x

محمد أمين فى عيد المملكة! محمد أمين الأربعاء 27-09-2017 21:26


القرار الذى اتخذه الملك سلمان فى حق المرأة السعودية فى قيادة السيارة يُعد انتصاراً تاريخياً للمرأة.. وقد تصادف مع العيد الوطنى للمملكة، فأصبح العيد عيدين.. تستطيع أن تقول إن المملكة تتغير.. تستطيع أن تقول إن هناك شيئا ما يحدث.. ترتيبات فى البيت السعودى.. قرارات إصلاحية.. رؤية علمية وإصلاحية للدولة.. ببساطة السعودية تتجه نحو المستقبل.. فى هذا السياق لا يمكن أن تتجاهل دور الأمير محمد بن سلمان.. فهناك بصمة له خلف كل ما حدث!.

ربما اختيار التوقيت كانت له دلالة.. من ناحية يتواكب مع العيد الوطنى.. ومن ناحية أخرى يأتى فى إطار إشارات ولى العهد إلى أن قيادة المرأة للسيارة ليست قيادة دينية، ولكنها قيادة ترتبط بالمجتمع والعمل.. يقبل المجتمع أو يرفض.. وكانت إشارة مهمة لرجال الدين.. ومن حسن الحظ أنهم تفهموا الرسالة واستعدوا للقرار ورحبوا به وأيدوه.. وهنا اشتعلت مواقع التواصل بالفرح.. خاصة حين قالوا: الأصل فى الأشياء الإباحة.. وما كان ممنوعاً باسم الدين أصبح لا شىء فيه إطلاقاً!.

فلم يفرح السعوديون وحدهم بالعيد ولا بأى قرار جديد ينقل المملكة للمستقبل.. المصريون دائما فى قلب الحدث.. حين ذهبوا لاحتفالات السفارة السعودية، وحين استقبلوا المرسوم الملكى بقيادة المرأة للسيارة.. العيد السعودى عيد للمصريين.. والأعياد المصرية أعياد للعرب.. بعد أيام نحتفل بنصر أكتوبر المجيد.. والعرب فى القلب منه.. كانوا فى صفوف الجيش المصرى ذات يوم.. وساهموا بجانب كبير فى تحقيق النصر.. سواء بالسلاح أو باستخدام سلاح النفط.. ولا تنسوا مقولة: «النفط العربى ليس أهم من الدم العربى»!.

التقيت رموزاً مصرية فى احتفالات السفارة السعودية بعيد المملكة.. التقيت كبار رجال الدولة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل.. التقيت فنانين ورياضيين.. مصر كانت هناك.. وكان السفير أحمد قطان يستقبل الجميع بابتسامة لا تغادره.. فلا أحد كان يشارك فى الاحتفالات لتأدية الواجب والسلام.. كانوا يشعرون بالبهجة.. لأنه عيدنا أيضاً.. أعداد غير مسبوقة.. لا يستطيع أن يفعلها غير «قطان».. تذهب إلى هناك فتشعر أنك فى بيتك.. ذات يوم قلتها له.. أنت السفير الوحيد الذى نأتى إليه دون أى حسابات.. سياسية أو أمنية!.

والسفير قطان يتميز بالذكاء الشديد.. يعرف ما يحبه المصريون.. لا يذكر اسم المملكة إلا ومعه مصر.. فى عيد المملكة تحدث عن المملكة ومصر.. يوزع أعلام المملكة ومعها عَلَم مصر.. الكتاب الذى صدر بمناسبة العيد الوطنى كأنه قسّمه بالتساوى بين مصر والمملكة.. الصور لقادة مصريين.. لم يتجاهل فترة حكم واحدة.. إلا فترة الإخوان.. كأنه يعرف المزاج العام للمصريين.. ولا أبالغ أن أقول إن البوصلة لديه بوصلة مصرية سعودية وسعودية مصرية.. فقد تربى فى مصر وتعلم فيها.. وكانت أستاذته نوال الدجوى، أم التعليم الخاص، حاضرة فى الاحتفالات.. وكان أول مَن يرحب بها، وفاء وعرفانا لها!.

كان كل مَن حضر الاحتفالات له قصة وحكاية.. كانت هناك زاوية للحوار معه.. سواء وزراء سابقين أو حاليين.. كُتاباً أو إعلاميين.. إلا منى عبدالناصر، بنت الزعيم، كانت قصتها حاضرة وطازجة.. تتحدث عن مذكرات عمرو موسى.. تتحفظ لعلاقات النسب.. سألتها: كنتِ بتاكلى من سويسرا؟.. قالت: آه.. فطير وجبنة ومِشّ.. وضحكنا.. لكن كنت مع عمرو موسى ومذكراته.. من حقه أن يكتب دون إرهاب.. من علاقة خاصة أو من علاقة سياسية.. استقبال المذكرات بهذه الطريقة يُخيف فتحى سرور ومفيد شهاب وزكريا عزمى وصفوت الشريف.. لابد أن تكون هناك مساحة للاختلاف بين الرئيس ومرؤوسيه!.

ملاحظتى الشخصية أن العيد السعودى هذا العام مختلف.. على كل المستويات.. البيت السعودى يشهد تغيرات جذرية.. يشهد قرارات تاريخية.. يسابق الزمن.. لكن إلى أين؟.. هذه هى القصة.. المؤشرات تقول إن هناك شيئا ما يحدث.. الدنيا تتغير.. والسعودية تتغير أيضاً مع محمد بن سلمان!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية