x

قالوا عن أنيس منصور

السبت 22-10-2011 17:53 | كتب: إسلام عبد الوهاب, ماهر حسن |

 

صلاح دياب: صاحب مدرسة ومنهج فى الكتابة

كان أنيس منصور قد كتب عن المهندس صلاح دياب فى أحد أعمدته فى «الأهرام» كما ربطتهما علاقة حميمة، وعن هذا يقول المهندس صلاح دياب: «أعتبر هذا المقال الذى أشرت إليه وساماً على صدرى، لأن أنيس منصور كاتب رفيع المستوى والمقام فهو من أقطاب الصحافة المعاصرة وصاحب مدرسة ومنهج فيها، كما أن أحداً لا يمكنه إرغامه على كتابة ما يخالف قناعاته، كما يكمن تفرد أنيس منصور أن كتاباته لم تقتصر على الكتابة الصحفية أو السياسية، وإنما تتميز بالتنوع والجذب فكتب فى أدب الرحلات على نحو يشعرك أنك ترى وتسمع ما يكتبه وكتب فى السياسة بأسلوب جاذب وتحليلى عميق وترجم عن الغرب وعن أكثر من ثلاث لغات، كما كتب اليوميات وفى التاريخ ومن الكتب التى أحبها له كتاب (كانت لنا أيام فى صالون العقاد) وعن تنوع كتاباته فقد كان أغزر الكتاب إنتاجا وأكثرهم تنوعاً وجذباً ويمكنى إيجازا القول بأن أنيس منصور رجل يفكر وهو يكتب ويكتب وهو يفكر».

بطرس غالى: كان يبحث عن الجانب المضحك

كان أنيس منصور شخصية متنوعة الثقافات، وقد اهتم بشؤون متنوعة فى كتبه وكتاباته، كما كانت له اهتمامات موسيقية وفلكية كما تنوعت كتاباته بين التاريخ والأدب والفلسفة والسياسة، كما كان لأنيس قدرة على إدراك الجانب المضحك فى الحياة وفى أى قضية يتحدث فيها أو يكتب عنها، وكان الكاتب الوحيد الذى أداوم على قراءة مقاله اليومى بانتظام، لأن أسلوبه خفيف وسلس وعميق، وحين كان يتناول موضوعاً ما لا يسعى لتحليله علميا ولا يقترح طرقا لمعالجته أو حلولا له، وإنما يطرح القضية بأسلوب بسيط وجاذب على نحو يغرى قارئ المقال بالبحث فى المزيد من المراجع للقراءة بتعمق فيه والبحث عن حلول، وأذكر أنه سافر معى لأفريقيا وزرنا إثيوبيا وكينيا والصومال، وأذكر أننا جالسنا رئيس الصومال وسهرنا معه حتى الثالثة صباحا، وكنت أحب أن ألتقيه دائماً، وكان يضفى طابع الفكاهة على الموضوعات التى نتحدث فيها، يعنى كان يبحث عن الجانب المضحك فى الحياة حتى نصبح قادرين على احتمالها، أما السادات فكان يحبه لأنه كان حكَّاء، كما كان يأتمنه على ما يقول، ومن المواقف التى لا أنساها فى هذا السياق حين زار شاه إيران مصر للمرة الثانية، حين تم خلعه وكان خارج السلطة، وكان يسلم علينا واحدا تلو الآخر، وكنت إلى جوار أنيس منصور فهمست له قائلاً لو كنت أنا المسؤول فعلا لكنت دعوت الخومينى لا الشاه، فما كان من أنيس إلا أن نقل تعليقى هذا للسادات فغضب منى ولم يتصل بى لأيام، وأنا بدورى خاصمت أنيس ولا أعرف كيف جرت المياه فى مجاريها بسرعة بينى وبينه مرة أخرى ونسينا الموقف».

صبرى الشبراوى: كان مثلنا الأعلى

نحن من أبناء محافظة الدقهلية، وكان «أنيس منصور» هو النموذج لنا، وكانت أمنيتنا أن نصير مثله، كأى شاب يحتذى بنموذج يقتدى به، وفى جيلنا كان أنيس منصور هذا النموذج كمفكر وفيلسوف ومبدع ومحب للحياة، هو اختلف عن المفكرين الذين يحبون أن يدخلوا الصندوق، أما هو فقد خرج منه، وواجه المجتمع بأفكاره ودفع ثمن الحرية هذه بمواجهاته لأعداء الفكر ومحاربتهم له حين كتب عن الوجودية، فقد كان محباً للحرية.

عمرو موسى: أديب متميز

أنعى للعرب جميعا وفاة كاتب كبير وأديب متميز عشنا معه ومع كتبه ومقالاته وتعليقاته وقفشاته لعشرات السنين، وكنت أينما تول وجهك شطر أى صحيفة عربية تجد له مقالاً أو حضوراً، فمثلا فى مقاله فى الشرق الأوسط يتحدث عن الفكر والفلسفة وفى «الأهرام» تجد مقاله المفتوح على الحياة وشؤونها وهمومها، وكثيرا ما يتبادل العمودان الأفكار وتتقاطع فيهما الأفكار. لقد كان أنيس منصور سهلاً فى إقامته للعلاقات الإنسانية، وكانت له نوادر كثيرة كما كانت له إسهامات سياسية، وبالأخص فى عصر السادات، كما لا ننسى له تأسيسه لمجلة أكتوبر فى سنواتها الأولى والتى ولدت قوية، وكان مما يميزها الملفات والبحوث التاريخية عن مصر فى تاريخها المعاصر، والتى قلما تجدها أو تجد لها مكانا فى الصحف والمجلات الأخرى، ومن الكتب التى أحبها لأنيس منصور كتابه «200 يوم حول العالم» خاصة أنه حكى لى ولبعض الأصدقاء الكثير من تفاصيل هذه الرحلات، وبعضها لم يتضمنها الكتاب، وأعود لأعزى الأمة العربية فى واحد من القامات الصحفية والأدبية فى مصر.

محسن محمد: أكبر مثقف فى مصر

أنيس منصور أكبر كاتب مثقف فى مصر، وكان مهووسا باقتناء الجديد دائما فى عالم الكتب، وأذكر أننا حين كنا نسافر للخارج مثلا وبالأخص إلى أمريكا كنا نتسابق فى الوصول إلى المكتبات ومنافذ بيع الكتب المهمة، كما كان يدهشنى بمعرفته لعناوين الكتب الصادرة حديثا فى دول العالم، وأزعم أن أحداً لا يختلف حول الثقافة الواسعة لأنيس منصور. لقد كان أنيس يعتبر الكتب أولاده، أيضا كانت ثقافته متنوعة ومهولة ترواحت بين المسرح والسياسة والأدب والفلك والفضاء وكان أول كتبه حول المخلوقات الفضائية الخرافية. أنيس أيضا كان صديقا محترماً وجميلاً للكُتّاب وأهل الفن، وحين تقرأ كتابه «كانت لنا أيام فى صالون العقاد» لا تشعر أنه كان فقط تلميذاً أو صديقاً للعقاد، وإنما إنسان تشرّب كل فكر العقاد، ويعرف عنه كل شىء، يعنى لم يكن متفرجاً أو مشاركاً عادياً وإنما شريك فى صنع هذه الأجواء وموثق لها. إن رحيل أنيس منصور ليس خسارة فقط للأدب والفلسفة الوجودية وإنما للتاريخ والأدب والصحافة والفن، ولقد صدمت بنبأ وفاته.

أما عن علاقته بالسادات أو عبدالناصر، فلم تكن له علاقة حسنة بعبدالناصر، لأن عبدالناصر قام بفصله بسبب كتاباته التلميحية عن الديكتاتورية، أما السادات فلم يكن أنيس منصور له مجرد صديق، وإنما كان يحبه لأنه اعتبره مصدر ثقة وموضع سر، كما أن أنيس مؤرخ وحكَّاء رائع ومستمع جيد ومحلل رفيع المستوى، حتى إن أنيس بسبب هذه العلاقة كان يمكنه القول ماذا سيحدث بعد أسبوع مثلا فى مصر وفى المشهد السياسى، وقد حكى الكثير عن أسرار السادات.

صلاح عيسى: «مبارك» منعه من نشر كتاب عن «السادات»

التقيت به مرة واحدة، وكانت بخصوص كتابه عن «السادات»، وحكى لى عن هذا الكتاب حيث كان «السادات» له وقت مخصص للمشى، وكان يحب أن يرافقه «أنيس»، وكانا أثناء المشى يدردشان ويتحدثان، وكتب أنيس هذه الدردشة، وأراد أن ينشرها، ورأى أنه لابد أن يستأذن من الرئيس السابق «مبارك»، لأن هذه الدردشة كانت بها معلومات تخص الدولة وتخص «مبارك» أيضا، لكن «مبارك» بعد قراءته الكتاب أشار عليه أن يؤجل نشره، ولم يُنشر إلى الآن، وأتمنى أن يكون مخطط هذا الكتاب موجوداً إلى الآن، ويتم نشره فى الفترة المقبلة، وفى الفترة الأخيرة كتب مقالتين تحت عنوان «فى صحبة السادات كانت لنا أيام» وأعتقد أن هذا جزء من الكتاب.

على سالم: كان يشكو من الأرق والآن ينام بعمق

عندما كنت فى بدايتى فى المسرح، وتقدمت بعمل مسرحى كان هو عضو لجنة القراءة، أذهلنى أنه إنسان بنزاهة عقلية عالية جداً، ومحب للإبداع والفن، وبوفاته تنطوى صفحة للإبداع، لأنى أعتقد أنه آخر شخص من الأقلام العظيمة فى جيله، كان قلقاً طوال الوقت وترجم هذا إلى إبداع فى مجالات عديدة، قدم للمسرح المصرى أعمالاً من تأليفه، وقدم ترجمات مهمة وعرّفنا بـ«فريدريشديرنمات» وكان صديقه أيضا شخص غزير الإنتاج، الأفكار تطارده وتسعى إليه ولا يسعى هو إليها، أول من أدرك أهمية السلام كقيمة عليا سامية وقام بدور مهم للغاية فى عملية السلام مع إسرائيل، فقد وقف بجوار السادات فى وقت كان الناس والكتاب لم يفهموا هذه الخطوة، وأثبت مع الوقت أنه كان صحيحا فى موقفه.

مفيد فوزى: علَّمنى الانضباط والتأمل

أنيس منصور أكِّثر من قابلتهم فى حياتى انضباطاً فى الكتابة، بل أذكر أنى تعلمت منه هذا الانضباط، فلا يعقل أن يطلبه سكرتير التحرير ليذكره بموعد تسليم المقال، إن جزءاً أساسيا فى «أنيس منصور» هو الانضباط المهنى الذى لا مثيل له فى العمل الصحفى، والمزاج عند «أنيس» لا يتحكم على الإطلاق فى كتابته، وأحزانه الشخصية لا تعطله عن أداء عمله. «أنيس» عاش للحرف بل إن الكلمة لديه هى الحياة، هى الداء، هى الدواء، وأتصور أنه كان مخلصا لكل مكان عمل فيه، فلقد كان أحلى ما يواجهه فى حياته هو التعليق على ما يكتبه سلبا أو إيجابا.

وحيد حامد: كان متذوقاً للموسيقى والشعر

كان الأستاذ أنيس منصور صديقاً عزيزاً، وكان يحبنى ويحب كتاباتى، وحين كنت أكتب فى روزاليوسف لم يكن يعلم أنى على علاقة طيبة بالأستاذ محمد عبدالمنعم، رئيس مجلس الإدارة، فكان أن اتصل به يوصيه بى خيرا، وكنت لا أتقاضى أجرا على هذه الكتابات.

ومما لاشك فيه أن الأستاذ أنيس منصور كان ركيزة ثقافية وفلسفية بارزة وصاحب تأثير وكلمة مقروءة ومستوعبة ومهضومة، وكان يتمتع برؤية ثاقبة، كما كانت له إسهامات أخرى وكان ذواقة للموسيقى والشعر، ولم يكن مجرد كاتب نمطى والسلام، ولعلنى هنا أذكر له أنه جمع لى أصواتا حين تم ترشيحى لجائزة الدولة التقديرية، وبرحيل أنيس منصور تخلو مساحة واسعة فى الفكر الإنسانى والمصرى والعربى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية