دق خبراء كرة القدم ناقوس الخطر على مستقبل حراس المرمى في مصر، بعدما ظهر معظم الحراس الأساسيين بفرق الدوري الممتاز بمستوى فني ضعيف، وتحمل معظمهم مسؤولية تلقي فرقهم هزائم بجانب استقبال شباكهم العديد من الأهداف التي يسألون عنها.
وحذر الخبراء من خطورة الظاهرة ومدى تأثيرها على المنتخبات والفرق في المستقبل، وشددوا على ضرورة الوقوف على أسباب الظاهرة وتراجع المستوى ووضع حلول سريعة قبل تفاقمها.
وعانت أغلب فرق الدوري من تواضع مستوى حراسها، فالأهلي كاد يخسر لقاءه الأخير مع بتروجت، بسبب أخطاء حارسه شريف إكرامي، الذي ظهر بمستوى ضعيف، وأثبتت الأيام افتقاده لأساسيات حارس المرمى، خاصة فيما يتعلق بالتمركز الجيد أمام المرمى وعدم التعامل باحترافيه مع الكرات العرضية والتسديدات القوية، ولاقى الحارس نقدا شديدا من المدير الفني، وصبت الجماهير جام غضبها عليه، أما الزمالك فاثبتت الفترة الماضية أن عامل السن أثر بالسلب على عبدالواحد السيد، الذي كثرت أخطاؤه وأصبح بطيئا جداً في التعامل مع الكرات، وخروجه غير موفق، ويخشى محبو النادي من استمرار المستوى الهزيل للحارس وتأثيره على نتائج الفريق في الوقت الذي تمني نفسها بفك عقدة السنوات السبع العجاف التي عانى خلالها الفريق، وفشل في الحصول على بطولة الدوري.
فيما يعاني حارس الجونة، محمد عبدالمنصف، من أزمة متمثلة في غياب الثقة، والتي تؤثر سلباً على حالته ومستواه، خاصة عندما يلعب فريقه ضد فريق قوي وصاحب جماهيرية ووقتها تظهر أخطاء عبدالمنصف.
ولم يختلف الوضع بالنسبة لحارس غزل المحلة، إبراهيم فرج، الذي يفتقد خبرة اللعب في الدوري الممتاز، وتلقت شباكه في آخر مباراة 6 أهداف بتوقيع الزمالك، وهي أكبرنتيجة حتى الآن في الدوري.
أما عصام محمود حارس، وادي دجلة، فيعاني من مشكلة متمثلة في التعامل السيئ للكرات القوية والتسديدات البعيدة، وهي المشكلة التي يكاد معظم الحراس يعانون منها.
فيما تتلخص مشكلة أحمد فوزي،حارس تليفونات بني سويف، في كبر سنه وخروجه الخاطئ أمام مرماه، وعلى العكس تعتبر قلة الخبرة هي المشكلة الأساسية لإبراهيم عبدالجواد، حارس بتروجت.
ويبقى أحمد سعد، حارس الشرطة، ومحمد أبو جبل، حارس إنبي، والهاني سليمان، حارس الاتحاد، ضمن الحراس الذين يعانون من المشاكل نفسها المذكورة سابقاً.
وبعد مرور جولتين من مسابقة الدوري، أجمع خبراء اللعبة على أن ضعف مستوى الحراس قد يفقد البطولة بريقها، وخلصوا إلى أن العامل النفسي وعدم تنويع الأساليب التدريبية وكبر السن من الأسباب الرئيسية في تدني مستوى الحراس.
وأكد أيمن طاهر، مدرب حراس المرمى لفريق اتحاد الشرطة، أن تدني مستوى الحراس ظاهرة خطيرة، وستكون لها تأثيرها السلبي على مستوى بطولة الدوري هذا الموسم إذا لم يتحسن مستوى الحراس.
وأشار إلى أن أعمار حراس المرمى كبيرة، وتنقسم إلى ثلاثة أجيال، الأول سنة31 والثاني ما بين 25 و 30، والثالث أقل من 25 سنة وهو قليل الخبرة، ويحتاج لتدريبات مستمرة للوصول إلى أعلى فورمة فنية وبدنية.
وأضاف أن المعاملة النفسية للمدربين مع الحراس غاية في الأهمية، وأحيانًا يكون تراجع المستوى الفني ناتج عن الحالة النفسية للحارس، مشيراً إلى أن تغيير أساليب التدريب سيزيد من الفورمة الفنية للحراس، لأن تكرار الأساليب نفسها يصيب الحارس بالملل ويفقده الحماسة.
فيما قال عماد المندوه، مدرب حراس مرمى الزمالك السابق، إن أخطاء الحراس تتزايد مع الوقت كلما ازدادت سخونة مباريات الدوري، خاصة أن فترة الإعداد لمعظم الأندية كانت غير كافية لتأهيل الحراس بالشكل الأمثل.
وشدد على ضرورة الدعم المعنوي لحارس المرمى ومحاولة علاج أخطائهم دون تحميله المسؤولية لوحده، حتى لا يفقد الثقة في نفسه، ووقتها سيفشل في حل مشاكله الفنية.
ومن جهته أكد فكري صالح، مدرب حراس مرمى المنتخب الأولمبي، أن عدم الاهتمام بالجانب النفسي للحراس هو السبب الرئيسي، والدليل على ذلك هو تذبذب مستوى حراس مرمى أصحاب الخبرة دون أي أسباب.
وقال «صالح» أن التدريبات اليومية تؤثر على قوة حراس المرمى بنسبة 40% فقط، أما التأهيل النفسي فيزيد قوة الحارس بنسبة 60 % ليصل إلى الفورمة المطلوبة التي تساعده على حراسة عرين فريقه بشكل جيد.