x

مدير «الجونة السينمائي»: علاقتنا بالمهرجانات تكاملية وندعم «مهرجان القاهرة»

الثلاثاء 03-10-2017 12:45 | كتب: أحمد النجار |
المصري اليوم تحاور« انتشال التميمى»،مدير مهرجان الجونة السينمائى المصري اليوم تحاور« انتشال التميمى»،مدير مهرجان الجونة السينمائى تصوير : اخبار

وصف انتشال التميمى، مدير مهرجان الجونة السينمائى الذى اختتمت فعالياته، الجمعة، تعامل المهرجان مع أزمة منع الصحفيين من حضور حفل الافتتاح فى أول أيام المهرجان بعدم الاحترافية، وفى المقابل أكد التميمى أن الصحفيين كانوا منفعلين ولم يتركوا مساحة للحوار والنقاش.

وقال فى حواره لـ«المصرى اليوم»: لم يتحدث معى أحد من نقابة الصحفيين وتركى لحفل الافتتاح وحضورى إلى قاعة العرض التى تواجد بها الصحفيون وحرصى ونجيب ساويرس وعمرو منسى على مشاركتهم فى حفل العشاء كان يكفى لإنهاء الأزمة، لكنهم طالبوا ببيان اعتذار رسمى ولا يحق لى إصدار بيان اعتذار باسم المهرجان رغم كونى مديرا له.

وأضاف: لا أصدق أن ناقدين كبيرين مثل على أبوشادى وكمال رمزى يقاطعان المهرجان لتكريم صديق وزميل لهما هو الناقد إبراهيم العريس، لأنهما أكبر من المقاطعة، وشدد على أن العلاقة بين مهرجان الجونة السينمائى وغيره من المهرجانات المصرية الأخرى تنافسية وتكاملية فى نفس الوقت.. وإلى نص الحوار:

انتشال التميمى أثناء تكريم المخرج اللبنانى زياد دويرى

■ ما تقييمك الشخصى للمهرجان؟

- فى الحقيقة رسمنا ماكيت للمهرجان منذ عام ونصف العام، وتحقق فى مجالات بنسبة 200% ومجالات أخرى بنسبة 150% وهناك فروع أخرى لم نحقق فيها شيئا، مثلا أن يكون لدينا ريد كاربت وإنشاءات وقاعة عرض مفتوحة فاق توقعاتى بنسبة 300% بأن نستطيع صنع أشياء بهذه الضخامة لم يصل إليها مهرجان عربى آخر سواء فى القاعة المفتوحة، وكانت لدينا أكبر شاشة عرض فى مصر ويصل طولها لـ18 مترا ووصلنا بها فى ثانى أيام المهرجان إلى هذا المستوى من العرض السينمائى من وضوح فى الصورة والصوت، كما أصبحت هناك 3 قاعات عرض مفتوحة طوال العام، وهى نقطة فى بحر السينما المصرية.

■ وماذا عن انتظام برنامج العروض؟

- منذ بداية المهرجان ونحن نلتزم بالتوقيتات المحددة لعروضنا أو فعالياتنا، وأعتقد أن هذا الأمر خلق لدى جمهور المهرجان التزاما بالتواجد فى قاعة العرض فى وقت عرض الفيلم أو انعقاد الندوة أو الماستر كلاس وأعطيت أوامرى بألا يتأخر عرض لأكثر من 3 دقائق إذا كان فيه تغيير لميكرفون صوت على سبيل المثال أو لأى أسباب أخرى، فهذا الشىء وصلنا إليه منذ اليوم الثانى، وهذا الأمر متعلق بالأفلام المعروضة، وهى حديثة جدا، فأكثر من ثلثى الأفلام من إنتاج العام الحالى، وأكثر من 45% منها انتهى تصويرها قبل انعقاد المهرجان بثلاثة أسابيع، وهذه الأفلام مرتبطة بشركات إنتاج كبيرة، وإذا تأخرنا فى عرضها بوقتها المحدد قد نخسر نسختها ومشاركتها وأى تغيير بالعرض قد يحتاج إلى عمل لوجيستى صعب جدا، ومعظم الشركات التى تعاونت معها سألتنى عن البدائل فى حال تغيير العرض، فقلت إننى أرفض البدائل نهائيا، فنحن لدينا القدرة الكاملة، لأن تصل الأفلام فى موعدها المحدد وأن نعرضها فى توقيتها المحدد مثل أى مهرجان كبير فى العالم، وأرفض أن نتعامل مع الأمر باعتبار المهرجان فى دورته الأولى وأختلق أعذارا لمجرد أننا فى الدورة الأولى، نحن وريثون لـ77 عاما من مهرجانات سينمائية تقام فى فينسيا، وكان لوكارنو، لذلك علينا أن نتعلم من حسنات وأخطاء الآخرين.

