كشف نائب رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»، صالح العارورى، أن هيئة المعابر التابعة للسلطة الفلسطينية ستتسلَّم المعابر فى قطاع غزة اعتباراً من مطلع نوفمبر المقبل.
وقال العارورى، الذى شارك فى توقيع المصالحة مع حركة فتح فى القاهرة: «أخذنا قراراً بعودة هيئة المعابر لتتسلم المعابر مع بداية نوفمبر المقبل».
وأضاف، فى مقابلة مع صحيفة «القدس» الصادرة فى الضفة الغربية المحتلة، أنه تم الاتفاق على «عقد لقاءات معمَّقة ومفصلة» فى غزة بين مسؤولين أمنيين من الجانبين، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية العاملة فى القطاع ستظل كما هى إلى أن يتم التوصل إلى آلية لدمجها، لتفادى أى «فراغ أمنى».
وينصُّ اتفاق القاهرة على تشكيل حكومة وحدة وطنية والتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية وتشكيل لجان مشتركة لاستيعاب الموظفين الذين وظَّفتهم «حماس» فى المؤسسات العامة، والبالغ عددهم نحو 45 ألف مدنى وعسكرى. كما يقضى بدمج الأجهزة الأمنية والشرطية فى غزة والضفة بما يضمن وحدتها وتبعيتها لوزارة الداخلية.
ورداً على سؤال عما إذا كان الاتفاق معناه تخلِّى «حماس» عن الكفاح المسلح، قال العارورى إن «الشراكة تعنى الشراكة فى قرار الحرب والسلم».
من جانبه، هاتف إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، أمير قطر تميم بن حمد، لإطلاعه على اتفاق المصالحة الذى تم توقيعه فى القاهرة برعاية ومشاركة مصرية.
وقال المكتب الإعلامى لـ«حماس» إن «هنية» استحضر الجهود القطرية فى السنوات الماضية ومحاولات قطر من أجل الوصول إلى هذه اللحظة التى ينتظرها الأشقاء والأصدقاء.
وأكد رئيس الحركة الحرص على تطبيق ما تم الاتفاق عليه والالتزام به، مشيراً إلى بدء التحضير للمشاركة فى المحطات القادمة من الحوار التى ستُعقد فى القاهرة، سواء الحوار الثنائى أو الحوار الشامل.
ولاقت المصالحة ترحيباً واسعاً من قبل دبلوماسيين عرب بفرنسا، حيث أشادوا بما وصفوه بـ«هذا الإنجاز العظيم الذى من شأنه أن يعزز حقوق الشعب الفلسطينى فى المطالبة بدولته المستقلة».
وقال السفير سلمان الهرفى، سفير فلسطين بفرنسا، إن المصالحة نصر للدبلوماسية وللسياسة وللقيادة المصرية، مشيداً بـ«النجاح الباهر الذى أفرح الجميع، ورسم البسمة على شفاه كل الشعب الفلسطينى وأصدقاء فلسطين». وأضاف: «هذا دَيْنٌ لن ننساه للرئيس عبدالفتاح السيسى». وتابع: «هذا ليس بجديد على مصر، فهى حاضنة الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية منذ نشأتها».
وأوضح أن المصالحة خطوة أولى على طريق طويل، «لكنها خطوة واثقة وراسخة وبرعاية صادقة وصدوقة لا تنشد إلا الخير للشعب الفلسطينى ولأمتنا العربية». وقال: «مصر هى بيت العرب جميعاً ورمز الكنانة والعروبة ورمز النضال من أجل القضية العربية».
ووصف سفير الكويت بفرنسا، سامى السليمان، المصالحة بـ«الإنجاز التاريخى». وقال إنه يمثل خطوة مهمة فى الاتجاه الصحيح لإنهاء الانقسام والتفكك الذى أضر كثيراً بالقضية الفلسطينية.
وأشاد السليمان بما وصفه بالدور المحورى البنَّاء الذى قامت به مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى للتوصل لهذا الاتفاق، مُذكِّراً بموقف بلاده الثابت لدعم الشعب الفلسطينى وتأييد كافة الجهود الدولية الرامية لإحلال السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ووفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
وأعرب مزرى حداد، سفير تونس السابق لدى منظمة اليونسكو، عن أمله فى أن يجمع اتفاق المصالحة كل الأطراف وكل الفلسطينيين بلا استثناء.
وأكد أن هذه المصالحة سيكون لها تأثير كبير فى تحريك عملية السلام، موضحاً أن إسرائيل كانت تستغل الخلافات بين الفلسطينيين وحركة حماس وغيرها لتعطيل السلم الشامل الذى يمنح الفلسطينيين حقوقهم.
وقال حداد إن مصر نجحت فى تجميع من فرقتهم بعض الدول الأخرى، مثل قطر، التى قال إنها أسهمت بشدة فى تفاقم الخلافات بين الفلسطينيين وتفريقهم. وأضاف: «لذلك كانت قطر تخدم مصلحة إسرائيل، وقد أكدت هذا الكلام منذ سنوات».