شهدت لجنة مدرسة قصر الدوبارة للغات ازدحاماً شديداً من المواطنين القادمين للاستفتاء من جميع الأعمار والفئات الاجتماعية، منذ الساعات الأولى من صباح السبت، واصطف الناخبون فى طوابير طويلة ممتدة من أبواب اللجان الداخلية وحتى الخارجية.
الدكتور عمرو حمزاوى قال: اخترت لجنة قصر الدوبارة لأدلى بصوتى فيها لرمزية المكان، فهى الأقرب لميدان التحرير، ذلك الميدان الذى خرجت منه ثورة 25 يناير، ورغم أننى اخترت «لا»، فإننى لا أستطيع توقع نتيجة الاستفتاء.
وأضاف: «تنظيم يوم الاستفتاء خرج بشكل رائع، ومنظم رغم كثافة الحضور منذ الساعات الأولى، هذا النظام الذى يبرهن على حضارة الشعب المصرى، لأن هذا اليوم هو أول اختبار ديمقراطى حقيقى للشعب المصرى، بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء»، متمنياً أن تكون النتيجة «لا»، ومؤكداً أنه فى حالة خروج الاستفتاء بـ«نعم» سيتم التعامل مع النتيجة بديمقراطية وسلمية، لأنها إرادة الشعب المصرى.
المخرج خالد يوسف قال: الطوابير المنظمة فى لجان الاستفتاء، دون وجود فرد أمن واحد، دليل على عظمة الشعب المصرى، الذى اتفق على الخروج عن صمته والإدلاء بصوته فى شكل منظم وحضارى، وكل من روج بأننا شعوب غير جاهزة للديمقراطية، كان كاذباً، فنحن شعوب ضاربة فى عمق التاريخ، والثورات المتتالية، تثبت أننا جديرون بصنع التاريخ، وأن الشعوب العربية متجهة إلى أفضل عصورها التاريخية.
وأضاف: اخترت «لا» لأن الشعب يستحق دستوراً جديداً، ينقل مصر نقلة حضارية مختلفة، وإذا خرجت نتيجة الاستفتاء بـ«نعم» سنسعى إلى أن تكون تلك التعديلات التسعة هى بنود الإعلان الدستورى المستخدم فى تلك الفترة الانتقالية فقط، لأنه لا يجوز العمل بدستور 1971 بعد أن فقد شرعيته، وأضاف أنه فى حالة قيامه بإخراج فيلم عن يوم الاستفتاء سيكون مشهد الطوابير المنتظمة هو المشهد الرئيسى فى الفيلم.
وقال جورج إسحق، منسق حركة كفاية الأسبق هذا مشهد حضارى لم نره من قبل، ويؤكد أن الشعب المصرى استعاد الثقة فى النظم الانتخابية المصرية، ونحن نحذر من أن أى تلاعب فى النتائج سيفقد الثقة التى اكتسبناها مؤخراً، ونطالب بمزيد من الحرص على وجود انتخابات سليمة ومختلفة عن المشاهد الهزلية فى الانتخابات الماضية، موضحاً أنه اختار الاستفتاء فى لجنة قصر الدوبارة بقصر العينى والبعيدة عن مقر سكنه للتأكد من سلامة العملية الانتخابية ووجود ضوابط حقيقية للتصويت، وتأكد من مصداقيتها.
منى مكرم عبيد، قالت: عظمة هذا اليوم لا تقل عن عظمة يوم 25 يناير، فالشباب المبدع جعلنا نعيش هذا اليوم، الذى يشهد إقبالاً كثيفاً منذ الصباح، ونرى فيه الشعب المصرى يختار ما يريد، لا ما يقرره النظام الحاكم، وننتظر جميعاً ظهور نتيجة الاستفتاء دون أن يكون لدينا تنبؤ بنتيجته.
المخرج محمود سامى عطا الله جاء متكئاً على عصاه للإدلاء بصوته فى لجنة قصر الدوبارة، ولم تمنعه كهولته حتى إن المشاركين أفسحوا له المجال ليدخل إلى لجنة الاستفتاء دون الوقوف فى الطابور الطويل المؤدى إلى مكان التصويت، وقال: أشعر بسعادة كبيرة فالمصريون لأول مرة سيختارون بإرادتهم دون تزييف لذلك حرصت على المجىء لأشارك فى هذا الحدث الجلل وأعبر عن رأيى لأول مرة لثقتى فى أنه لن يتلاعب به.