■ لكن البعض عاب على المهرجان كثرة مستشاريه الأجانب.. ما تعليقك؟

- هذا الأمر متعارف عليه فى المهرجانات الكبرى، وهذا الموضوع ليس مقصورا أو بدعة لمهرجانات مثل مراكش ودبى فى روتردام مثلا هناك خبراء من هونج كونج وفرنسا ومن أماكن أخرى، مثلا لديك من يصنع الكراسى فى روتردام يسكن فى برلين، ونحن فقط الذين لدينا هذه الشيفونية العالية فمدير مهرجان روتردام كان سويسريا وبعده كان إنجليزيا ويعده هولنديا ومهرجان برلين لعدة سنوات طويلة مديره كان سويسريا، والأمور أصبحت دولية وهنا أصررت على أن يكون الكادر الموجود فى المهرجان مصرى.

■ وماذا عن أزمة المهرجان مع الصحفيين ومنعهم من حفل الافتتاح؟

- تعاملنا مع الأزمة بشكل غير احترافى وصحيح كانت أزمة، لأنه ببساطة الناس كانت تعرف من قبل بدعوتها فكان من المفترض أن تعلم بكل التفاصيل الخاصة بالمهرجان، وبالنسبة لنا ما حدث ليس خطأ فهناك قاعة تسع لألف شخص كان يجب فى مقدمة الحضور من كل المجالات من صناع الأفلام والمكرمين ولجان التحكيم والصحفيين الأجانب، وليس كل الصحفيين وسكان الجونة، فإذا كنت صحفيا أجنبيا وحضرت من دولة أخرى لك الأولوية فى حضور كل شىء، بينما الصحافة المحلية ليس لها الفرصة الكاملة، وهذه القاعدة موجودة فى مهرجانات تقام بالقاهرة ودبى وباريس، وإذا كنا نعقد المهرجان بمدينة مثل الجونة والصحفيون يأتون من مدينة أخرى فكانوا يتوقعون حضور الفعاليات، فكان علينا توضيح هذا الالتباس ونوضحه قبل المهرجان حتى يكون لدى الناس القدرة أن تقرر الحضور من عدمه، ونحن لدينا مشاكلنا، وتعاملنا مع أمر أكبر مما كنا نفكر فيه فنحن كنا نفكر فى 500 ضيف فوجئنا بوجود أكثر من 700 ضيف فكان يتطلب أن تعمل حسابهم، ولذلك أعتبر نفسى أنا شخصيا مذنبا بدرجة أساسية لأنه كان من المفترض أن أتولى هذا الأمر بنفسى وتركت حفل الافتتاح وحضرت إليهم لكن مع الأسف الناس كانت فى حالة غليان، وهذا الأمر أتفهمه جيدا، لكن أعتبر أنه ليس كل شخص مدعو للمهرجان يفترض أنه يغطى حفل الافتتاح طالما أنه متوفر له عرض آخر مناسب من خلال شاشة وهذا كان كافيا، لكن الأعذار كانت واهية والناس لم يكن لديها استعداد لأن تتناقش ومتمسكة بوجهة نظرها لكن بعد يوم أو يومين هدأت الأمور وسلكت طريقها الطبيعى، وقلت للناس انسوا حفل الافتتاح والختام واهتموا بالفعاليات أكثر.

■ وما تبريرك لموقفهم؟

- لا أعتقد أن هناك تربصاً بالمهرجان، وكل الصحفيين المنفعلين كانت لديهم أسبابهم الشخصية، وأنا أحترمها وأتعامل معها بشكل انسيابى وطبيعى، لكن مع الأسف خمسة صحفيين غادروا ولم يحضروا المهرجان، وعلى الأقل هم ليسوا انتهازيين، ولو كانوا كذلك لفكروا بطريقة أخرى، وأتصور أنهم كانوا محتاجين أشياء أكثر منك أنت، وأرادوا اعتذارا رسميا من المهرجان، صحيح أنا مدير المهرجان، لكنى لست الشخص الوحيد الذى يحدد أن يخرج اعتذار من المهرجان أم لا، وبالنسبة لى ما قدمته كان كثيراً، وإحنا كنا ذاهبين سويا لحفل العشاء وكان سيأتى إلينا نجيب ساويرس وعمرو منسى، وأعتقد أن حضورنا كان كفيلاً بإنهاء هذا الموضوع، لكن لم تنتهى، وأنا ليس عندى غير مشاعر طيبة لهؤلاء الأشخاص وأتمنى أن تتيح لنا الحياة فرصة لأن نتجاوز هذا الموضوع.

■ هل تحدثت مع أحد من إدارة المهرجان لإصدار بيان اعتذار؟

- لم أتحدث مع أحد نهائياً لأنه طالما أننى أحسست بأن الموضوع وصل إلى منطقة تانية، وأنا شخص معروف فى حياتى أننى ضد البيانات والاعتذارات الرسمية، لكن إذا أخطأت أعترف بخطئى وأعتذر عنه، عندما حدث خطأ اعتذرت عنه شخصياً وباسم المهرجان، وقلت إننا لم نقدر الموضوع بشكل كاف، وإذا كان هؤلاء الزملاء مهتمون بالسينماً عليهم أن يرسخوا هذا الجانب الحقيقى بالمهرجان، وهو ما لمسه الزملاء الآخرون الذين استمروا معنا.

■ وهل تواصلت معكم نقابة الصحفيين؟

- على حد علمى لم يتواصل أحد، أما فيما يخص إدارة المهرجان لا تعليق.

■ ما حقيقة مقاطعة الناقدين على أبوشادى وكمال رمزى للمهرجان لاقتناعهما بأنهما الأحق بالتكريم؟

- أولاً بالنسبة لجوائز الاحتفاء هناك 3 جوائز واحدة مصرية والثانية عربية والثالثة أجنبية، وفى جميع الأحوال حتى لو كان هناك نقاد أهم من إبراهيم العريس لن ينطبق عليه الشرط هذا العام، وأنا اعتبر أن إبراهيم العريس من أهم النقاد العرب، وفى كلمتى بالافتتاح قلت إن تكريم إبراهيم العريس هو تكريم لكل النقاد العرب، مثل سمير فريد وسامى السلامونى وخميس خياطى وغسان عبدالخالق وقصى درويش وعلى أبوشادى وكمال رمزى وعدنان مدانات، ولو نروح أبعد هناك إيريس نظمى وأمير العمرى، ولا أصدق حرفاً من هذا الكلام، مثلاً على أبوشادى اعتذر لأنه كان عائداً من المغرب وكان متعباً، كما اعتذر كمال رمزى بشدة لظروف خاصة به، وأعتقد أنهما أكبر من هذه المقاطعة.

■ وما شكل العلاقة بين الجونة السينمائى والمهرجانات المصرية؟

- الحقيقة العلاقة تكاملية وتنافسية فى نفس الوقت، لا أعتبر أن التنافس عيب، لكن لابد وأن يكون هناك تكامل، وألا يكون هناك غدر أو تصرف أحمق، مثلاً جاء إلينا أكثر من فيلم بعد الانتهاء من برنامج عروضنا، ونصحنا أصحابها بعرضها فى مهرجان القاهرة، ولم ننصحهم بعرضها فى مهرجانات أخرى مثل دبى أو قرطاج، وبالعكس ماجدة واصف ويوسف شريف رزق الله هما أساتذتى وعملنا سويا لمدة تتجاوز الـ25 عاما فى مجالات مختلفة، وبالتأكيد سنساعد بعضنا، وأنا العام الماضى رغم أننى كنت معروفاً بأننى مدير مهرجان الجونة، والفيلم العربى الوحيد المشارك فى دورة مهرجان القاهرة السينمائى السابقة أنا اللى أحضرته من تورونتو، وهناك فيلم آخر اتفقت معه على العرض بالقاهرة، وهذا العام أنا وطاقم العمل معى مستعدون للعمل كجنود بمهرجان القاهرة لحل أى قضية أو المساهمة بأى موضوع، والجونة هو المهرجان الوحيد الذى أجبر زيادة ميزانية مهرجان القاهرة، والتى ستسهم فى تقديم شىء راق، وأتصور أن الاستفادة ستكون للجميع.

■ على ذكر الميزانية.. كم تصل ميزانية الجونة السينمائى؟

- لا أنا شخصياً ولا أحد ولا حتى نجيب ساويرس يعلم كم أنفقنا فى المهرجان، كل ما كان يهمنا أن ننفق فلوسنا فى المكان الصحيح دون أى تبذير، مثلاً صراعنا مع شركات توزيع الأفلام على 200 و300 دولار، والمطبوعات قررنا الطباعة خارج الجونة حتى ندفع سعراً أقل، وعندنا ميزانية كافية تكفى لحاجة العمل، وإذا كنا نطالب وزارة الثقافة بزيادة دعم المهرجانات ولا تتركها فريسة للعجز المادى على إدارات المهرجانات فأيضا عليها أن تنفق ميزانياتها فى الطرق الصحيحة، وشكوى القاهرة السينمائى من العجز المالى صحيحة، لأنه عندما تكون عاجزاً مادياً لن تتمكن من إحضار أفلام جيدة أو تقيم فعاليات مناسبة.

■ هل الإمكانات المادية فقط تصنع برأيك مهرجاناً ناجحاً؟

- الفلوس وحدها لا تصنع مهرجانات ناجحة، وهناك مثال بسيط أتذكره وهو مهرجان أبوظبى، ميزانية دورته الأولى كانت 3 أضعاف دورته الأخيرة، لكن الدورة الأخيرة أنجح من الأولى 10 أضعاف، مثلاً مهرجان الدوحة ترايبكا ميزانيته 3 أضعاف ميزانية مهرجانات مثل دبى وأبوظبى والقاهرة مجتمعة لكن لا يوجد تأثير له على المستوى الفنى مثلها.

■ وما تقييمك لتجربة المهرجانات التى تشرف عليها الدولة؟

- أعتقد أن الدولة عليها ألا تقيم مهرجانات أو تصدر مجلات أو تدير الأوبرا، وأن تترك هذا الأمر للمجتمع المدنى، وهى تمول وتدعم فقط كل هذه الأنشطة، مثلا الجناح المصرى فى مهرجان «كان» لكى يستخدمه مهرجان الجونة أو القاهرة أو الإسكندرية أو الإسماعيلية بنطبع معلومات عن هذه المهرجانات، على الدولة أن تدعم مثل هذا الأمر حتى تصل هذه المهرجانات إلى كل مكان، لأنها تجلب السياحة والاستثمارات، لكن هذا الأمر حساس أن أتحدث فيه بالنسبة لى لأننى غير مصرى، وأرى أن وزارة الثقافة حتى الآن «مغلولة الأيدى»، فهناك مثلاً المركز القومى للسينما تجد أن الميزانية المخصصة له لا تنفق فى إنتاج الأفلام بل تنفق فى المرتبات، لكن عندما تكون لديك ميزانية مناسبة ستقوم بإنتاج أو ترميم الأفلام أو إنشاء استديوهات.

■ ما الفارق بين مهرجانى الجونة وأبوظبى؟

- لا أريد الحديث عن مهرجانين عملت بهما، لكن ما أستطيع أن أقوله إن المهرجانين عملا على جوهر السينما، لذلك حققا نجاحا، وهما بالنسبة لى من أفضل التجارب، وأبوظبى السينمائى رغم أنه كان ممولاً من الدولة لكننا كنا متحررين.

■ وما السر وراء إخفاء بعض المعلومات الخاصة بمهرجان الجونة حتى اللحظات الأخيرة؟

- أتصور أن أفلاماً مثل «سنودن وبوتين» وضعناها فى الكتالوج بعدما تأكدت أن أوليفر ستون سيتواجد معنا، وبالنسبة للجان التحكيم هى ما تهم المخرجين المشاركين بالمسابقات، ولا تهم الرأى العام، وعندما اكتملت أعلناها، وهناك فعاليات أعلنا عنها منذ أشهر عقب اكتمالها ولدينا فعاليات جديدة أعلنّا عنها يوم حفل الختام وقبله.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية