قاد محمد صلاح المنتخب الوطني للتأهل للمونديال للمرة الأولى خلال 28 عامًا، بعدما سجل هدفي فوز المنتخب الوطني على منتخب الكونغو، في المباراة التي انتهت بفوز المنتخب الوطني «2-1»، اليوم الأحد.
ويأتي هدفي «صلاح» في الكونغو ليشكلا سلسلة جديدة من مسلسل صناعته للبهجة على وجوه الجماهير المصرية، منذ بداية لعبه بقميص المنتخب الوطني، في 3 سبتمبر 2011، في المباراة أمام منتخب سيراليون، ضمن منافسات تصفيات كأس أمم أفريقيا.
وواصل «صلاح» منذ ذلك الحين مسيرة تألقه الثابتة مع المنتخب الوطني، والتي شهدت أيضًا بداية مسيرة احترافه، في نادي بازل السويسري.
وعلى مدار عامين، فشل «صلاح»، رغم تألقه، في قيادة المنتخب الوطني للتأهل لكأس أمم أفريقيا 2012، ولكن سنحت له الفرصة لقيادة «الفراعنة» للتأهل إلى كأس العالم 2014، والتي أقيمت في البرازيل.
ولكن على الرغم من الوصول للمرحلة الأخيرة من التصفيات، تلقى المنتخب الوطني خسارة ثقيلة بنتيجة «1-6» أمام المنتخب الغاني، في ذهاب المرحلة الأخيرة من التصفيات.
ورغم مشاركته في المباراة وصنعه لهدف المباراة الوحيد، الذي سجله محمد أبوتريكة، إلا أنه لم يسجل أي هدف في المباراة، كما لم يساعد المنتخب الوطني على عمل «ريمونتادا» في مباراة الإياب، التي انتصرت فيها مصر «2-1»، ليفشل «صلاح» في تحقيق هدف الجماهير المصرية الأسمى، بالتأهل للمونديال.
ولكن يبدو أن «صلاح»، الذي استمر وعلى مدار عامين مسيرة كبيرة من التألق في مسيرته الاحترافية في أوروبا، سعى لإعادة المحاولة مرة أخرى خلال تصفيات مونديال روسيا.
ففي خلال 5 مباريات بالتصفيات، خاضها المنتخب حتى الأن، كان «صلاح» أبرز لاعبي «الفراعنة» في التصفيات، حيث سجل 5 أهداف وصنع هدفين، ليساهم في الأهداف السبعة التي سجلها المنتخب الوطني في التصفيات حتى الأن.
وبهدفيه في الكونغو، رفع «صلاح» رصيده إلى 32 هدف في 56 مباراة دولية مع المنتخب الوطني، ليسير بخطى ثابتة نحو كسر رقم حسام حسن، الهداف التاريخي للمنتخب الوطني برصيد 69 هدف، سجلها في 186 مباراة دولية.
وإذا استمر «صلاح»، نجم فريق ليفربول الإنجليزي الحالي، بمعدل أهدافه الحالي مع المنتخب، بمعدل 0.57 هدف في المباراة الواحدة، فإنه لن يكون صعبًا بالنسبة له كسر رقم «حسن»، أسطورة هجوم المنتخب الوطني وناديي الأهلي والزمالك السابقين.
ويعتبر «صلاح» على نطاق واسع أبرز لاعبي الجيل الحالي من المنتخب الوطني على الإطلاق، وتمكن، اليوم الأحد، من إدخال نفسه في سجلات تاريخ الكرة المصرية من أوسع الأبواب.
ورغم عدم كونه ضمن الجيل الذهبي لـ«الفراعنة»، الذي لطالما أدخل الفرحة في قلوب المصريين، بإحرازه 3 ألقاب متتالية لكأس أمم أفريقيا، خلال الفترة من 2006 إلى 2010، ولكنه حقق الهدف الأسمى للجماهير المصرية، بالتأهل لكأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عامًا، وهو ما لم يستطع الجيل السابق من المنتخب أن يحققه، رغم كونه أحد أفضل الأجيال التي مرت على المنتخب الوطني.
كما وأنه مع صغر سنه، حيث يبلغ من العمر 25 عامًا، إضافة إلى تواضعه الكبير، فإنه يبدو أن «صلاح» لن يكتفي بمجرد هذا الإنجاز خلال الفترة المقبلة.
فـ«صلاح»، أغلى لاعب مصري وعربي في التاريخ حتى الأن بانتقاله إلى ليفربول في موسم الانتقالات الصيفية الماضية مقابل 37 مليون جنيه استرليني، سوف يضع نصب عينيه إعادة المنتخب الوطني لمنصة بطولات كأس أمم أفريقيا، بعدما قاده للتأهل لنهائي النسخة الماضية، التي أقيمت في الجابون، في يناير الماضي.
كما يبدو أن «صلاح» سيتطلع إلى مواصلة تحقيق المجد أوروبيًا، حيث يعتبر واحدًا من أبرز المحترفين الذين مروا في تاريخ الكرة المصرية، إن لم يكن أبرزهم على الإطلاق.
وحصد «صلاح» بالفعل جائزة لاعب الشهر في ليفربول على مدار الشهرين الماضيين، خاصة عقب نجاحه في تسجيل 6 أهداف وصنع هدفين قي 11 مباراة شارك بها بجميع المسابقات خلال الموسم الجاري.
ورغم المسيرة المتعثرة لـ«الريدز» خلال الموسم الحالي بجميع المسابقات حتى الأن، إلا أن التأهل لكأس العالم لن يكون إلا أفضل حافز لـ«صلاح» من أجل مواصلة مسيرة تألقه في الدوري الأقوى في العالم.
كما أن تشجيع الجمهور المصري لـ«صلاح»، سواء خلال فترة لعبه في بازل أو تشيلسي أو فيورنتينا أو روما أو ليفربول، والتجمع لمشاهدة مبارياته المختلفة، بالاهتمام الذي يوازي تقريبًا الاهتمام بمشاهدة مباريات القمة التي تجمع بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، ليس إلا دليلًا على مدى الحب الكبير الذي يكنه المشجعون المصريون لـ«صلاح»، ما سيشجعه على إعادة «الريدز» لمنصة البطولات أيضًا.