز إلى 300 عملية سنويا مجانا، ومعظمها عمليات معقدة يكون مفقوداً الأمل فى إجرائها. وأضاف: «أكثر ما يسعدنى أننا نقدم هنا فى المركز أفضل جراحات القلب التى تجرى فى العالم للبسطاء والمحتاجين مجاناً. قد يرى البعض أننا نسير ببطء، لكننا نسير بخطوات ثابته ومتقنة، ولذا نؤجل العمل فى المشروع الكبير الخاص بمركز عالمى لجراحات القلب فى صحراء أسوان حتى نكون بالقرب من الشعب».

من جانبه، أكد دكتور عبدالعزيز الخليفى، رئيس قسم جراحات القلب بالمستشفى الأهلى بالدوحة، أن التعاون بين الدكتور مجدى يعقوب وقطر بدأ منذ نحو 4 سنوات، وتم تأسيس شبكة عالمية تتكون أضلاعها من أسوان والدوحة ولندن، للاستفادة من أحدث تطورات العلم فى مجال جراحات القلب، معتمدين على دراسة الحالات الجينية والمرضية الخطيرة فى أسوان، وخبرة العاصمة البريطانية وجرّاحيها فى هذا المجال، وإمكانيات قطر العلمية والمادية فى تسهيل الصعوبات الخاصة التى تقف أمام البحث العلمى. وأضاف دكتور الخليفى: «لدينا فى قطر أمراض قلب ناتجة عن حياة الرفاهية كالسمنة والسكر، وكلها تنتج أمراض الشرايين، ولكن فى مصر مجالاً لدراسة وبحث الأمراض الخطيرة فى القلب، خاصة الحمى الروماتيزمية، والعيوب الخلقية، لذا يمكن لمصر وقطر أن تكونا مركزا عالميا فى تلك الجراحات.. مصر من خلال خبرتها الفنية الطبية، وقطر من خلال إمكانياتها، وهى أمور ترى الشيخة موزة قدرتها على علاج متاعب المحتاجين والبسطاء فى كل الدول المحتاجة لهذا التخصص».

يذكر أن مركز القلب فى أسوان بدأ عمله منذ نحو عامين، ويخطط القائمون على المركز إلى الوصول بعدد العمليات التى يجريها إلى 650 حالة سنويا فى العام المقبل، تصل إلى 1200 حالة فى عام 2013. ويعتمد تمويل مركز القلب بنسبة 90% على تبرعات المصريين البسطاء عبر حساب المركز فى البنك المصرى الأمريكى تحت رقم 999.

وأشار دكتور مجدى إسحاق، عضو مجلس الأمناء بمؤسسة الدكتور مجدى يعقوب، إلى أن تكلفة العملية الجراحية الواحدة تتراوح بين 7 آلاف و15 ألف دولار يتحملها المركز كاملة، بالإضافة لتحملهم نفقات الإقامة الخاصة بالمرافق للطفل فى حال لو كان من خارج أسوان. وأضاف دكتور مجدى: «ما نبحث فيه الآن هو استمرارية هذا المشروع بعد مجدى يعقوب.. استمرارية المؤسسة ككيان.. واستمرارية التمويل حتى لا تتوقف العمليات. وقد نجحنا فى ضمان الجزء الأول من أهدافنا، حيث يوجد الآن 29 طبيباً جراحاً تتراوح أعمارهم بين 29 و40 عاماً يتعلمون ويتدربون ويجرون العمليات مع الدكتور مجدى يعقوب وباتوا على مقدرة علمية فائقة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية