توافد ملايين المواطنين على لجان التصويت على الاستفتاء،السبت منذ الصباح، وشهدت اللجان فى مختلف مناطق القاهرة والمحافظات ازدحاماً شديداً. وشهدت أول عملية تصويت، بعد قيام ثورة 25 يناير، مشاركة واسعة من جميع طبقات المجتمع، وأطيافه السياسية.
فى لجنة مدرسة قصر الدوبارة، قام عدد من الشباب بتنظيم عملية دخول اللجان، ووقف المصوتون فى «طوابير» على باب اللجنة دون تدخل من أى جهة أمنية، واقتصر دور أفراد الشرطة والجيش على التحقق من شخصية المواطنين الراغبين فى دخول اللجنة للتصويت فقط.
وتحولت الساحة الأمامية للجنة إلى حلقة نقاش، تبادل فيها المصوتون الآراء وأسباب تأييدهم أو معارضتهم التعديلات، إلا أن الجميع اتفقوا على ضرورة المشاركة، واحترام رأى الطرف الآخر.
وردت لـ«المصرى اليوم» عدة شكاوى من مواطنين للإبلاغ عن محاولات إبطال أصوات، خاصة ممن لا يعرفون القراءة والكتابة.
وفى مدرسة هدى شعراوى التجريبية بحدائق حلوان، اشتكى بعض المواطنين من محاولات إبطال أصوات من لا يعرفون القراءة والكتابة، عن طريق إرشادهم إلى وضع علامة على الدائرتين (نعم، ولا)، وقال أحد المواطنين لـ«المصرى اليوم»، إن شخصاً لا يتقن القراءة والكتابة دخل اللجنة، وسأل أحد الموجودين: «أعلّم فين على نعم؟»، فأشار له على العلامتين، وبعد قليل تكرر الموقف مع مواطن آخر. وأضاف المواطن أنه بعد تكرار الأمر توجه إلى رئيس اللجنة وأخبره بما يحدث، فقام بالتنبيه على الناخبين بالتوجه إلى مسؤولى اللجنة فى حالة وجود أى استفسار.
وفى الجيزة، اضطر بعض المواطنين إلى العودة لمنازلهم دون التصويت فى الاستفتاء، بسبب الزحام الشديد، مؤكدين أنهم سيعودون إلى اللجان مرة أخرى، بعد انحسار الزحام، لحرصهم على المشاركة فى هذا الحدث التاريخى.
وشهد شارع جامعة القاهرة، وبداية شارع البستان، وبعض النواصى بميدان الجيزة، انتشاراً لشباب الإخوان المسلمين، الذين قاموا بتوزيع بيانات تحث المواطنين على التصويت بـ«نعم»، وهو ما أدى إلى اشتباك بعض الرافضين للتعديلات معهم لفظياً. واتهم الرافضون شباب الإخوان بمحاولة التأثير على آراء المصوتين.
وفى مدرسة السعيدية الثانوية العسكرية، شكك البعض فى أن أوراق الاستفتاء الموجودة داخل اللجان «غير مختومة»، فقام رئيس اللجنة بمراجعة جميع الأوراق، مرة أخرى، والتأكيد للجمهور على أن جميع الأوراق مختومة، وفى لجنة معهد بحوث البساتين بشارع البستان، حاول بعض الأفراد الخروج دون وضع الحبر الفسفورى، إلا أن رئيس اللجنة منعهم وأصر على غمس أصابعهم فى الحبر.
وشهدت مدرسة عثمان بن عفان، بالعمرانية، إغلاق أبواب اللجان أمام الناخبين لأكثر من نصف ساعة نتيجة عدم وجود أوراق اقتراع مختومة، وفيما أرسل ضباط القوات المسلحة فى طلب أختام، أكد رؤساء اللجان أنهم سيوقعون على الأوراق غير المختومة.
وفى مدرسة الرشاد الإعدادية الجديدة بنين، فى حى المطرية، قال الدكتور عبدالله الفرماوى، القيادى البارز بالإخوان، إن التعديلات لا تحقق كل المطالب، لكنها خطوة إلى الأمام. وأوضح أن إجراء انتخابات مجلسى الشعب والشورى، ثم الانتخابات الرئاسية، وإعداد دستور جديد، خطوة تجاه عودة الجيش إلى موقعه، وتسليمه السلطة بشكل سلمى وسلس.
وشهدت لجنة مدرسة الشهيد «إسماعيل فهمى»، بالحى العاشر فى مدينة نصر، إقبالاً شديداً على الاستفتاء، حيث وقف المواطنين فى طوابير امتدت بمحاذاة أسوار المدرسة، الأمر الذى نتج عنه ارتباك مرورى، اضطر معه الشباب إلى تنظيم لجان شعبية، وتنظيم المرور، وإعطاء أولوية دخول اللجان لكبار السن والسيدات الحوامل والأمهات الحاملات أطفالهن.
وقال مدحت عشم، ضابط جيش متقاعد، وأحد أهالى مدينة نصر: «جئت منذ الثامنة صباحاً لأدلى بصوتى وفور الانتهاء من ذلك خرجت من اللجنة وفوجئت بزحام شديد، لذلك قررت ومجموعة من الشباب الوقوف باقى ساعات الاستفتاء لتنظيم حركة المرور فى الشارع، ودخول المواطنين، لضمان عدم وقوع أى اشتباكات أو أى شىء يعكر صفو هذا اليوم التاريخى الذى لم تشهده مصر من قبل». وفى مدينة السادس من أكتوبر، توافدت آلاف الأسر على اللجان، مصطحبين أطفالهم وحاملين علم مصر. هالة عطية عرفت نفسها بالمواطنة الإسماعيلاوية، صممت على المشاركة فى الاستفتاء، معلنة وسط الطوابير التى امتدت حتى خارج مدرسة الروضة الجديدة بالحى السابع بمدينة أكتوبر، رفضها التام للتعديلات الدستورية، لأن البلد «لن يتحمل أن يسير بدستور مرقع».
وفى مدرسة سوزان مبارك بمدينة الفسطاط الجديدة، قال عبدالمنعم خليفة، مدير النيابة والمشرف على إحدى لجان المدرسة، لـ«المصرى اليوم»، إن اللجنة شهدت إقبالاً كبيراً، منذ الصباح الباكر. ولفت إلى أنه لم يكن يتوقع هذا الإقبال، ولم يشاهده من قبل.