x

«البنتاجون» تستعد للضغط على إيران.. وطهران: سنضاعف أسلحة الردع

السبت 14-10-2017 23:11 | كتب: محمد السيد علي, وكالات |
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعلن استراتيجيته الجديدة ضد إيران الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعلن استراتيجيته الجديدة ضد إيران تصوير : أ.ف.ب

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أنها تعيد النظر فى جميع أنشطتها الأمنية وخططها بالمنطقة، لممارسة ضغوط على إيران، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الجمعة، رفضه الإقرار بالتزام إيران بالاتفاق النووى، معتبرا أن الاتفاق «أحد أسوأ» الاتفاقات فى تاريخ بلاده، مؤكدا أن طهران لا تحترم تعهداتها، فيما أعلنت الخزانة الأمريكية أنها وضعت الحرس الثورى الإيرانى على قائمة العقوبات، التى شملت ٤ كيانات، بينها شركة صينية.

وقال المتحدث باسم «البنتاجون»، أدريان رانكين جالواى، مساء الجمعة، إن بلاده تعمل على تحديد مجالات يمكن العمل فيها مع حلفائها بالمنطقة، لممارسة ضغوط على إيران. وأوضح أن «البنتاجون» تعيد النظر فى جميع أنشطتها الأمنية وخططها بالمنطقة، فى ضوء هذه الاستراتيجية. وأضاف «نحدد مجالات جديدة، نعمل فيها مع حلفائنا من أجل ممارسة ضغوط على النظام الإيرانى، والقضاء على ممارساته التى تؤدى إلى عدم الاستقرار، وتقويض مساعيه فى دعم المجموعات الإرهابية والحصول على قوة عدوانية».

الرئيس الإيرانى حسن روحانى يتحدى تهديدات ترامب

فيما أعلن الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، الجمعة، أن الاتفاق النووى «غير قابل للنقاش»، مشددا على عزم بلاده توسيع برنامجها الصاروخى، وأكد روحانى أنه «لا يمكن لترامب إلغاء الاتفاق النووى، كما لا يمكن لدولة واحدة القيام بذلك»، مضيفاً «ولا يمكنه إضافة مادة أو إزالتها، فهناك أكثر من دولة وقعت عليه».

واعتبر روحانى أن تصريحات ترامب «ليس سوى تهديدات سابقة»، مشيرا إلى أن بلاده تعتزم تطوير وتعزيز صواريخها الدفاعية، وأنها ستتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتابع: «سنضاعف جهودنا لصنع أسلحة للردع، وسنوسع برنامجنا الصاروخى».

وذكرت مجلة «بوليتيكو»، الأمريكية، أن المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكى هايلى، مهدت الطريق أمام تراجع ترامب عن الاتفاق النووى، فيما كان باقى موظفى الإدارة الأمريكية يطالبون بتعامل حذر مع هذه القضية والتروى فى التنصل من الاتفاق.

ونقلت المجلة عن مصدر مقرب من البيت الأبيض، أن هايلى قالت بالحرف فى أحد المحافل فى يوليو الماضى: «اسمحوا لى توضيح ما أعنى، الرئيس ترامب قد ردّ بالإيجاب» على هذا الأمر، أى أمر بالتراجع عن الاتفاق، وتابعت المجلة أن هايلى تحولت إلى «صوت ترامب الداخلى» على صعيد ما يحيط بموقف واشنطن تجاه الاتفاق النووى مع إيران. وتباينت ردود الأفعال بين مرحب ومنتقد لاستراتيجية ترامب الجديدة بخصوص الملف النووى الإيرانى، حيث رحبت السعودية والإمارات والبحرين واليمن وإسرائيل بالاستراتيجية، فيما أعلن زعماء الاتحاد الأوروبى روسيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا تمسكهم بالاتفاق النووى مع إيران.

ورحبت الحكومة السعودية، فى بيان، باستراتيجية ترامب تجاه إيران، مشيدة برؤيته فى هذا الشأن والتزامه بالعمل مع حلفاء واشنطن، كما أشادت كل من الإمارات والبحرين بخطاب ترامب، معلنة دعما كاملا للاستراتيجية الأمريكية الجديدة. ورحبت الحكومة اليمنية، المعترف بها دوليا، بالاستراتيجية، متهمة قوات الحرس الثورى الإيرانى بتسليح الحوثيين بصواريخ متطورة.

وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، ترامب، على كلمته ضد إيران، ورأى أن هناك فرصة لتغيير الاتفاق النووى وسلوك طهران فى المنطقة.

فى المقابل، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكويا أمانو، إن إيران «ملتزمة بالتعهدات النووية» المذكورة فى الاتفاقيات التى أبرمتها مع مجموعة 5+1، وأضاف أمانو أنّ «الالتزامات المتعلقة بالأسلحة النووية التى تعهدت بها إيران بموجب الاتفاق النووى، يتم تنفيذها»، وأكّد أن تطبيق الاتفاقية «يتم بطريقة محايدة وموضوعية، وفقا للآليات التى تحددها خطة العمل الشاملة المشتركة»، معتبرا أن نظام المراقبة والرصد المفروض على إيران «أقوى نظام للتحقق النووى فى العالم».

وحذر بيان مشترك صادر عن مكاتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، من التبعات المحتملة لموقف ترامب. وأكد رغبة الدول الثلاث فى الحفاظ على استمرار الاتفاق النووى الإيرانى.

وذكرت المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية، فيديريكا موجيرينى، أنه ليس بيد أى دولة فى العالم أن تنهى الاتفاق النووى الإيرانى، مؤكدة ضرورة الحفاظ على هذا الاتفاق بشكل جماعى.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، إنه يأمل فى استمرار الاتفاق الإيرانى، وشددت وزارة الخارجية الروسية على تمسكها بالاتفاق، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام به، وأكدت أن استخدام «لغة التهديد» فى العلاقات الدولية أمر غير مقبول ومن مخلفات الماضى ولا يتفق مع مبادئ الحوار الحضارى بين الدول.

وكانت الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أبرمت، فى يوليو 2015، اتفاقاً مع إيران، وافقت بموجبه طهران على تقييد برنامجها النووى، مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب هذا البرنامج، ومن المقرر أن يبلغ ترامب الكونجرس، فى موعد لا يتجاوز اليوم، إن كان يعتبر أن طهران أوفت بالتزاماتها فى إطار الاتفاق النووى أم لا، ومن ثم تجديد المصادقة على الاتفاق من عدمه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية