x

«المصري اليوم» ترصد أجواء «المعركة الأخيرة» بالحويجة: «الحرب المقدسة» تضع نهاية «داعش العراق»

الأحد 08-10-2017 23:03 | كتب: صفاء صالح |
معركة تحرير آخر معاقل داعش فى العراق معركة تحرير آخر معاقل داعش فى العراق تصوير : اخبار

حكايات آخر معاقل التنظيم: الصفوف الأولى للحشد.. والأرض للجيش والبشمركة
معركة تحرير آخر معاقل داعش فى العراق

بدأت السبت الماضى عملية تحرير الحويجة والتى استمرت على مدار الأسبوع، على يد القوات العراقية متمثلة فى الحشد الشعبى والفرقة التابعة للقوات المسلحة العراقية والشرطة الاتحادية، وكانت عملية تحرير الحويجة هى المعركة الثانية بعد معركة تلعفر التى تم تحريرها بعد إعلان حكومة أربيل نيتها إجراء استفتاء للاستقلال بإقليم كردستان.

معركة تحرير آخر معاقل داعش فى العراق

وكانت خطة تحرير الحويجة تعتمد على الهجوم على سلسلة جبال حمرين المحيطة بمنطقة الحويجة والقرى المحيطة بها، الجمعة الماضى، وبدأت الخطة بفتح ممرات فى سلسلة الجبال التى قام التنظيم بحرق آبار النفط الموجودة بها حتى يعرقل الهجوم الجوى، ثم تلا ذلك مرحلة تطهير القرى خلف سلسلة الجبال فى المناطق التى استطاعت القوات العراقية فتح طرق بها.

وكانت العقدة الحقيقية فى عملية التحرير هى منطقة «الفتحة» التى فصلت «داعش» عن القوات العراقية بالجبل والنهر معا فمثلت نقطة حصينة للتنظيم واستمر القتال بها نحو ثلاثة أيام.

ثم أتى الانتصار مساء الخميس الماضى، «حرب مقدسة» فى نظر طرفيها، يظن طرف فيها أنه «يعيد زمن الخلافة ويبسط رسالته الدموية على الأرض»، ويرى الطرف الآخر فيها «انتصارا معوضا للحسين على بنى أمية، حتى لا تتكرر لعنة التخاذل فى كربلاء».

ما إن تترك القوات العراقية كركوك خلفها متجهة نحو قضاء تكريت حيث تقع الحويجة بين كركوك وتكريت، حتى تقابلهم الأدخنة الكثيفة المتصاعدة من حقلى «علاس» و«عجيل»، اثنان من أكبر حقول البترول فى الحويجة واللذين سيطرت عليهما داعش منذ يونيو 2014، وكانا يمثلان أهم مواردها للحصول على السلاح مقابل البترول فى صفقات مع دول جوار العراق، فى محاولة من التنظيم للتشويش على رؤية طائرات الاستطلاع التى تسبق القوات العراقية لتحديد أماكن تواجدهم.

بجوار جسر مدمر، فجره التنظيم قبل قدوم القوات ليمنع دخولها إلى مناطقه، امتد جسر آخر مهدته القوات العراقية وسط الأراضى الوعرة، ليحمل المقاتلين إلى مواجهتهم الأخيرة مع «داعش»، تتقدم القوات سيارات بها أجهزة متقدمة لكشف الألغام وتمييز العوائل الفارين من قبضة التنظيم، عن عناصر داعش الانتحارية المهاجمة.

مئات السيارات تحمل شباب الحشد الشعبى (أغلبه شيعة وبعض ألوية سنية ومسيحية) من ألوية مختلفة تتصاعد منها الأغانى الدينية الحماسية حيث ذكرى عاشوراء أحد أهم الأيام المقدسة لدى الشيعة، ينادى المحاربون باسم العباس والحسين ثم ينطلقون رافعين رايات كتب عليها أسماء آل البيت.المزيد

بعد الخلاص من «داعش» أهالى الحويجة فى انتظار المجهول
سيدات الحويجة فى انتظار المجهول بعد داعش

نساء خائفات عيونهن الظاهرة فضحت الفزع المختبئ بوجوههن رغم إخفاء الملامح بقطع القماش القديم، أمام منزل طينى ككل مساكن القرية وقفن متربصات من المجهول القادم عليهن بعد ثلاثة أعوام من حكم الدواعش لهن، فى أحد أركان شارع بقرية سرايا الملح، إحدى القرى التابعة للحويجة، تجمع رجال القرية الذين لم يستطيعوا الفرار بأسرهم رغم تحذير التنظيم لهم من القتل على يد الحشد والتمثيل بالجثث واغتصاب للنساء، بعيون زائغة وشعور شعثاء وابتسامة مرتعشة تلتمس الرحمة من القادم عليهم استقبل من تبقى من أهل القرية قوات الحشد الشعبى بعد انتصارهم على داعش فى معركة الحويجة.

فى يد أحد عناصر الشعب ثمرة موز كان يهم بأكلها فرأى أحمد (طفل عمره 4 سنوات)، جالسا على حجر أبيه معلقة عيناه بالثمرة فأعطاها له المقاتل، فإذا بالطفل يأكلها بقشرها وحين تعجب الجميع رد الأب، إنه لا يعرف الموز ولا يعرف الفاكهة، فقط كبر فى عهد داعش ومنذ ثلاثة أعوام لم نر ثمرة فاكهة واحدة فكيف له أن يعلم أن الموز يتم تقشيره.

منيعة محمد، سيدة سبعينية من أهل سرايا الملح، قام تنظيم داعش بالحكم على ابنها بكسر قدمه بالمطرقة بعد أن حاول الهرب بها لعلاجها فى كركوك. عندما اشتد عليها المرض من حياتها مع الدواعش، تقول منيعة «قتلونا من الجوع والعطش، أصبحنا حفاة جوعانين بسببهم، حياتنا أصبحت مرارا من يوم ما دخلوا إلينا، كسروا رِجْل ابنى لأنه كان يريد علاجى».

هادى شاكر من فرقة الإمام على التى دخلت قرية سراى السلام يتحدث عن سبب قتلهم للبعض دون الآخر فى القرى التى يدخلونها «ندخل القرية ومعنا معلومات استخبارية بأسماء الدواعش الموجودين فيها فنقتلهم إذا لم يفروا، وفى هذه القرية حف الدواعش لحاهم ثم هربوا قبل دخولنا».

على عزيز، 32 سنة، راعى غنم يقول «جميعنا نعمل فى رعاية الأغنام، عندما دخل علينا داعش حرموا علينا الملابس الطويلة وتدخين السجائر، ومن كان يخرج من القرية ولم يمت من الألغام التى أحاطوا بها القرية، كانوا يقبضون عليه ويحكومون عليه إما بالإعدام لو كان يتعاون مع الأمن وإما بكسر القدم بالمطرقة إذا كان يريد الهروب من العيش معهم».

خماس طاهر، رجل ستينى، يبرر عدم لجوء أهل القرية للهروب، بأن الدواعش كانوا يبحثون بالموبايلات طوال الوقت ومن يجدون عنده رقما غريبا أو رقم أحد من أمن، يعدمونه ومن يحاول الهرب أو يدل أحدا على طريق للهروب يقومون بإعدامه وقد أعدموا خمسة شباب بالساحة المجاورة بسبب اشتراكهم فى عملية هروب .المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية