رصدت «المصرى اليوم»، خلال جولة لها بالكيلو 40 بطريق «قفط- القصير» الصحراوى، مدرسة مهجورة تسمى «اللقيطة الابتدائية»، تم افتتاحها عام 1990 بالمنطقة الصحراوية بمنطقة وادى اللقيطة التابعة لمحافظة قنا، والمخصصة لأفراد من قبيلة العبابدة.
ورصدت الصحيفة عدم وجود تلاميذ أو معلمين أو إداريين بالمدرسة، التي تضم ما يقرب من 12 فصلاً دراسياً، وتضم مبنى من الطوب الأحمر يتكون من طابقين، ولا يوجد أشخاص بالمدرسة؛ طلاباً أو معلمين، ووضع على مدخل المدرسة لوحة جرانيتية مكتوب عليها «مدرسة اللقيطة إحدى ثمرات التعاون بين مصر وأمريكا في عام 1990»، كما تضم عَلَماً وحيداً ترك الزمن بصماته عليه.
وتجوَّلت الصحيفة حول المنطقة المحيطة بالمدرسة للبحث عن جيران لها، وعثرت على ورشة صغيرة على حافة الطريق الصحراوى ومقهى صغير، وبسؤالنا عن المدرسة أخبرنا عامل المقهى أنه حديث العمل بالمقهى، ودلنا على أسرة تقطن المنطقة ووجدنا أسرة واحدة تسكن بها.
قال أحمد حسين، أحد السكان، إنه يسكن المنطقة وبرفقته زوجته وأولاده وشقيقه، وإنهم جاءوا من قرية «المخزن» التابعة لمركز قوص، والتى تبعد ما يقرب من 60 كيلو عن الوادى بعد انتقال والدهم للمنطقة للعمل بنقطة الإسعاف المتمركزة بالطريق، مشيرين إلى أن العبابدة هجروا المنطقة بعد ضمها لمحافظة قنا بعد أن كانت تبعيتها للبحر الأحمر، وبسبب نقص السولار الذي يعتمدون عليه بشكل كبير في حياتهم، موضحاً أن المدرسة تم بناؤها منذ ما يقرب من 27 عاماً وهى على وضعها ولا يوجد بها تلاميذ بسبب طبيعة المنطقة، التي تضم عدداً قليلاً من الأشخاص، موضحاً أنه لم يتقدم أحد للقيد بالمدرسة العام الجارى ولم تعمل.
وأوضح أنه منذ عامين كان بالمدرسة طالبان فقط، مشيراً إلى أنه لا يوجد أحد من المدرسين أو العاملين بها لعدم وجود تلاميذ، ولبُعْد المدرسة عن مركز قفط بحوالى 40 كيلومتراً، مضيفاً أن لديه طفلة تدعى «نسمة» تبلغ من العمر 5 سنوات وشقيقها حسين 4 سنوات، وأنه سيقدم لها بالمدرسة العام المقبل بعد بلوغها السن المناسبة للالتحاق بالمدرسة.