انتهيت من مرحلة تجهيز منزلك، وأصبحت كل التفاصيل جاهزة وفى انتظار رفع الستار.. هنا يأتى دور الإضاءة التى خرجت فى مفهومها الحديث من مجرد طريقة للإنارة إلى وسيلة تساعد على إضفاء أجواء مختلفة داخل بيتك لتستكمل ما بدأته باختيار الأثاث وألوان الحوائط وغيرها من تفاصيل التصميمات الداخلية.
واختيار وحدات الإضاءة ليس مهمة بسيطة كما يتصور البعض، فالأمر لا يتوقف على مجرد اقتناء نجف قيّم أو وحدات إضاءة مميزة، بل إن الأمر يخضع لقواعد ورؤية فنية أصبح لها متخصصون منهم مصممة الإضاءة نهى محسن، التى ألقت الضوء على قواعد اختيار الإضاءة المناسبة لكل مساحة.
وقالت «نهى» إن الإضاءة تخضع لجانب تقنى وآخر فنى، من ثم الاختيار العشوائى لمصادر الإضاءة قد يفسد الشكل العام للبيت، لذلك يفضل اللجوء إلى المتخصصين أو على الأقل الإلمام بالقواعد الأساسية لوضع خريطة الإضاءة للمنزل.
وأضافت أن أول خطأ يقع فيه الشخص عند اختيار الإضاءة، هو التركيز فقط على الأسقف والبحث عن وحدات مبهرة توفر للمساحة إضاءة عامة تتوه فيها التفاصيل، وأكدت أن أهم قواعد اختيار الإضاءة السليمة هى قاعدة «التدرج» فالدور الرئيسى لوحدات الإضاءة ليس الإنارة لكل الأركان، بينما هى وسيلة لإبراز تفاصيل معينة أكثر من غيرها لتوجيه النظر نحو الأشياء المميزة.
أما القاعدة الثانية، التى يجب تحقيقها عند اختيار خريطة الإضاءة، فهى «الظل»، فلا بد من تسليط الإضاءة لإبراز إنارة شىء معين مع خلق ظلام حول هذا الشىء لمزيد من التركيز ولفت الانتباه، فهذا التباين يوجه العين نحو التفاصيل المميزة ويخلق حالة فنية تشعر الشخص بأنه أمام لوحة فنية، أما إنارة كل المساحة بنفس الدرجة فتفقد الأركان قيمتها وتمحو التفاصيل التى تمنح المكان قيمة.
ولمزيد من التوضيح ذكرت «نهى» طريقتها الخاصة لإنارة مكان لاستقبال الضيوف، وقالت إنه ليس بالضرورة أن تكون الإضاءة موجهة نحو أماكن الجلوس فقد يكون الأفضل هنا هو التركيز على منضدة القهوة مع توزيع مصادر الإضاءة نحو جدار مميز أو لوحة أو قطعة أثاث قيمة، فهذه الطريقة تحقق الإنارة المطلوبة وتخلق حالة تمنح ضيوفك شعورا بالراحة والهدوء وأيضاً تلفت الأنظار نحو التفاصيل المميزة فى المكان.
أما القاعدة الثالثة فهى الخروج من فكرة ضرورة إنارة الأسقف، فالاتجاهات الحديثة للتصميمات الداخلية أصبحت أكثر جرأة وحرية، فكل الجدران والأركان وحتى الأرضيات هى مساحات متاحة لوضع وحدات الإضاءة، فإذا كان سقف المنزل قريبا فلا داعى لإبراز هذا العيب بتعليق وحدة إضاءة ضخمة، بينما يفضل هنا توزيع الوحدات على الحائط والأرضيات ليوفر كل مصدر للإضاءة خطا معينا يتشابك مع الخطوط الأخرى لتكوين شبكة إضاءة كاملة تحقق الغرض العملى والفنى للمكان.
وقالت «محسن» إن هذه القاعدة لا تنطبق على كل المساحات الداخلية، فحجرة مثل السفرة لابد أن تزين بنجفة ترتكز إضاءتها على الترابيزة الرئيسية، أما داخل الصالون أو غرفة المعيشة فيمكن الاستغناء تماماً عن وحدات الأسقف والاكتفاء بوحدات الحوائط والأرضيات.
أما عن أحدث خطوط الإضاءة الداخلية فقالت «محسن» إن الأمر لا يخضع للموضة بمفهومها التقليدى، بينما يخضع أكثر لاتجاه التصميم الداخلى، فاختيار وحدات الإضاءة لمنزل كلاسيكى يختلف عما يمكن اختياره داخل منزل حديث، ولكن بشكل عام فهناك بعض الاتجاهات التى اختفت فى عام 2017 مثل وحدات الإضاءة الغائرة فى الأسقف والتى توزع بشكل منفصل ليحل محلها الوحدات المتصلة على شكل خط متشابك يُعلق أعلى الحائط.
وأخيراً أكدت «محسن» على ضرورة اختيار اللمبات عالية الجودة لتمنحك إضاءة واضحة، وأكدت أن تقنية «LED» هى الاختيار الأفضل لأنها تعطى أفضل جودة كما أنها مصدر اقتصادى لا تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء.