x

العاهل الإسباني يهاجم قادة كتالونيا ومئات الآلاف يتظاهرون ببرشلونة

الأربعاء 04-10-2017 00:30 | كتب: أ.ف.ب |
ملك إسبانيا، فيليبي السادس - صورة أرشيفية ملك إسبانيا، فيليبي السادس - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

اتهم العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس الثلاثاء المسؤولين الانفصاليين في كتالونيا بأنهم وضعوا أنفسهم «على هامش القانون والديموقراطية»، مشددا على وجوب ان «تكفل الدولة النظام الدستوري»، في حين تظاهر مئات الآلاف في برشلونة احتجاجا على عنف الشرطة الاتحادية.

وقال الملك فيليبي السادس في خطاب نادر إلى الأمة عبر التلفزيون بعد يومين على استفتاء تقرير المصير الذي أجراه إقليم كتالونيا على الرغم من ان مدريد حظرته أن «هذه السلطات (الكتالونية) وضعت نفسها بطريقة واضحة وقطعية وبالكامل على هامش القانون والديموقراطية».

وأضاف أن قادة الإقليم «بتصرفهم غير المسؤول قد يعرضون للخطر الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لكتالونيا ولاسبانيا بأسرها».

واعتبر العاهل الاسباني أن الهدف النهائي من وراء الاستفتاء الذي أجراه الاقليم هو «إعلان الاستقلال بطريقة غير شرعية».

وأضاف الملك الذي اعتلى العرش في 2014 انه إزاء كل ما تقدم فانه «من مسؤولية السلطات الشرعية في الدولة أن تكفل النظم الدستوري وسير المؤسسات بصورة طبيعية واحترام دولة القانون والحكم الذاتي لكتالونيا».

وبموجب المادة 155 من الدستور التي لم يتم تفعيلها بعد يحق للحكومة المركزية أن تجبر إقليما من إقاليم البلاد على احترام واجباته الدستورية اذا ما انتهكها أو اذا «شكلت خطرا كبيرا على المصلحة العامة للدولة».

700 الف متظاهر- واتت كلمة الملك في حين شهدت برشلونة تظاهرات احتجاجية شارك فيها بحسب بلدية المدينة 700 الف شخص احتجاجا على اعمال العنف التي قامت بها الشرطة الاتحادية الأحد لمنع الاستفتاء.

وقال متحدث باسم البلدية إن هذا العدد يأخذ في الاعتبار عدة تظاهرات في المدينة بعد الظهر ومساء.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «قوات الاحتلال اخرجي» و«الشوارع ستبقى دوما لنا»، في حين صدحت حناجرهم بهتافات مناهضة للشرطة الوطنية والحرس المدني اللذين ارسلتهما مدريد لمنع الاستفتاء.

وقالت احدى المتظاهرات وتدعى ميريام لاو (35 عاما) لوكالة فرانس برس «انظروا، لن تكون هناك عودة إلى الوراء».

وحاول آلاف المتظاهرين التوجه إلى مقر الشرطة الوطنية لكن عناصرها نصبوا حواجز حالت دون اقترابهم.

وهتف المتظاهرون على مقربة من المبنى أن «هذا المبنى سيصبح مكتبة عامة»، وردد أحدهم «تحيا الأرض...» ليكمل البقية «حرة».

ونادى المتظاهرون بخروج قوات الأمن من المنطقة، واصفين اياها بـ «قوات الاحتلال»، في خضم مواجهة بين مدريد والإقليم أغرقت اسبانيا في أزمة سياسية هي الاسوأ منذ انتهاء الديكتاتورية عام 1977.

وشهد الإقليم إضرابا عاما الثلاثاء فيما حلقت مروحية في الاجواء، ما استدعى تنديدا من الكاتالونيين الذين لم يستفيقوا بعد من صدمة العنف الذي شهدته بعض المناطق الأحد.

وامتد الاضراب العام إلى القطاع الرياضي حيث امتنع نادي برشلونة لكرة القدم عن اجراء تدريباته، فيما اعلن مسؤولون ان الاضراب ادى إلى تراجع حركة النقل المشترك وعمليات شحن البضائع في مرفأ المدينة.

وقالت المدرّسة انطونيا ماريا ماورا (56 عاما) المشاركة في التظاهرة «في تشرين الاول/اكتوبر اصبحنا بلدا محتلا ولم يغادروا بعد»، في اشارة إلى الشرطة التي اوكلت اليها مهمة منع اجراء الاستفتاء.

وقال ألفريدو فيدال، صاحب مصبغة يبلغ من العمر 68 عاما، «لا يمكن وقف الشباب،» مشيرا إلى مئات الطلبة الذين ساروا ببطء وقد التف كثير منهم بأعلام الانفصال.

- الشرطة محاصرة- والأحد حاولت الشرطة الاسبانية منع تنظيم الاستفتاء مستخدمة الهراوات والرصاص المطاطي لتفريق الحشود في مشاهد شكلت صدمة واستدعت موجة انتقادات دولية.

ووجه المتحدث باسم المفوضية الاوروبية مارغاريتيس شيناس الاثنين تحذيرا قائلا «لا يمكن للعنف ان يكون اداة في السياسة على الاطلاق».

إلا ان التوتر تصاعد ليلا مع تحدي الكاتالونيين ارداة الحكومة الاسبانية.

وحاصر المتظاهرون فنادق كاتالونيا التي تأوي قوات الامن، بحسب ما اعلنت الشرطة.

واجبر عشرات من عناصر الشرطة والحرس المدني الذين ارسلوا كتعزيزات لمناسبة الاستفتاء، على مغادرة فنادقهم الاثنين تحت ضغط السكان ورؤساء البلديات، بحسب نقابيين.

وقال رامون كوسيو المتحدث باسم الاتحاد الرئيسي للشرطة «انهم يفرون من فندق إلى آخر، انهم كالجرذان التي يتعين عليها الاختباء».

وحذر من ان الدولة بدأت تفقد سيطرتها على الامن.

واعلن فندق واحد على الاقل ان السلطات المحلية امرته بان يطلب من عناصر الشرطة النزلاء المغادرة.

- التحريض على التمرد- وتعتبر الحكومة الاسبانية والمحاكم في اسبانيا الاستفتاء على الاستقلال غير شرعي، فيما تحمّل مدريد السلطات الكاتالونية مسؤولية اثارة التوتر.

واتهمت وزارة الداخلية الاسبانية الثلاثاء حكومة كاتالونيا بـ«التحريض على التمرد» بعدما تعرضت قوات الشرطة التي تم إرسالها لمنع الاستفتاء إلى مضايقات من قبل المتظاهرين.

وقال وزير الداخلية خوان ايغناسيو زويدو «نرى أكثر فأكثر كيف تدفع حكومة كاتالونيا السكان نحو الهاوية وتحرض على التمرد في الشوارع،» مضيفا أن حكومته ستتخذ اجراءات لمنع «المضايقات» بحق الشرطة الوطنية.

- المواقع السياحية مغلقة- وترجع المطالبات باستقلال كاتالونيا عن اسبانيا إلى قرون من الزمن، إلا انها عادت إلى الواجهة في السنوات الاخيرة جراء الازمة الاقتصادية.

وكاتالونيا منطقة صناعية غنية في شمال شرق اسبانيا يبلغ عدد سكانها نحو 7،5 ملايين نسمة، وتسهم في قرابة 20 بالمئة من الاقتصاد الاسباني، ولها لغتها الخاصة وتقاليدها وعاداتها الثقافية.

وكانت نقابات مؤيدة للانفصال ومدارس ومعاهد ثقافية دعت للاضراب الثلاثاء من اجل توجيه رسالة «ادانة شديدة اللهجة» ضد طريقة تعامل الشرطة مع الاستفتاء.

واقفلت المدارس وعدد من الشركات ابوابها خلال التظاهرة. واحتل المتظاهرون الشوارع والطرقات ما تسبب بتوقف حركة السير.

كذلك اقفلت المواقع السياحية في برشلونة لا سيما «كنيسة العائلة المقدسة» الشهيرة.

وفي محطة القطار «سانتس» فتحت المتاجر ابوابها.

وفتحت وحدات التجميع الثلاث لسيارات «سيات» في كاتالونيا بشكل عادي بحسب كرستينا فال لوسادا المتحدثة باسم الشركة. واتفق ممثلو النقابات على ترك العمال يقررون «بحسب ضمائرهم» اذا كانوا يرغبون في الانضمام إلى الاضراب، بحسب ما اضافت.

- جلسة طارئة- وعقدت حكومة ماريانو راخوي جلسة طارئة بعد اعلان بيغديمونت الاحد ان كاتالونيا «كسبت حقها بدولة مستقلة».

وطالب بيغديمونت بوساطة دولية للمساعدة في حل الازمة.

وبحسب حكومة كاتالونيا، أدلى 2،26 مليون شخص بأصواتهم، أي ما يعادل أكثر بقليل من 42 بالمئة من ناخبي الإقليم.

ولكن يرجح أن تلقى أي محاولة لإعلان الاستقلال بشكل أحادي معارضة ليس من مدريد فحسب، بل كذلك من قسم كبير من سكان كاتالونيا المنقسمين بشكل عميق حيال المسألة.

واعلن بيغديمونت انه سيطرح نتائج الاستفتاء على البرلمان المحلي، حيث يحظى النواب الانفصاليون بالغالبية، الذي يتمتع بصلاحيات تبني اقتراح باعلان الاستقلال.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية