وجه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكى الشكر، لجمهورية مصر العربية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسى والقيادة المصرية التي سعت بكل ما لديها من أجل تقريب وجهات النظر بين المنظمات الفلسطينية، خاصة حركتي «فتح» و«حماس»، من أجل التوصل إلى اتفاق بينهما ينهي حالة الانقسام التي دامت 10 سنوات بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال المالكي ـ خلال اتصال هاتفي مع الإعلامي ـ عمرو الشناوي ـ على شاشة التليفزيون المصري ـ مساء الأربعاء، إن القيادة الفلسطينية اتخذت قرارا بشأن تحرك الحكومة من الضفة إلى قطاع غزة يوم الإثنين المقبل على أن تعقد اجتماعا في صباح يوم الثلاثاء من أجل استلام مهام الوزارة بشكل كامل بالقطاع والبدء في العمل وتفعيل وحكومة الوفاق الوطني في قطاع غزة.
وأوضح وزير الخارجية الفلسطيني أن ذلك يأتي تطبيقا للاتفاق والذي تم برعاية مصر، مؤكدا «أنه سيكون هناك وفد مصري رفيع المستوى متواجد بقطاع غزة كي يضمن اتفاق حركة حماس بشأن تنفيذ بنود الاتفاق ونحن سعداء بهذه الخطوة ونأمل أن تترسخ هذه المفاهيم بشكل جيد».
وردا على سؤال بشأن ترقب العالم بعد إتمام المصالحة، فما هي الأسس التي اتخذتها القيادة الفلسطينية بشأن استئناف المفاوضات مع إسرائيل، قال المالكي أن هناك مساعي للقيادة الفلسطينية منذ استلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهام مسئولياته في البيت الأبيض، حيث أبدي الرئيس ترامب اهتمام كبير للانخراط في هذه العملية السياسية وللوصول إلى تلك الصفقة التاريخية وقام بإرسال مبعوثيه أكثر من 20 مرة للقاء المسئولين في فلسطين وإسرائيل.. وحاليا يتواجد فريق منهم الآن في منطقتنا يقوم بالتواصل مع الجانبين بشكل منفصل لإنهاء كافة القضايا العالقة قبل أن تقدم الولايات المتحدة بمقترحات بخصوص كيفية إعادة تفعيل العملية السياسية برمتها.
وهل من شروط وضعتها القيادة الفلسطينية لاستئناف عملية السلام مع إسرائيل، قال المالكي :«نحن ليس لدينا أية شروط على الإطلاق ونتعاون مع الجهود الأمريكية من أجل العودة إلى المفاوضات.. كما ننسق في ذلك الأمر مع الأشقاء العرب، وتحديدا مع مصر والأردن والسعودية وبالتالي هناك تنسيق كبير في هذا الموضوع»، معربا أن أمله أن تتكلل تلك الجهود بالعودة إلى المفاوضات في أقرب فرصة ممكنة.
وحول الإنجاز الذي تحقق في العاصمة الصينية على انضمام فلسطين إلى منظمة (الانتربول)، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن الثقة التي أبدتها الدول الأعضاء في الإنتربول تؤكد مدي قدرة النظام الفلسطيني على الوفاء بالتزاماته في انفاذ القانون على أرض دولة فلسطين مما يعد مؤشر في نفس الوقت ويؤكد على قدرة دولة فلسطين في الاندماج بالمنظومة الدولية لكي تكون جزءا أصيلا من العلاقات الدولية ما بين الدول المختلفة وترسيخا للشخصية الاعتبارية والقانونية لدولة فلسطين رغم إنها مازالت تحت الاحتلال.
واعتبر المالكي أن تلك الخطوة: «تفتح آفاق عديدة خاصة، كلما أصبحنا أعضاء في منظمة دولية أممية ووقعنا على اتفاقية أو معاهدة كلما اقتربنا أكثر وانخرطنا أكثر بعمق في تلك المنظومة الدولية التي تحدد العلاقات ما بين الدول الأعضاء والدول المستقلة فيما بينها»، موضحا أن القيادة الفلسطينية لن تتوقف عند هذا الإنجاز العظيم الذي تحقق اليوم في العاصمة الصينية بكين وبعد أن أصبحت عضوا في منظمة الانتربول فمازال المشوار أمامنا كبير.
وأضاف أن هناك خطة واضحة المعالم تعمل القيادة الفلسطينية متمثلة في الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن على تنفيذها بشكل تدريجي من خلال الانخراط في العديد من المنظمات والاتفاقيات الدولية، حيث وقعنا خلال مشاركتنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة على اتفاقية الحد من الانتشار على الأسلحة النووية برفقة 52 دولة أخرى، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية تسعي أن تكون جزءا أصيلا من المنظومة الإقليمية والدولية والأممية.