أحالت محكمة جنايات الجيزة اليوم الأربعاء أوراق «محمود سيد عبد الحفيظ عيساوي» إلى المفتي ، في قضية مقتل هبة العقاد ابنة المطربة المغربية «ليلى غفران» وصديقتها «نادين خالد جمال الدين» داخل شقة الاخيرة بحي الندى في الشيخ زايد، وذلك لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت المحكمة جلسة 30 يونيو المقبل للنطق بالحكم لتنهي المحكمة الفصل الثاني في القضية بعد مداولتها في 8 جلسات شهدت فيها العديد من المفاجآت، والتفاصيل، وانتقلت الى مسرح الجريمة بالشيخ زايد ومعاينة حديقة المنزل والشقة التي وقعت بها الجريمة في نوفمبر 2008.
صدر القرار برئاسة المستشار «محمد عبد الرحيم اسماعيل» وعضوية المستشارين «محمد جمال عوض» و«صلاح محمد سيد» وحضور «محمود عبود» و«أحمد الركيب» رؤساء النيابة.
بدأت تفاصيل الجلسة عندما حضر المستشار «محمد عبد الرحيم إسماعيل» إلى قاعة المحكمة، واعلن أن النطق بالحكم في الثانية عشر ظهرا، بينما توافدت وسائل الاعلام والمصورين من مختلف الصحف والقنوات الفضائية لمتابعة جلسة النطق بالحكم في القضية التي شغلت الرأي العام على مدى العامين الماضيين، بينما حضر والدا المجني عليهن "هبة ونادين" في ساعة مبكرة وجلسا كما اعتادا في الصف الاول بجوار بعضهما البعض يتحدثان ويتهامسان بصوت خافت، يواسي كل منهما الاخر بكلمات مثل "ربنا كبير".. "ربنا مش هيضيع حق الضحيتين"، لتظهر قبل نصف ساعة من بداية الجلسة والدة وشقيقة الضحية «نادين» وتجلس الام المكلومة مرتدية ملابس سوداء ويظهر على وجهها الحزن، بينما ترتب شقيقة الضحية نادين على كتف والدتها الحزينة، وتطلب منها الدعاء للضحية.
في الناحية الأخرى من القاعة يجلس «سيد عبد الحفيظ» والد المتهم وشقيقه في الصف الأول بالقاعة، يضع كل منهما يده فوق رأسه مهموما، ينتظر كلمة القضاء، وهما يرددان بصوت خافت "ربنا يستر.. ربنا يستر"، بينما أحاط بهم عدد كبير رجال المباحث لمنع وقوع أي اشتباكات بينهم وبين أهالي الضحيتين بعد صدور الحكم، في الوقت الذي تم ايداع المتهم «عيساوي» فيه داخل قفص الاتهام، والذي ظهر عليه التوتر والقلق واستند إلى القفص، ثم لوح بيده لوالده ومحاميه «أحمد جمعة» اللذين اقتربا من القفص ودار بينهم حوار هامس انتهى بجلوس المتهم على الأرض ليقطع حاجب المحكمة جميع المشاهد التي تدور والاحداث داخل القاعة بقوله : "محكمة"، ليسود القاعة الصمت ويعتلي القاضي المنصة، وممثلو النيابة العامة، ويبدأ القاضي في توجيه كلمة يطلب فيها من جميع الحضور التزام الصمت، والهدوء وعدم اصدار أي ردود افعال بعد النطق بالحكم، وبعدها نطق القاضي بالقرار في دقيقتين، قائلا: "باسم الله الحق العدل، قررت المحكمة حضوريا وباجماع الآراء إحالة أوراق القضية إلى فضيلة مفتي الجمهورية لابداء رأيه بشأن المتهم «محمود سيد عبد الحفيظ عيساوي» وحددت جلسة الاربعاء 30 يونيوالجاري ـ جلسة خاصة ـ للنطق بالحكم مع استمرار حبس المتهم احتياطيا على ذمة القضية وعلى النيابة العامة احضاره من محبسه".
عقب النطق، احتضن والد الضحية «نادين» زوجته وابنته، وظلوا يبكون بشدة، وردد الوالدان وهما في حالة بكاء شديد "الحمد لله.. دم نادين ما رحش هدر.. اعدام للمرة التانية.. حق بنتنا لن يضيع"، في الوقت الذي صرخ فيه والد المتهم قائلا: "ظلم.. للمرة التانية يتحكم على ابني بالاعدام ظلم.. انا ابني بريء وكل الناس في الشارع عارفة انه بريء ومتعاطفة معاه، وكل الناس عارفين انه خروف للأكابر.. وأن في متهم أخر وأن ابني بريء ولم يرتكب الجريمة"، فيما بكى إبراهيم العقاد والد الضحية «هبة» وظل يشكر الله على قرار المحكمة باحالة اوراق المتهم الى المفتي.
وقال والد «عيساوي» لـ «المصري اليوم» إنه زار ابنه في محبسه امس، وكان يبكي بشده وقال له "والله العظيم بريء.. مش انا اللي قتلت البنات".
وخارج قاعة المحكمة، كان المشهد مختلفا، أخرج حرس المحكمة المتهم وسط حراسة امنية مشددة، ومنعوا اقتراب المصورين منه بعدما اغلقوا باب القاعة على كل من بداخلها، وذلك عندما حاول المتهم الحديث الى وسائل الاعلام، للدفاع عن نفسه، فاقتاده الحرس الى الخارج سريعا ولكنه ردد قبل خروجه جملة واحدة "والله العظيم بريء".. بينما اقتاده الحرس الى سيارة الترحيلات ومنها الى سجن مزرعة طرة.. بعدها دخل 3 ضباط واخرجوا والد المتهم وشقيقه، الى خارج المحكمة، وذلك عندما ظل والد المتهم يصرخ "ظلم.. ظلم".