بين «نعم» و«لا» انقسمت العائلة، حسمت الابنة سمر بسيونى «36 عاماً» رأيها برفض التعديلات الدستورية برمتها والدعوة إلى دستور جديد، وقررت الأم سعاد الشرقاوى «65 عاماً» أن تضع علامة «صح» أمام دائرة «نعم». «أول مرة فى حياتنا نعيش فى جو ديمقراطى» قالتها سمر وهى تعبر عن فرحتها الشديدة بعد خروجها من لجنة التصويت والحبر الفسفورى لا تزال آثاره واضحة فى أصبعها، وتكمل: «أنا هقول لأ لأنى عايزة دستور جديد مش مرقع، الثورة ثورتنا ولازم نكملها، إزاى أقول نعم لدستور قديم وإحنا قضينا عليه»، تقاطعها الأم بابتسامة هادئة تتناسب مع مرحلتها العمرية «المهم الاستقرار»، تشرح سعاد وجهة نظرها بأن الأهم فى المرحلة المقبلة هو عودة الأوضاع لطبيعتها: «الشباب قاموا بثورتهم، وإحنا دلوقتى عايزين البلد ترجع تشتغل وتتقدم». حالة من الجدل والخلاف عاشتها الأسرة خلال الأسبوع الماضى فى محاولة للاستقرار على رأى يجمعهم، لكن لأن الديمقراطية لها ثمنها، كما تقول سمر، انقسم أفراد الأسرة بين التأييد والمعارضة، حيث أصر الأخ الأكبر على التصويت بـ«لا»، وعقدوا جلسات مناقشات أسرية ليحاول كل منهم إقناع الآخر برأيه بجدوى الموافقة أو الرفض على التعديلات الدستورية، لكن كانت لكل منهم أسبابه الوجيهة فى الإصرار على وجهة نظره، ولم يمنع اختلاف الآراء أن تصطحب الابنة سمر المقتنعة بـ«لا» والدتها المصرة على «نعم» للتصويت فى لجنة مدرسة السكاكينى.