x

سفير جيبوتى بالقاهرة: القواعد العسكرية الأجنبية على أرضنا تحمى مصالح مصر والعرب (حوار)

الخميس 12-10-2017 21:51 | كتب: اخبار |
المصري اليوم تحاور السفير الجيبوتى فى القاهرة«محمد ظهر حرسى » المصري اليوم تحاور السفير الجيبوتى فى القاهرة«محمد ظهر حرسى » تصوير : سمير صادق

قال السفير الجيبوتى فى القاهرة، محمد ظهر حرسى، إن العلاقات بين البلدين تاريخية وعميقة وتشهد تطوراً مستمراً، موضحاً أن السياسات الخارجية للرئيس عبدالفتاح السيسى الأقرب إلى أفريقيا، وأن مصر هى قلب الأمة العربية النابض بالفعل، لافتاً إلى أن جميع القادة الأفارقة ينتظرون بشغف شديد مؤتمر أفريقيا 2017 الذى سيُعقد فى مدينة شرم الشيخ، ديسمبر المقبل.

وأضاف، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أنه بعد قرار الدول العربية الـ4 مقاطعة قطر، تضامنت جيبوتى مع الدول المقاطعة، وخفضت التمثيل الدبلوماسى لها فى قطر، فردت الدوحة بسحب قواتها من حدود جيبوتى مع إريتريا، وانسحبت كوسيط فى الأزمة، مشيراً إلى أن أزمة سد النهضة تخص إثيوبيا ومصر فقط، وأنها تسير على الطريق الصحيح من خلال المفاوضات الدبلوماسية والفنية الجارية فى الوقت الحالى.. وإلى نص الحوار:

المصري اليوم تحاور السفير الجيبوتى فى القاهرة«محمد ظهر حرسى »

■ بداية ما آخر التطورات فى العلاقات بين مصر وجيبوتى؟

- العلاقات بين البلدين تاريخية وعميقة، والآن فى تطور مستمر وتمر بأفضل أحوالها، ولما قرر الاتحاد الأفريقى تجميد عضوية مصر، عقب ثورة 30 يونيو، كانت جيبوتى الدولة الأفريقية الوحيدة التى رفضت ذلك الموقف، وعارضت بشدة الجهات الرسمية فى الاتحاد.

وأرى أن السياسات الخارجية للرئيس عبدالفتاح السيسى الأقرب إلى أفريقيا، وأن مصر هى قلب الأمة العربية النابض بالفعل، ورغم الدور المصرى الكبير فى دعم حركات التحرر السياسى الأفريقى، إلا أننا شعرنا بالإهمال فى السنوات العديدة الماضية، وفى عهد السيسى مصر تعود وبقوة إلى الساحة الأفريقية، وهناك ترحيب كبير بالدور الإيجابى الذى تلعبه مصر فى الفترة الحالية.

وجميع القادة الأفارقة ينتظرون بشغف شديد مؤتمر أفريقيا 2017، الذى سيُعقد فى مدينة شرم الشيخ، ديسمبر المقبل.

■ كيف تقرأ أهمية دور مصر فى القارة الأفريقية؟

- كما ذكرت من قبل، مصر لعبت دوراً فى مساندة حركات التحرر السياسى الأفريقى، فى حقبتى الستينيات والسبعينيات، ولها رصيد هائل لدى الشخصية الأفريقية، حتى أنه عندما اجتاحت القوات الإسرائيلية حدود مصر وقامت باحتلال سيناء، جميع الدول الأفريقية قامت بمقاطعة إسرائيل.

فالدور السياسى الذى تلعبه مصر الآن فى القارة السمراء مؤثر ومهم للغاية، كما أن مصر تحتضن الأفارقة وتقوم باستقبال الطلاب فى جميع الجامعات الحكومية والخاصة.

■ ما أهم خطط التعاون التجارى والاقتصادى بين البلدين؟

- هناك اتفاقيات حديثة على المستوى التعليمى والاقتصادى والصحى والثقافى، وتبادل الخبرات وتأهيل الكوادر الجيبوتية بمصر، فضلاً عن مشروع ربط قناة السويس بـ«باب المندب».

