x

القصف الغربى يستهدف المطارات العسكرية والمضادات الأرضية للنظام الليبى

الأحد 20-03-2011 17:56 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب


استأنفت المقاتلات الحربية الفرنسية والأمريكية والبريطانية قصف الأهداف والدفاعات والمضادات الأرضية والمطارات العسكرية ومخازن الأسلحة والقوات البرية التابعة للزعيم الليبى معمر القذافى فى طرابلس ومدن سرت وسبها ومصراتة والزاوية وزوارة لليوم الثانى على التوالى فى العملية التى أطلق عليها «فجر الأوديسا»، مما أسفر عن شلل كبير فى تلك القدرات، وأعلنت الدول الغربية أن الحظر الجوى بدأ تنفيذه فعليا فى الأجواء الليبية، تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولى، بينما ردت المضادات الأرضية التابعة للقذافى للتصدى للغارات، فيما أكد الزعيم الليبى أن منطقة البحر المتوسط أصبحت منطقة حربية، وتوعد بضرب مصالح الدول التى شاركت فى القصف، وأعلن تسليح الشعب لمواجهة ما سماه «الحرب الصليبية» على بلاده، مشددا على أنه سيدافع عن ليبيا وذلك بعد إعلان التليفزيون الرسمى أن حشودا من المواطنين سيشكلون دروعا بشرية لحماية الأهداف المحتمل تعرضها للقصف.


واستهدفت غارات جوية فجر الأحد مدينة طرابلس وأطلقت المضادات الأرضية التابعة لقوات العقيد معمر القذافى النار لمواجهتها واستبعد الحلفاء أى عملية برية فى الوقت الراهن وأكدوا أنهم سيعملون على إنشاء تحالف جوى بمشاركة عربية قدر الإمكان وأن تبقى رمزية.


وحلقت طائرة حربية فى أجواء منطقة إقامة القذافى فى باب العزيزية جنوب طرابلس، وسمع دوى عدة انفجارات، وأعلن التليفزيون الرسمى الليبى أن غارات جوية وصاروخية لقوات التحالف أصابت عدة مناطق فى العاصمة، وأضاف التليفزيون أن العديد من مطارات ليبيا يشهد اعتصامات للمواطنين بها، دفاعا عنها ضد أى عدوان ومنها مطار طرابلس ومعيتيقة العسكرى بطرابلس ويجاور قاعدة جوية، وسبها فى الجنوب والجفرة وسط البلاد.


وأعلن مسؤولون فى وزارة الدفاع البريطانية، فجر الأحد، أن مقاتلات بريطانية من طراز تورنيدو شنت غارات جوية على ليبيا، وقال المتحدث باسم الجيش البريطانى الجنرال جون لوريمر: «يمكننى الآن التأكيد أن سلاح الجو الملكى البريطانى أطلق أيضا صواريخ «ستورمشادو» انطلاقا من عدد من مقاتلات «تورنيدو جى آر 4»، وذكرت مصادر رسمية أن الطائرات أقلعت من شرق إنجلترا وحلقت لمسافة 4800 كلم قبل أن تطلق صواريخها وتعود إلى قاعدتها. وفى المقابل، أطلقت مضادات أرضية موجودة فى مكان إقامة القذافى ومحيطه وفى مناطق أخرى فى طرابلس النار مخلفة سحبا حمراء فى الجو، وأن مئات المواطنين تجمعوا أمام مقر باب العزيزية، الذى يتخندق فيه القذافى لحمايته بصدورهم، بعد إلقاء قنابل الأحد قرب باب العزيزية، وردت المدفعية الليبية المضادة للطيران فى مواجهة استمرت حوالى 40 دقيقة.


وأفادت محطة «سى بى إس نيوز» الأمريكية بأن 3 مقاتلات شبح أمريكية من طراز «بى 2» ألقت 40 قنبلة على مطار رئيسى فى طرابلس، وذكرت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية أن قوات التحالف بدأت ضربات جوية على طرابلس بمشاركة 19 طائرة أمريكية، وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن قواتها تستهدف أنظمة الدفاع الجوى المتكامل فى ليبيا ومعظمه فى منطقة طرابلس، بينما أعلنت قيادة القوات الفرنسية أن العمليات الجوية الفرنسية على ليبيا ستستمر وأن طائراتها الحربية باقية فى مكانها، وأن حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديجول» ستتوجه فى غضون ساعات إلى ليبيا، بينما قالت وكالة الأنباء الإيطالية إن مسلحين يحتجزون فى ميناء طرابلس طاقم سفينة إيطالية وهم 8 إيطاليين وهنديان وأوكرانى.


وقال مسؤول ليبى إن القصف استهدف أهدافا مدنية فى طرابلس وبنغازى ومصراتة وزوارة، مما أسفر عن مقتل 48 شخصا على الأقل بينهم 26 فى طرابلس وإصابة 150 آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال.


وأقرت (البنتاجون) بأن قرار مجلس الأمن -الذى يسمح بالتدخل لمنع القذافى من قتل المدنيين - تحت القيادة الأمريكية حاليا، لكنها تقول إنها تريد الانتقال إلى «قيادة ائتلافية» خلال الأيام المقبلة، وقالت الوزارة إن 3 آلاف جندى أمريكى يشاركون فى العمليات التى ستستمر لمدة أيام وليس أسابيع.


وقال الأميرال الأمريكى وليام جورتنى إن هذه الصواريخ أصابت «أكثر من 20 هدفا من الأنظمة المضادة للطيران وغيرها من المنشآت الدفاعية» على الساحل الليبى، الذى تتواجد فيه المضادات الأرضية والدفاعات، مشيرا إلى أنه لا توجد طائرات أمريكية تطير فوق ليبيا حاليا ولا توجد قوات أمريكية على البر، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن تحالفا من 5 دول هى: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا وإيطاليا يشن هجمات على ليبيا بهدف شل دفاعات القذافى، بينما ذكر مسؤول فرنسى، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الهجمات الجوية بالطائرات والصواريخ عملية متعددة الأطراف بتنسيق من القيادة الأمريكية فى أوروبا ومقرها فى شتوتجارت بألمانيا.


وكان مسؤول أمريكى رفض الكشف عن هويته، قال إن الدفاعات الجوية للقذافى «تضررت بشدة» جراء الصواريخ الأمريكية لكنه أكد فى الوقت ذاته أنه «من المبكر للغاية التنبؤ بما قد يفعله القذافى أو قواته الأرضية ردا على الضربات التى تعرض لها»، وفى وقت لاحق، توقفت عمليات القصف التى ينفذها التحالف الدولى لساعات ضد أهداف عسكرية ليبية، فى طرابلس وبنغازى معقل الثوار وساد هدوء فى بنغازى فى الصباح، وبدأ السكان بالعودة إليها بعد أن فر الآلاف منها بسبب القصف العنيف الذى نفذته قوات العقيد معمر القذافى، وأسفرت المواجهات عن مقتل 90 شخصا على الأقل منذ مساء الجمعة الماضى.


وفى مصراتة شرق طرابلس، التى كانت قوات القذافى سيطرت عليها من أيدى الثوار، قال شهود عيان إن المدينة تعرضت لقصف غربى على كتائب القذافى فى الكلية الحربية بالمدينة وأن تلك القوات غادرت المدينة بعد أن كانت حاصرتها من أطرافها، لكن قناصة لايزالون على أسطح المبانى يستهدفون أى شخص يتحرك «القوات الدولية قصفت كتائب القذافى فى الكلية الحربية الجوية لكن بعضا من القوات فر قبيل الهجوم، ونقل التليفزيون الليبى الرسمى عن ناطق باسم القوات المسلحة أن قصفا طال خزانات وقود تغذى مصراتة، والمناطق المجاورة.


وإلى الشرق من مصراتة، أفاد مراسلون بأنهم أحصوا 14 قتيلا على الأقل محترقين حول مركبات لقوات القذافى على طريق استراتيجى شرق ليبيا ومركبات عسكرية وسيارة إسعاف محترقة على الطريق بين أجدابيا وبنغازى بعد القصف الفرنسى، السبت، بينما بدأ الثوار ينظمون هجمات مضادة إثر عودتهم مرة أخرى إلى أجدابيا ضد فلول القذافى وشوهدت شاحنات رباعية الدفع عليها رشاشات ثقيلة وهى تعود إلى بلدة أجدابيا، التى كان الكتائب الأمنية سيطرت عليها.


أكد الناطق الرسمى للمجلس العسكرى فى ليبيا (التابع للمجلس الوطنى الانتقالى) خالد السايح أن جميع المدن الليبية تواقة للتحرر من سطوة نظام القذافى وأن حمل السلاح جاء دفاعا عن النفس، نافيا أن يكون الثوار قد تلقوا أى قطعة سلاح من الخارج.وأثار القصف الغربى غضب القذافى وقال: «سنهاجم كل هدف مدنى أو عسكرى فى البحر الأبيض المتوسط» وقد أصبحت هذه المنطقة ميدان حرب فعلية»، مؤكدا أن «مصالح الدول التى شاركت فى العدوان ستتعرض للخطر بسبب العدوان الجنونى الصليبى الكفيل بإشعال حرب». وقال إنه «فتح المخازن وتسليح الجماهير» للتصدى «للعدوان الصليبى الاستعمارى»، وقال إن هذه حرب صليبية جديدة لمحو الإسلام وأن التحالف سيسقط مثلما سقط هتلر وموسيلينى ونابليون»، ودعا القذافى التحالف الغربى إلى مراجعة حساباته والتراجع، مؤكدا أن ليبيا تتعرض لعدوان ليس له مبرر وسنقاتل على أرضنا ولن نتركها وأن بلاده تستعد لحرب طويلة، وقال «سنهزمكم» ونحن منتصرون لا محالة على الصليبيين الطغاة.


وأضاف القذافى أن بلاده مستعدة لحرب طويلة وأنها دربت حتى النساء لمواجهة التحالف.


بدوره، وصف محمد الزوى، رئيس البرلمان الليبى، القصف بـ«العدوان الهمجى»، مؤكدا أنه طاول أهدافاً مدنية وعسكرية وأدى إلى سقوط «عدد كبير من المدنيين»، وتسبب بـ«أضرار جسيمة للمنشات»، بينما أعلنت وزارة الخارجية الليبية فى بيان أنها تعتبر قرار مجلس الامن 1973، الذى يدعو إلى وقف إطلاق النار وإقامة منطقة حظر جوى «انتهى مفعوله» ودعت الوزارة مجلس الأمن إلى عقد اجتماع طارئ.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية