لاعب من اللاعبين الموهوبين، أصحاب القدرات الخاصة، والمهارات المتميزة، نجح فى فرض نفسه على الساحة الكروية، وأن يكون واحد من أفضل عناصر الجيل الحالى، ورغم صغر سنه، فقد بات من أهم العناصر التى يعلّق عليها هيكتور كوبر، المدير الفنى للمنتخب، آماله وطموحاته، فى تنفيذ خطته، حيث سبق أن قال فى أكثر من مرة إنه من أفضل اللاعبين الموجودين فى الجيل الحالى، لقدراته الهجومية والدفاعية، وإنه الوحيد القادر على قلب الموازين، وتغيير دفة اللعب فى الاتجاه الذى يريده المدير الفنى، وبالفعل لم يخيبْ محمود حسن تريزيجيه، لاعب منتخبنا الوطنى، ظن كوبر، وجهازه المعاون، فى كل التجارب الذى وضعه فيها، حيث كان تريزيجيه، صاحب ضربة الجزاء، التى احتسبت لمنتخبنا أمام غانا، وكانت البوابة التى عبرنا بها المنتخب الغانى العنيد، والذى كان مرشحا بقوة للفوز بتذكرة الصعود عن تلك المجموعة، وكان أيضاً تريزيجيه، صاحب ركلة الجزاء، التى حصلنا عليها فى مباراة الكونغو، والتى تسببت بصورة مباشرة فى صعود المنتخب، إلى مونديال روسيا، مباشرةً، بعدما كانت الأنفاس قد حبست، عقب إدراك الكونغو، هدف التعادل، ولم يكن اللاعب، صاحب ركلة الجزاء فقط، بل نجح فى قلب موازين المباراة، رأساً على عقب فور نزوله، وأشعل الملعب، وحول الدفة لصالحنا تماماً.
وعقب إطلاق الحكم صافراته وإعلان صعود مصر للمونديال، اقتربنا، من الموهوب المتألق محمود، حسن تريزيجيه، وأجرينا معه الحوار التالى:
● فى البداية سألناه: بعد الصعود إلى مونديال روسيا هل ستكتفى مصر بالتمثيل المشرف؟
- فأجاب: منتخب مصر كبير أوى، ومانعرفش حاجه اسمها التمثيل المشرف، الشرف بالنسبة لنا لا يعنى سوى بذل الجهد والعرق وتحقيق الانتصارات، ووضع بلدنا فى المكانة التى يستحقها بين جميع المنتخبات المشاركة فى المونديال، وأعتقد أن التصفيات الأخيرة التى شاركنا بها كانت خير دليل على أننا قادمون بقوة، ولن نقف أمام أى عقبة قد تثنينا عن تحقيق الحلم الذى طال انتظاره، وبالفعل نجحنا فى ذلك، وصعدنا، وهذه هى مرحلة تحقيق الأهداف، وتأتى بعد ذلك مرحلة تحقيق الطموحات، والتى لن تقف عند حدود أبداً.
● وماهى طموحاتك فى المونديال المقبل؟
- طموحاتنا بلا حدود، فالجميع يرى أن معظم لاعبى المنتخب يلعبون فى أكبر الأندية العالمية، ولا نقل عن أى منتخب فى شىء، ونحن سنبذل قصارى جهدنا، لتحقيق كل الذى نتمناه فى تلك البطولة، ولكن النتائج تعد فى علم الغيب، ولكن كل الذى أتوقعه، وأستطيع قوله إننا قادرون على كتابة تاريخ جديد للمنتخبات الأفريقية فى المونديال، وسنكون بمثابة منتخب يتحدث عنه العالم أجمع فى تلك البطولة، ولن نعود من هناك دون تحقيق إنجاز يحسب للجيل الحالى، ولمستر كوبر، المدير الفنى المتميز، الذى علمنا أشياء كثيرة لن ننساها أبدا، والذى أسهم كثيراً فى تطوير الكثير من لاعبى المنتخب.
● ولكن البعض يخشى أن يكون الصعود للمونديال مرة ستتحقق كل 30 سنة؟
- بالعكس صعودنا للمونديال سيكون بإذن الله مرة كل أربع سنوات، لأننا تعلمنا الدرس جيداً واستفدنا من أخطائنا، ولن نكررها، فضلاً عن أن منتخب مصر، كان يستحق الصعود للمونديال فى مرات كثيرة سابقة، ولكن لم يحالفنا التوفيق فى ذلك، ولكننا عازمون على ان نكون ضيف دائم على كاس العالم، ولن ننزل من على منصات التتويج، فى البطولات الأفريقية، وكانت البداية فى الجابون، عندما فزنا بالميدالية الفضية، وكان من الممكن أن نعود بالكأس إلى القاهرة، ولكن الحمد لله على ماتحقق لنا فى تلك البطولة، ونعد المصريين خلال الفترة المقبلة بأننا سنسعى جاهدين لتحقيق كل طموحاتهم بداية من تحقيق نتائج إيجابية، فى مونديال روسياً ومروراً باستعادة اللقب الأفريقى والفوز ببطولة الأمم الأفريقية المقبلة.
● ولكن الكونغو كان من الممكن أن تبدد الحلم الذى طال انتظاره؟
- هذا الكلام غير صحيح، وحتى لو كانت المباراة انتهت بالتعادل، فكان أمامنا جولة أخرى، أمام المنتخب الغانى، وكنا سنذهب لنحقق الفوز عليه فى عقر داره، والتتويج من هناك، ولكننا كان لدينا حرص شديد على تحقيق الفوز على الكونغو، وإعلان الصعود من القاهرة، لتكون الجولة الأخيرة بمثابة تحصيل حاصل، وحتى يتسنى لنا الاحتفال مع جماهيرنا العاشقة، والتى شعرنا معها بقيمة التتويج. وأعتقد ان الفرحة التى عشناها فى ملعب برج العرب، مختلفة تماماً وفرحة طاغية، وتعد أكبر بكثير من التى كنا سنعيشها فى حالة الصعود من غانا.
● ولكن أعتقد أن الفوز على المنتخب الغانى فى عقر داره أمر ليس باليسير؟
- طبعاً الفوز على أى فريق بملعبه أمر صعب للغاية، وخصوصاً إن كان المنتخب الغانى، القوى المنظم، الذى يلعب على أرضه ووسط جمهوره، ولكننا فى النهاية يجب أن نعترف أننا أصبحنا بمثابة عقدة للمنتخب الغانى، وقد نجحنا فى أن نجعل المنتخب الغانى يدفع ثمن فوزه علينا بالستة فى التصفيات السابقة «غالى أوى»، ويكفى أن المنتخب الغانى لم ينجح فى الفوز علينا بعد تلك المباراة فى أى مواجهة، حيث حققنا الفوز عليه فى ثلاث مباريات متتالية بعدها وإن شاء الله نحقق الفوز عليه فى المباراة المقبلة فى عقر داره، لتكون المباراة الرابعة على التوالى، التى ننجح فيها فى الفوز على المنتخب الغانى، وأعتقد أننا سنكون المنتخب الأفريقى الوحيد فى الحقبة الأخيرة، الذى استطاع الفوز على المنتخب الغانى أربع مرات متتالية.
● هل ساورك شك فى عدم الصعود للمونديال؟
- بعد الفوز فى أول مباراتين على غانا والكونغو، وحصولنا على العلامة الكاملة خلالها، وأنا على يقين بأننا سنحصل على تذكرة الصعود للمونديال، ولكنى كنت حريصا على عدم ضياع تلك الفرصة، خصوصاً أن المونديال حلم سعينا بكل قوة لتحقيقه، ولكنه أمر طبيعى جداً، وسط المنافسة القوية من الفرق المشاركة، أن تشعر بالقلق، ولكنى لم أشك للحظة واحدة من أننا سنذهب للمونديال فى هذه المرة، وبإذن الله لن تكون الأخيرة.
● ومارأيك فى الهجوم الجارف على كوبر؟
- مستر كوبر مدرب عبقرى، بمعنى الكلمة، ويجيد أن يحرك داخل اللاعبين أشياء كثيرة، ويجيد قراءة المباريات، ويجيد قراءة الفرق المنافسة، ويجيد توظيف اللاعبين، ويعد من المديرين الفنيين الأجانب القليلين الذين ينغمسون مع المنتخبات التى يدربونها للدرجة التى يشعرك معها أنه مدرب مصرى، وليس أرجنتينيا، فضلاً عن خوفه الشديد علينا، وحرصه الكبير على أن يطمئن على جميع اللاعبين، وإصراره على إجرائنا عمليات الاستشفاء عقب المباريات، وقبل العودة لأنديتنا، حتى لا يتعرض أحدنا لإصابة، وهذه أشياء من الصعب توافرها فى كل المديرين الفنيين، ومن ثم أدى ذلك لنجاحه مع المنتخب، فى كل الاختبارات التى تعرض لها، فيجب ألا ننسى أننا شاركنا فى بطولة أفريقيا بعد غياب دام عنها لثلاث بطولات، فضلاً عن وصولنا إلى المباراة النهائية فى تلك البطولة، وهذا إنجاز أيضاً يحسب له، وطبعاً قدرته على قيادة المنتخب للصعود للمونديال، قبل انتهاء التصفيات بجولة، وهذا أمر بالغ الصعوبة، إذا ما نظرنا إلى أننا بعيدين عن المشاركة فى المونديال من 28 عاما، وهذه الأشياء كافية، لتشعرنا بأن لدينا مديرا فنيا متميزا وكنزا لن نفرط فيه أبداً.
● وما سر الهجوم الشديد الذى تعرض له من وجهة نظرك؟
- الانتقادات أمر طبيعى لأى شخص يتبوأ منصبا عاما، مثل الذى يوجد به مستر كوبر، وأعتقد أن الانتقادات ما لم تخرج عن النص وتكون فى حدود مصلحة الفريق، فستصب جميعها فى مصلحة المنتخب، وأعتقد أن الانتقادات سببها الطموحات الزيادة لدى البعض، خلال الفترة المقبلة، وأعتقد أن هذا يعد بمثابة ضغط كبير علينا كلاعبين، بسبب زيادة الطموحات المشروعة لدى الجميع، بأن يحقق منتخب مصر نتائج متميزة فى مونديال العالم فى روسيا، وأعتقد أننا أهل لذلك، ولن نتوانى عن تحقيق ما تصبو له الجماهير المصرية.
● وهل ترى أن المشاركة فى مونديال العالم قد تفتح باب الاحتراف للاعبين آخرين فى مصر؟
- بلا شك، فالمشاركة فى المونديال تعطى الجميع فرصا متساوية، للحصول على فرصة الاحتراف فى أكبر الدوريات الأوروبية، وأعتقد أن لدينا الكثير من اللاعبين المميزين بمقدورهم التواجد فى أكبر أندية العالم، وستكون الفرصة سانحة أمامهم بعد المونديال الذى يعد بمثابة أكبر مجال لعرض النجوم، على الأندية الكبيرة، خصوصاً أن اللاعب المصرى أثبتت نفسه أمام العالم، بعد التجارب الناجحة لنجومنا الذين نفخر بهم جميعاً، مثل محمد صلاح، والننى، والمحمدى، وعبدالشافى، والحضرى، ورمضان صبحى، وكوكا، وكهرباء، ومصطفى فتحى، فاللاعب المصرى عندما تأتيه الفرصه يمسك بها ولا يتركها تضيع من يديه أبداً وأعتقد أنه بعد المونديال سيطرق أكثر من عشرة لاعبين جدد باب الاحتراف، وستتسع القاعدة، وسيجنى المنتخب ثمارها خلال الفترة المقبلة، وسيكون عندنا قوام أكبر من القوام الموجود حالياً.
● وبمناسبة الاحتراف.. ما النادى الذى تتمنى اللعب له خلال الفترة المقبلة؟
- أنا لا أقصد ناديا بعينه، وأنا سعيد فى تجربتى الاحترافية، وكل الذى حددته لى هو أن نهاية مشوارى فى الملاعب يجب أن تكون داخل النادى الأهلى الذى تربيت بين جدرانه وصاحب الفضل علىّ.
ولا يمكننى بأى حال من الأحوال أن أختم مشوارى فى الملاعب خارجه، لأننى أدين بالفضل له فى شهرتى، وخصوصاً للكابتن حسام البدرى، المدير الفنى للفريق، والذى كان صاحب الفضل فى صقل موهبتى، ومنحى الفرصة، وتصعيدى للفريق الأول، وضمى للقائمة الأفريقية، وعمرى لم يتجاوز السابعة عشرة، وهذه أمور كلها أسهمت فى تكوينى، وفى ظهورى وانضمامى للمنتخب، لأكون واحد من الجيل الحالى الذى له شرف التواجد فى المونديال العالمى.
● وما رأيك فى فرصة الأهلى أمام النجم الساحلى؟
- الأهلى حقق نتيجة طيبة للغاية فى تونس أمام النجم الساحلى، وأعتقد أن الفريق لديه القدرة على التعويض فى مباراة العودة ببرج العرب، وتحقيق الفوز والصعود للمباراة النهائية للبطولة والفوز باللقب الأفريقى، والعودة للمشاركة فى مونديال العالم للأندية، والتى ستقام نسخته فى الإمارات هذه المرة، لأن الأهلى يضم بين صفوفه كوكبة من النجوم، فضلاً عن وجود جهاز فنى متميز، على أعلى درجة من الكفاءة، وبمقدوره تحقيق طموحات الجماهير الأهلاوية، فى المشاركة فى مونديال الأندية وتحقيق نتائج طيبة.