الاتفاقيات الصحية نصت على إجلاء المرضى الجيبوتيين فى مصر وعلاجهم، ومن ثم ترحيلهم بعد إتمام شفائهم إلى جيبوتى، وتدريب الأطباء الجيبوتيين أيضاً بمصر، وتصنيع الأدوية الطبية وتصديرها لبلادنا، أما على المستوى التعليمى، فهناك 20 منحة تعليم جامعية مجانية، و10 منح على مستوى الدراسات العليا للطلبة الجيبوتيين، كما نستقبل فى بلادنا بعثات تعليمية من الأزهر الشريف، بينما الجانب الاقتصادى ينص على ربط قناة السويس بـ«باب المندب»، حتى يتم إنعاش حركة التجارة العالمية، وأيضاً التنسيق مع الجانب المصرى لتأمين المضيق ومكافحة القرصنة والإرهاب، فالجميع يعلم أن جيبوتى تمتلك موقعاً استراتيجياً مهماً على البحر الأحمر، ولذلك المنتجات الصينية نفذت إلى عمق أفريقيا عن طريقنا.

والأسبوع الحالى سوف يكون هناك اجتماع لنا مع عدد من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين، لدراسة إمكانية إنشاء مصانع فى جيبوتى، وتطوير المصانع المتعثرة لدينا، ونحن نقوم بتذليل العقبات أمام المستثمر المصرى، كما أن سعر العملة المحلية لدينا ثابت منذ أكثر من 60 عاماً، ونريد أن ينافس المستثمر المصرى كلاً من «الصين وتركيا ودول الخليج العربى».

■ كم يبلغ حجم الاستثمارات المصرية فى جيبوتى؟

- هناك نشاط حديث وضخم، ولكن ليست هناك إحصائيات رقمية حتى الآن بحجم تلك الاستثمارات.

■ كيف يمكن تنمية قارة أفريقيا بعيداً عن أى تدخلات خارجية؟

- استغلال الموارد الطبيعية والمواد الخام والأولية لابد أن يكون من أصحاب الشأن، أى أن تكون «أفريقيا للأفريقيين»، ولابد من التعاون بين بعضهم البعض، عن طريق الدول الكبرى مثل «مصر وإثيوبيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا»، لأن أفريقيا تحتاج إلى خبرات وتكنولوجيا أفضل من أن تأتى الدول الغربية لاستغلال مواردنا وتطوير بلادها، ولابد من المضى فى تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2063 التى وضعها الاتحاد الأفريقى.

فالتعاون بين الدول الأفريقية اقتصادياً، والمشاريع المصرية التى تقيمها فى دول القارة السمراء، حائط الصد تجاه التدخلات الخارجية فى شؤوننا.

■ ما أهم التحديات التى تواجه تنمية قارة أفريقيا؟

- الجهل والفقر والمرض.

■ كيف يمكن مواجهة تلك التحديات؟

- لابد من تكاتف جميع الدول الأفريقية لمحاربة تلك التحديات، حتى تنتهى الصراعات القبلية، وحالة عدم الاستقرار السياسى فى المنطقتين العربية والأفريقية، وإحداث تنمية شاملة فى مجال التعليم، لإزالة الآثار السلبية للاستعمار الأجنبى على دول القارة، وبعض التدخلات الغربية.

■ ما أوجه مكافحة الإرهاب بين البلدين؟

- هناك تنسيق بين البلدين لتأمين قناة السويس، وباب المندب، ومكافحة الإرهاب والقرصنة.

■ كيف تقرأ أزمة سد النهضة؟ وهل ستستفيد جيبوتى من هذا السد؟

- هذه الأزمة تخص إثيوبيا ومصر فقط، ولكن أرى أنها تسير على الطريق الصحيح من خلال المفاوضات الدبلوماسية والفنية الجارية فى الوقت الحالى، ووجهات النظر بين البلدين متقاربة، وإثيوبيا أكدت أنها لن تعمل ضد مصلحة مصر، وكل بلد من حقه أن يطور ذاته دون إلحاق الضرر بالآخرين.

أما الكهرباء التى سيقوم بتوليدها السد، فسوف يستفيد منها جميع دول القارة الأفريقية، 70% من الكهرباء فى جيبوتى نحصل عليها من إثيوبيا فى الوقت الحالى، ونحصل أيضاً على المياه منها عن طريق الآبار، فلابد من تكاتف وتعاون الدول الأفريقية مع بعضها البعض.

ولكن جيبوتى بعيدة عن سد النهضة، وإذا حدث وكانت هناك استفادة لنا من شراء الكهرباء التى سيتم توليدها من سد النهضة، فما المانع؟ لابد أن تستفيد جميع الدول الأفريقية منها وعلى رأسها «مصر وجيبوتى».

■ لماذا انسحبت قطر من أزمتكم مع إريتريا؟

- بعد قرار الدول العربية الأربع مقاطعة قطر، تضامنت جيبوتى مع الدول المقاطعة، وقمنا بتخفيض التمثيل الدبلوماسى لنا فى قطر، فردت الأخيرة بسحب قواتها من على حدودنا مع إريتريا، وانسحبت أيضاً كوسيط فى الأزمة.

وأنا أدعو الدول العربية، خاصة مصر، إلى أن تقوم بدور قطر وتحل محلها كوسيط فى أزمتنا مع إريتريا، خاصة أن القاهرة تتميز بعلاقاتها الجيدة مع أسمرة، ومفاتيح الجانب الإريترى فى يد مصر.

■ صحف أجنبية وعربية قالت إن هناك تواجداً مكثفاً للقوات الأجنبية والقواعد العسكرية بجيبوتى.. ما صحة هذا الكلام؟

المصري اليوم تحاور السفير الجيبوتى فى القاهرة«محمد ظهر حرسى »

- جيبوتى هى قلب العالم الأفريقى لما تمتلكه من موقع متميز واستراتيجى على البحر الأحمر وباب المندب، وسياسة دولتنا لا تقوم على إثارة عداء أى دولة منذ أكثر من 40 عاماً، فما المانع من وجود تلك القواعد العسكرية فى بلادنا؟

هذه القوات متواجدة لمحاربة الإرهاب والقرصنة، ولتأمين باب المندب والبحر الأحمر، وحماية حركة التجارة العالمية بالمنطقة، ولحماية مصالح مصر، فإذا تأثر أمن باب المندب سلبياً سيؤثر ذلك على أمن قناة السويس، كما أن تلك القوات متواجدة فى معظم الدول العربية مثل مصر وقطر والسعودية، حتى وإن لم تكن بهذا الحجم.

■ هل لإسرائيل قاعدة على أراضيكم؟

- لا ليس لدينا أى علاقة مع إسرائيل، ولا يوجد بيننا أى تمثيل دبلوماسى مشترك.

■ هل تستفيد جيبوتى من تلك القواعد العسكرية بأى منفعة مالية؟

- نعم.. هناك إيجار سنوى تدفعه تلك الدول لنا، لكن هى مبالغ «رمزية» لا ترتقى لمستوى الإيجار الفعلى لتلك الأراضى.

■ هل ترى أن تلك القواعد العسكرية لا تسبب أى إزعاج لسيادة بلادكم؟

- لا تسبب لنا أى إزعاج، لأن جيبوتى دولة ذات سيادة، ونستطيع إقرار مصيرنا بأنفسنا.

■ برأيك ما أهم أسباب التواجد الإسرائيلى فى أفريقيا ومن سمح به؟

المصري اليوم تحاور السفير الجيبوتى فى القاهرة«محمد ظهر حرسى »

- الدول العربية وجامعة الدول العربية هى التى سمحت بالتغلغل الإسرائيلى فى أفريقيا، فالدول الأفريقية قطعت علاقتها مع إسرائيل بعد احتدام الصراع العربى- الإسرائيلى عقب حرب 1967، ولكن فجأة الدول العربية نفسها التى قاطعنا إسرائيل من أجلها عادت لتقيم علاقات معها وأخذت تتردد على تل أبيب، وبالتالى كانت إسرائيل تعطى للأفارقة برهاناً على ذلك، وتؤكد لهم أن مصلحة أفريقيا معها، وأن تلك القطيعة لا فائدة منها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية