قرر أن ينزل إلى الشارع رغم معاناته، وآلامه، بداية من الخروج من منزله وصولاً إلى لجنة التصويت، بما يتضمنها من زحام شديد، إنه وليد فاروق، الشاب الثلاثينى، الذى تحدى إعاقته الحركية ونزل إلى الشارع ليدلى بصوته فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
وسط الطوابير المزدحمة أمام لجان الاستفتاء بمدرسة السيدة عائشة للتربية الفكرية، كان وليد بكرسيه الكهربائى متجهاً للطابور الطويل، ليتخذ لنفسه مكانا يقف فيه حتى يأتى دوره ليدخل إلى لجنة التصويت ويقول «نعم»، وسط ملاحقة أعين المواطنين من حوله والذين امتزجت نظراتهم بالاحترام له، والفرحة من نزول كل فئات المصريين للتصويت.
يقول وليد متلعثماً «أنا أول مرة فى حياتى أصوت لأنى مكنش عندى بطاقة انتخابية، لكننى قررت أن أشارك، وحاسس إنى عملت اللى عليا عشان لو منزلتش كنت هحس بسلبية وإنى إنسان مليش دور فى الحياة».
ويتواصل وليد مع زملائه من المعاقين عن طريق جروب «7 مليون معاق» على «فيس بوك» البالغ أعضاؤه 2000 عضو: «أنا كنت حريصاً من أول يوم عرفت إن فيه استفتاء على الدستور وقرأت كل البنود اللى مطروحة فى التعديلات، واتكلمت مع زملائى المعارضين صوتوا بـ(لا) لكنى مقتنع بوجة نظرى وفى النهاية المفروض اللى يقرره أغلب الشعب الناس كلها ترضى بيه».
رغم أنه لم ينزل للشارع للمشاركة فى ثورة 25 يناير لكنه شارك فى حدود إمكانياته بالتواصل مع باقى زملائه على «فيس بوك» وهو جالس على كرسيه بالمنزل «أنا النهارده فرحان لأنى حاسس إن بقى ليا قيمة وصوتى مهم وإن شاء الله لازم أنزل فى كل انتخابات أو استفتاءات».
جاء عم فاروق الملك يتوكأ على «عكازه» من محافظة الفيوم للقاهرة متحدياً إعاقته البصرية، وباحثا عن أحد يوضح له معنى التعديلات الدستورية وأهميتها فيقول: «بقالى 3 أيام قاعد قدام التليفزيون وبسمع الراديو عشان أفهم حاجة مافهمتش لحد ما اتخنقت عايز حد يفهمنى إيه هيا التعديلات الدستورية وأقول نعم ولا لأ مش لاقى حد فى الفيوم عشان كدا أنا جيت القاهرة لأن الناس اللى فاهمة فيها كتير، عكس الفيوم الناس مش مهتمة بالتعديلات دى، وناس كتير مش هيخرجوا ويسيبوا زراعتهم». عم فاروق يرى أن الإعلام لم يقم بدوره لأنه لم يوضح ويشرح التعديلات للناس البسيطة التى لا تستطيع أن تفهم «الكلام الجامد ده» على حد قوله، ويضيف «رغم إنى مصاب فى رجلى ومركب شرايح لكنى أصريت أسافر من الفيوم لمصر عشان أحط صوتى لكن لحد دلوقتى مش فاهم أقول إيه نعم ولا لأ».