x

عصام العريان: من يرفضون التعديلات الدستورية لا يقدمون بديلاً واضحاً

الخميس 17-03-2011 21:01 | كتب: نشوي الحوفي |
تصوير : أ.ف.ب

يقف دكتور عصام العريان المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين موقفا ثابتا من التعديلات الدستورية التى يرى أن قبولها هو السبيل الوحيد لاستقرار مصر وحمايتها. ورغم قوله بأن النظام السابق دأب على التلويح بـ«فزاعة» الإخوان المسلمين لتخويف المصريين من تبنى أى خيار معارض، فإن العريان استخدم فى حواره نفس الأسلوب ملوحا بفزاعة أخرى هى إسرائيل، وأنها المستفيد الأول من رفض التعديلات وإقصاء الإخوان. كما اتهم وسائل الإعلام بالمشاركة فى لعبة التخويف من الإخوان، سواء بقصد أو بدون. نافياً وجود اتفاق بين الإخوان والمؤسسة العسكرية على أى شىء مسبق، وطالب من يردد تلك الأقاويل بإثباتها وإلا فليخضع للمحاكمة العسكرية. ومن هنا جاء الحوار لنعلم لم يوافق على التعديلات ويعلن قبول الإخوان لها. فإلى نص الحوار:


■ لماذا توافق على التعديلات وتراها السبيل الوحيد للاستقرار فى مصر؟


- كل من يقولون «لا» للتعديلات ويطالبون الناس باتباع الموقف ذاته لا يقدمون خريطة للخروج من الوضع الراهن الذى تمر به مصر. يتحدثون عن مواقف خاصة بهم فى الوقت الذى يعتقد فيه كثيرون ومنهم الإخوان، أن تأييد التعديلات هو الخطوة الأولى لتحقيق ما طالب به المصريون فى ثورة 25 يناير.


■ ألم يقترحوا وضع دستور جديد بدلا من قبول دستور «معيب»؟


- هناك تلاعب بالألفاظ، يتحدثون عن دستور جديد وضرورة وضعه الآن حتى لو طالت الفترة الانتقالية وحكم المؤسسة العسكرية التى تريد هى الأخرى التخلص من ذلك الوضع لأن مهامها ليست فى الشوارع ولكن على الحدود. وما نقوله إن التعديلات الدستورية ستمنحنا عبر خطوات أخرى دستوراً جديداً بعد سنة. ننتخب البرلمان ثم الرئيس ثم نضع دستوراً جديداً يعبر عن كل قوى المجتمع السياسية. ودعينى أقل إننى حزين لأننى أرى أن المؤسسة العسكرية أقدر على إدارة العملية بديمقراطية أكبر من أصحاب الرؤى الذين يطالبون بمزيد من الوقت وإطالة المرحلة الانتقالية لأنهم بحاجة لإعداد أنفسهم. أحزاب موجودة من 30 سنة ولا تزال تريد إعداد نفسها. فى رأيى هم خائفون من ممارسة الديمقراطية ومعرفة حجم وجودهم فى الشارع. وهناك أحزاب ما زالت تحت التأسيس أو عمرها أسابيع، وقالت نعم للتعديلات الدستورية لأنها تعلم أن لها قاعدة فى الشارع.


■ ولكن أصحاب الرأى المعارض يرون أن دستورا جديداً كان أفضل من تلك التعديلات؟


- هناك هدفان من التعديلات الدستورية، الأول: أن يمارس الشعب استفتاء حراً ونزيهاً، وهذا مطلب شعبى من 30 عاماً اجتهدنا لتحقيقه دون جدوى قبل 25 يناير، وفى السنة الأخيرة سعينا لجمع مليون توقيع من أجل تحقيق انتخابات نزيهة، ولم نحظ بها. الهدف الثانى الوصول لدستور جديد عبر خطوات سياسية هادئة. ولذا فعلى المصريين ألا يخافوا من التجربة، نحن بحاجة للوقت لكى ندير حوارا مجتمعيا هادئا بلا تعصب حول قضايانا.


■ ليست النخبة وحدها من تعارض التعديلات، هناك نسبة من المصريين تعترض عليها أيضاً؟


- مخاوف البسطاء من نتاج حملة إعلامية منظمة تدعى أنها لا تعادى الإخوان، ولكن رسالتها التى يستقبلها المواطن البسيط كل يوم تقول إن الإخوان هم الخطر الحقيقى على مصر. وهذا نفس أسلوب مبارك الذى ظل يستخدم الإخوان كفزاعة للداخل والخارج طيلة فترة حكمه.


■ ألا ترون أى سلبيات فى التعديلات؟


- من قال هذا؟ بها سلبيات وعيوب لكننا فى مرحلة انتقالية وسنضع الدستور بعد عام واحد من الآن. فلماذا العجلة؟ دستوراً جديداً يقود البلاد للأمام ويناسب المرحلة التى نعيشها وسنوات أخرى مقبلة.


■ ما السلبيات التى ترونها فى التعديلات؟


- المبالغة فى شرط نقاء الجنسية، نحن لدينا 8 ملايين مصرى يعيشون فى الخارج ومعظمهم متزوجون من أجنبيات فهل نحرمهم من الترشح للرئاسة؟ بالإضافة لملاحظات أخرى على بعض الصياغات ولكن لا داعى لذكرها.


■ ماذا عن مادة تعيين نائب الرئيس، ولماذا لا يكون منتخبا على نفس الورقة؟


- أنا أرى أن التعيين أفضل لنائب الرئيس، ففى الدساتير التى يأتى فيها هذا المنصب بالانتخاب يحل بديلا للرئيس حال غيابه بالوفاة أو المرض حتى انتهاء فترة الرئاسة. ومن يطالبون بذلك يريدون تطبيق ما يحدث فى الولايات المتحدة وهو نظام رئاسى، ونحن نسعى لنظام برلمانى، لذا هم يغالطون دون معرفة خلفيات الصورة.


■ البعض يقول كيف نعدل دستورا تم إسقاطه بقرار عسكرى؟


- تلك مغالطة، الدستور لم يسقط، ولكن تم تعليق العمل بأحكامه. والدستور سيسقط حينما نضع دستورا جديداً كبديل لدستور 1971. ونحن لا نستطيع الاستمرار بإعلان دستورى قد يكون حلا فى فترة ما ولكنه ليس بديلا عن الدستور ونصوصه. الكارثة أن الناس تنتقل من حديث سياسى لحديث فنى فى الدستور وطريقة وضعه دون أن يكون لديهم وضوح رؤية. وما يحدث الآن من أحاديث فى هذا الموضوع لا يزيد الناس إلا بلبلة بهدف إقصاء الإخوان المسلمين عن الصورة.


■ هل تعنى أن هناك من يريد إقصاء الإخوان عن المشهد السياسى؟ ومن يكون؟


- «إسرائيل». الشعب المصرى لا يخشى الإخوان، والقوى السياسية ترانا أقوى منافسيها، ولكننا لسنا فى حالة عداء، إسرائيل هى من تخشى الإخوان منذ نجاح ثورة 25 يناير، ودليلى ما تكتبه الصحافة الإسرائيلية كل يوم عن الإخوان وكيف سيحكمون مصر، وأنهم قادمون لا محالة. وكيف سيؤثر ذلك على مصالحها فى المنطقة. ونحن موقفنا ثابت من إسرائيل لم يتغير، وقلنا إننا ضد معاهدة كامب ديفيد، ولكن أمرها فى يد الشعب وليس فى يد أى قوى سياسية أخرى.


■ إسرائيل لا تعيش معنا، فمن ينفذ سياستها فى مصر فى اعتقادك؟


- اللعبة تجرى فى وسائل الإعلام وليس فى الشارع. الفريق المتواجد بين الناس هم الإخوان والناصريون والقوميون ولم أسمع عن فصيل سياسى يرفض التعديلات نزل إلى الناس وسمع منهم وتحدث معهم أو أجرى حملات لطرق الأبواب. الإعلام يجرى وراء تخويف الناس من الإخوان. ما معنى أن تنشر جريدة المصرى اليوم صورة فى صدر صفحاتها يوم الأربعاء للافتة تبرأ الإخوان منها.


■ والمصرى اليوم قالت ذلك أسفل الصورة إن اللافتة بتوقيع الإخوان ولكنهم نفوا علاقتهم بها؟


- إذن لماذا تنشرها؟ هذا خطأ مهنى ولو كان لدينا ميثاق شرف صحفى لكنا طالبنا بتعويض ضخم، وسنكلف فريق محامين بدراسة القضية.


■ ما ردك على ما يردده البعض من أن هناك توافقاً ما بين المؤسسة العسكرية والإخوان لتأييد الاستفتاء؟


- هذا اتهام خطير يجب أن يحاسب من يقوله، لأنه اتهام بالتواطؤ لنا وللمؤسسة العسكرية التى أطالبها بالرد على ذلك، أو أن يثبت مروجو هذا الاتهام صحته بالأدلة. وما يقال عن أن خروج خيرت الشاطر وحسن مالك جاء بصفقة غير صحيح لأنهما آخر من خرج فى القضية العسكرية، وتم الإفراج عن المئات من المعتقلين ولا يزال لنا دكتور أسامة سليمان فى المعتقل حتى الآن.


■ ألا تستشعرون دهشة من موافقة الحزب الوطنى على التعديلات معكم؟


- الحزب الوطنى سقط تاريخيا ولم يعد له وجود إلا من إطار كرتونى. مَنْ مِنَ المصريين يقبل الحزب الوطنى اليوم؟ لا أحد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية