x

وزراء مياه حوض النيل يتفقون على عدم إقامة مشروعات تؤثر على مصر ‏والسودان

الثلاثاء 13-04-2010 22:08 | كتب: متولي سالم |

ناقشت اجتماعات وزراء المياه بدول حوض النيل إنشاء مفوضية عليا لتنظيم ‏التعاون بين الدول يكون هدفها تفعيل العمل المشترك فى مجالات المياه والاستثمار ‏والتجارة وتوليد الطاقة الكهربائية فى إطار ما أطلق عليه «سياسة الربح لجميع ‏الدول».‏

وأكدت مصادر رفيعة المستوى مشاركة فى الاجتماعات أن النية تتجه نحو إصدار ‏بيان حول نتائج الاجتماع ينص على شكل التعاون المستقبلى، وكذلك كيفية تحقيق ‏الأمن المائى لشعوب النيل، بشرط عدم الإضرار بأى دولة عند تنفيذ أى ‏مشروعات على مستوى الأحواض الفرعية.‏

وأوضحت المصادر أنه تم الاتفاق على عدم تناول المناقشات أى حديث بشأن ‏الاتفاقيات التاريخية الموقعة بين دولتى المصب ودول أعالى النيل وبقية نقاط ‏الخلاف، مدللاً على أن المفوضية الجديدة المقترح إنشاؤها لا تشترط تناول قضية ‏الحقوق التاريخية لأنه من خلال تنفيذ المشروعات المشتركة سوف تحقق الأمن ‏المائى لدولتى المصب بشكل غير مباشر من خلال المناقشات حول المشروعات ‏تنفيذاً لشعار المفوضية المقترحة «الجميع يكسب دون الإضرار بالآخرين»، الذى ‏يتوافق مع مبادئ مبادرة حوض النيل منذ إطلاقها عام 1999 وحتى نهاية دورها ‏المقرر 2012.‏

وأعلن د. محمد نصرالدين علام، وزير الموارد المائية والرى، أنه يتطلع إلى ‏التوصل لنتائج غير مسبوقة لاجتماعات وزراء المياه بدول حوض النيل، والذى ‏يعقد حالياً فى مدينة شرم الشيخ، مشيراً إلى أنه يمكن تنميتها والبناء عليها فى ‏الاجتماع المقبل، المقرر عقده فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوليو المقبل.‏

وكشف علام فى الجلسة الافتتاحية للاجتماعات، اليوم، عن أن مصر والسودان ‏اقترحتا مبادرة جديدة لإنشاء مفوضية حوض النيل خلال الأسابيع الماضية، من ‏خلال إصدار إعلان سياسى يكون هدفه الرئيسى هو جذب الاستثمارات لتنفيذ ‏وإدارة مشروعات التنمية فى المنطقة مع استمرار التفاوض حول البنود العالقة فى ‏الاتفاق الإطارى، وذلك للحفاظ على وحدة حوض النيل وتحقيق التنمية المطلوبة ‏لشعوب المنطقة.‏

وأشار علام إلى أن اجتماع، اليوم، يتم فى لحظة حاسمة فى تاريخ التعاون بين ‏دول حوض النيل التى تحتاج الاستمرار فى العمل معاً فى مناخ للتعاون، من أجل ‏الوصول إلى الهدف الأسمى وهو حوض واحد ورؤية واحدة.‏

وحدد الوزير فى كلمته 8 إنجازات تم تحقيقها خلال رئاسة مصر للمجلس ‏الوزارى لدول حوض النيل، منها تأكيد دول الحوض على أهمية التحرك الجماعى ‏الشامل مبنياً على نيل واحد وحوض واحد ورؤية واحدة، ووضع الإجراءات ‏الخاصة بالتحول من المبادرة المؤقتة إلى مفوضية حوض النيل، مشيراً إلى أن ‏الزيارات المتواصلة بين دول حوض النيل ساهمت فى زيادة أجواء الثقة وتقريب ‏وجهات النظر وتوفير مناخ إيجابى للتفاهم بينها.‏

وأضاف أن مصر قامت خلال الشهور الماضية بالتأكيد على دورها فى المساهمة ‏فى مشروعات التنمية بدول حوض النيل، موضحاً أن زيارة رئيس الوزراء ‏لإثيوبيا ديسمبر الماضى، استهدفت استكشاف فرص الاستثمار فى إثيوبيا والترويج ‏للاستثمارات المصرية فى دول أخرى مثل أوغندا وتنزانيا، بالإضافة إلى مساهمة ‏مصر فى تنفيذ عدد من المشروعات بهذه الدول، وخاصة مجالات إنشاء سدود ‏صغيرة لحصر مياه الأمطار وتمويلها بملايين الدولارات لصالح شعوب دول ‏الحوض.‏

ومن جانبه، أكد أصفاو ديناجاموا، وزير الرى الإثيوبى، تأييده لمواصلة ‏المفاوضات بين دول حوض النيل للتوصل إلى آلية حقيقية للاتفاق حول الإطار ‏القانونى والمؤسسى للاتفاقية الشاملة للتعاون بين دول حوض النيل.‏

وشدد على أن إثيوبيا لديها رغبة أكيدة فى تحقيق أهداف مبادرة حوض النيل ‏للتوصل إلى اتفاق نهائى لصالح شعوب دول الحوض.‏

فى سياق متصل، أكد كمال على، وزير الرى السودانى، أن الزيارات المتبادلة ‏لوزراء مياه دول حوض النيل ساهمت فى إضفاء أجواء الثقة المتبادلة بين ‏حكومات وشعوب دول الحوض، مشيراً إلى دعم السودان ومصر لإنشاء مفوضية ‏لدول الحوض لمواصلة تنفيذ المشروعات المقترحة للتعاون بين هذه الدول، ‏موضحاً أن الجهود الأخيرة ساهمت فى إحداث اختراق فى المفاوضات والرغبة ‏فى التوصل إلى اتفاق لصالح جميع دول حوض النيل.‏

ودعا وزير الرى السودانى جميع الوزراء المجتمعين إلى استثمار اجتماعهم ‏بالتوقيع على المبادرة حفاظاً على المكاسب التى تحققت خلال السنوات العشر ‏الماضية، وبذل مزيد من التعاون والمرونة الكافية للتوقيع على الاتفاقية التى ‏ستعود بالنفع على جميع الدول الأعضاء.‏

وكشف «على» عن خطابات الرئيس السودانى عمر البشير، التى وجهها إلى ‏رؤساء دول الحوض، والتى طالب فيها بتحويل المبادرة إلى مفوضية حتى تتحقق ‏منها منفعة الشعوب الأفريقية.‏

وحول ما أثاره بعض وزراء دول منابع النيل الاستوائية بضرورة التوقيع على ‏الاتفاقية الإطارية القانونية والمؤسسية التزاماً بما تم الاتفاق عليه خلال احتفال ‏تنزانيا بالذكرى العاشرة لإطلاق المبادرة ـ أكدت مصادر مطلعة أنه لا يوجد ‏استعجال لتوقيع الاتفاقية، وهو ما اتفق عليه رؤساء دول وحكومات حوض النيل ‏خلال الخطابات المتبادلة بينهم، والتى حملها وزيرا الرى المصرى والسودانى، ‏وأنه مع مرور الوقت وتنفيذ المشروعات على أرض الواقع من شأنه أن يقرب ‏بين وجهات النظر حول نقاط الخلاف وكذلك شروط مؤسسات التمويل الدولية ‏بشأن ضرورة الاتفاق بين الدول على المشروع الذى يحتاج إلى تمويل من هذه ‏المؤسسات، وأوضحت مصادر أخرى أن جميع الاحتمالات مطروحة ولا يمكن ‏حسم أى أفكار أو آراء إلا مع نهاية الاجتماع الطارئ مساء أمس، وصدور البيان ‏الختامى عنه

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية