أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر الداعم الرئيسي لتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، مضيفا أن القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات مصر.
وأوضح الرئيس، في كلمته المسجلة خلال اجتماع حكومة الوفاق الوطنى الفلسطينية بغزة، الثلاثاء، أن تجربة السنوات الماضية أثبتت أن الجميع خاسر من الانقسام ولا مستفيد إلا القوى التي استغلت الموقف لتحقيق أهدافها في استمرار التطرف بين بعض الفصائل الفلسطينية.
وتابع: «أؤكد للجميع أننا لا نملك وقتا لنضيعه، وأن التاريخ سيحاسب من يتسبب في إضاعة الفرصة الحالية لتحقيق السلام».
وفيما يلي نص الكلمة:
«بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات أعضاء حكومة الوفاق الوطني
أتوجه إليكم في هذا اليوم التاريخي المشهود بكل التحية والتقدير، متمنياً لكم النجاح والتوفيق في تحقيق الآمال التي يتطلع إليها الشعب الفلسطيني وكافة الشعوب العربية في إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة.
إن مصر كانت دوما، برغم التحديات الجسام التي تواجهها، الداعم الرئيسي لتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني. وكانت القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات مصر، سواء خلال لقاءاتي مع زعماء العالم أو من خلال مشاركة مصر في كافة المحافل الدولية.
واليوم، دعوني أقول لكم إن العالم بأسره يترقب جهودكم لتحقيق الوفاق بين أطياف الشعب الفلسطيني ويثمن إصراركم على تخطي كافة العقبات التي أدت إلى التنافر والانقسام.
إن لديّ إيماناً كاملاً بأن الاختلافات بين مكونات المجتمع الفلسطيني يجب أن يتم حلها داخل البيت الفلسطيني بدعم ومساندة من الأشقاء العرب مع عدم قبول تدخل أي قوى خارجية في هذا الشأن.
ولعل تجربة السنوات الماضية قد أثبتت لنا أنّ الجميعَ خاسرٌ من الانقسام ولا مستفيد إلا القوى التي استغلت الموقف لتحقيق أهدافها في استمرار التطرف بين بعض الفصائل الفلسطينية.
الإخوة والأخوات
إنني لعلى ثقة في إدراك القيادات الفلسطينية لحساسية هذه المرحلة وأهمية التلاحم فيما بينكم لتحقيق الوحدة اللازمة للانطلاق نحو الأهداف والغايات القومية للشعب الفلسطيني البطل.
ولقد حرصت على إيفاد السيد رئيس المخابرات العامة لحضور هذه المناسبة تأكيداً لحرص مصر على تقديم كافة أشكال العون والمساندة لإنجاز المهمة التي نتطلع لأن تكون نواةً حقيقية لترتيب البيت الفلسطيني من الداخل.
وأؤكد لكم أن دعم مصر لمسيرتكم نحو التوافق والوحدة لن يتوقف بإذن الله وستجدوننا بجانبكم على الدوام.
الإخوة والأخوات
لقد أعلنت مراراً وتكراراً أن هناك فرصة سانحة لتحقيق السلام في المنطقة شريطة تضافر جهود كافة الأطراف، وأؤكد أننا يجب أن نتعاون جميعاً لتأكيد صدق توجهات الشعب الفلسطيني نحو تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة واستعادة حقوقه المشروعة.
إن تهيئة المناخ أمام توفير حياة كريمة وآمنة لكافة شعوب المنطقة يجب أن تكون في مقدمة أهدافنا. وإنني على ثقة في أن القوى الكبرى في العالم عندما ترى الأطراف الفلسطينية على وعي كامل بطبيعة المرحلة وبأهمية الحوار لتحقيق هدف السلام ستساعد على تحقيق هذا السلام الشامل في المنطقة بما يلبي تطلعات شعوبنا إلى الاستقرار والازدهار والتنمية.
وأؤكد للجميع أننا لا نملك وقتاً لنضيعه، وأن التاريخ سيحاسب مَن يتسبب في إضاعة الفرصة الحالية لتحقيق السلام.
وأخيراً، فإنني أتوجه مجدداً بالتحية الصادقة للشعب الفلسطيني بكافة فصائله وأطيافه. وأؤكد أن مصر كانت ولاتزال وستظل عاقدة العزم على تحقيق نقلة نوعية في مسيرة الشعب الفلسطيني نحو المستقبل الأفضل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.