توفيت في وقت مبكر من صباح اليوم، إيمان عبد العاطي، المعروفة إعلاميًا بأسمن فتاة في العالم، أثناء محاولات علاجها بمستشفي «برجيل» الإماراتية.
وقال مدير المستشفي إن حالة إيمان تدهورت خلال اليومين السابقين، بعد أن كانت قد شهدت تحسنًا ملحوظًا خلال الفترة السابقة.
وتُسرد المصري اليوم قصة إيمان من بدايتها إلى نهايتها خلال التقرير التالي:
مع بداية 2017 ظهرت استغاثات ودعوات كثيرة عبر وسائل التواصل الإجتماعي والمواقع الإخبارية لمساعدة إيمان في العلاج ونقلها من منزلها بمنطقة سموحة بالإسكندرية لأحد المستشفيات المتخصصة في علاجها بعد أن زاد وزنها بصورة كبيرة جدا وعدم قدرتها على الحركة نهائيا وبقائها في الفراش سنوات.
في تلك الفترة كانت إيمان مصابة بسمنة مفرطة وتداولت أنباء إن وزنها حوالي 600 كيلوجرام بسبب خلل في الهرمونات والغدد أدت لزيادة وزنها بهذه الصورة وأشارت الأنباء إلى إصابتها قبل عامين بجلطة دماغية أدت لشلل في نصف جسدها الأيمن ولم تغادر فراشها من وقتها إلى الآن.
كانت أختها «شيماء» هي لسان حالها والمتحدث الرسمي وربما الوحيد الذى يعلم عنها كل تفاصيل حالتها، قالت حينها إنها تحدثت إلى الجميع وبحثت في كل مكان عن إيجاد مكان لعلاجها وسافرت اليونان للبحث عن علاج ومكان لشقيقتها التى تُعانى من السمنة المُفرطة، لكن مع الوقت تدهورت حالة أختها ولم تجد من يساعدها نظرًا لصعوبة نقل إيمان من المنزل مع وزنها الضخم الذى شكل عائقًا أمام نقلها وتهديدها جديًا على حياتها.
مع بداية شهر فبراير 2017 وبسبب التفاعل على السوشيال ميديا، تنامي إلى علم طبيب هندى حالة إيمان، حضر خصيصًا إلى الأسكندرية، وأعلن عن بدء إجراءات سفر إيمان للهند لعلاجها مع وعود هنا وهناك بالمساعدة في تحسن حالتها وإنقاص وزنها وإنقاذ حياتها.
أنزلت قوات الدفاع المدني بالإسكندرية إيمان من منزلها وغادرته لأول مرة منذ سنوات وعن طريق الشحن الجوي من مصر سافرت للهند وبدأت رحلة علاجها الأولى خارج مصر في مستشفى سيفي الهندي بصحبة الطبيب «مفضل لاكدوالا».
مع الأسابيع الأولى لوجودها في الهند أعلن الأطباء هناك أنهم نجحوا في إنقاص وزنها عشرات الكيلوجرامات وأن وزنها كان 500 كيلو وبدأت تتحسن تدريجيا بفعل العلاج وانقاص الوزن وتداولت الصحف الهندية تلك الأخبار في وجود شيماء شقيقة إيمان معها هناك.
مع تردد أخبار نقل إيمان للهند في فبراير الماضي ترددت أنباء وتقارير صحفية عن تدشين حملة تبرعات في الهند لعلاجها وأن بعض المشاهير هناك تبرعوا لعلاجها بمبالغ كبيرة وسارت الأمور على هذا النحو، وظهرت أنباء في الهند عن استعداد نجم السينما العالمية «سلمان خان» لزيارتها وأنه ينتظر دعوة رسمية من المستشفى.
في إبريل نشرت شيماء شقيقة إيمان فيديو صادم قالت فيه إنها تعرضت لعملية نصب وخداع في علاج أختها في الهند وإنها كانت ضحية لعملية «شو إعلامي» في علاج أختها ونفت كل التقارير الطبية والأخبار اللي كان يصدرها مستشفى الهند عن حالة أختها وإنقاص 260 كيلو جرام من وزنها.
وقتها، قالت«شيماء» إن الدكتور «مفضل» هددها بطرد أختها في الشارع لو تحدثت إلى الإعلام، وإنها فضلت الصمت لخوفها على حياة شقيقتها. لكن حين أبلغوها بعزمهم على بدء اجراءات عودة إيمان إلى مصر، فضلت الحديث للناس عن حقيقة حالة أختها.
شيماء ذكرت أن إيمان أصيبت بمرض في الدماغ، وأكدت أن أختها في غيبوبة كاملة، وشنت هجومًا على الطبيب الهندى «مفضل» وقالت إنه قام بخداعها «وتاجر بحالة إيمان وتخلى عن علاجها بعد ما حصل على الشو الإعلامي المطلوب».
الطبيب الهندي رد على كل الاتهامات التى وجهتها له «شيماء» إذ قال إن كل ما قالته غير صحيح، مشيرًا إلى أن إيمان خسرت بالفعل 171 كيلو من وزنها بفعل النظام الغذائي وأن اسرتها تستعجل تحركها وتمكنها من الحركة.
وأضاف الطبيب، فى تصريحات للصحف الهندية أن فقدان إيمان للوزن تم دون إجراء جراحة، إذ أن الفريق الطبي استخدم نظاماً غذائيًا فقط، وقال إن عائلة إيمان نفسها تشهد على خسارة وزنها «غير أنهم يستعجلون تحركها ومشيها ويجبرونها على ذلك، وهذا الأمر غير ممكن فى هذا الوقت».
وتابع: «إيمان كادت تختنق لأن شقيقتها حاولت تغذيتها بالقوة من الفم، وهى لا تزال غير قادرة على ابتلاع السوائل أو التحدث بشكل صحيح وتحتاج إلى أنبوب تغذية، وأنه نتيجة للسكتة الدماغية، فإن الجانب الأيمن من إيمان ما ازال مشلولا ولا تزال حالتها تتطور مع الوقت».
وأوضح الطبيب الهندي أنهم تحدثوا بالفعل إلى القنصل أحمد خليل والسفير حاتم تاج الدين عن تهدئة قلق ومخاوف شقيقتها شيماء فى هذه الأوقات العصيبة، مضيفا: «ما حدث يعتبر أسوأ كابوس لى، فلم تكن مستشفى أو طبيب واحد مستعدا لعلاج إيمان، والآن عندما فقدت الكثير من الوزن، تثير الأسرة أسئلة حول جهود إنسانية موحدة تم تسخيرها لإنقاذ حياتها»
وبحسب تصريحات نقلتها وسائل الإعلام، قال حذيفة الشهابى، مدير العمليات بمستشفى سيفى الذى تعالج فيه إيمان، إن الادعاءات لن تمنعهم عن عملهم الذى يهدفون من خلاله لعلاجها.
ومع تصاعد الأحداث قالت شيماء عبد العاطي إن إدارة المستشفي حررت ضدها محضرًا وبلغت الشرطة واتهموها بمحاولة تعريض حياة إيمان للخطر من خلال محاولتها لإطعام شقيقتها بأطعمة ممنوعة بأمر الأطباء.
مع نهاية شهر إبريل، تصاعدت الأحداث وتدخلت السفارة المصرية في الهند.
هنا ظهر الدكتور «شمشير فاليلو» رئيس مجلس إدارة مستشفى برجيل في أبو ظبي وقال إنه سبق وسافر إلى الإسكندرية وعاين حالة إيمان وحاول مساعدتها لكن بعد ذلك علم أنها سافرت إلى الهند للعلاج فتمنى لها التوفيق والشفاء، وأعلن إستعداده لنقلها من الهند إلى مستشفى برجيل لعلاجها بمصاحبة أختها وبدأت إيمان رحلتها من الهند إلى أبو ظبي.
في البدء، أعلن المستشفى الهندي من خلال تقارير نقلتها وسائل إعلام هندية إنه لن يسمح بنقل إيمان للإمارات إلا بعد أن يقدم المستشفى الإماراتي لهم تقارير بطريقة علاج إيمان وكيفية علاجها بشكل كامل فأعلن الدكتور "شمشير" أن فريقًا طبيا سيذهب للمستشفى الهندي لفحص حالة إيمان ومعرفة آخر تطورات حالتها قبل السفر للإمارات، ونُقلت إيمان عبر إسعاف طائر لمستشفى برجيل لبدء حلة جديدة مع العلاج.
في 24 يوليو 2017، عقد مستشفى برجيل مؤتمرًا صحفيًا ظهرت فيه إيمان لأول مرة منذ نقلها من الهند وعرض فيه مسئولي المستشفى تطورات حالة إيمان، ونقلت وسائل الإعلام تصريحات لمسئولي المستشفى، قال فيها الدكتور شمشير فياليل، رئيس مجلس إدارة مستشفى برجيل بأبوظبى إنه تم تقييم حالة المريضة وعمل خطة علاجية تتم وفق برنامج يضم 3 مراحل وشملت المرحلة الأولى خطة قصيرة الأمد ويتم فيها علاج «قرح الفراش» والتهابات المسالك البولية واستعادة قدرة المريضة على البلع وتناول الطعام عن طريق الفم بدلا من الأنابيب بالاضافة إلى التأهيل النفسى.
وأضاف رئيس مجلس إدارة مستشفى برجيل أن المرحلة الثانية للمريضة تشمل خطة متوسطة الأجل ويتم فيها بالتوازى مع استكمال ما بدأ بالمرحلة الأولى التدخل الجراحى بشفط الدهون، والهدف منها أن تكون إيمان قادرة على الجلوس على كرسى متحرك إلكترونى، أما المرحلة الثالثة تتضمن خطة تغير الصمام الأورطى وجراحات لإزالة تيبس المفاصل.
بعد بدء العلاج، قال الدكتور ياسين الشحات، المدير التنفيذى الطبى بمستشفى برجيل، إن هناك تحسن كبير وملحوظ فى الحالة النفسية للمريضة وبدأت تحرك القدمين بكفاءة وتستطيع استعمال ذراعها بتناسق وتقوم بأداء مهامها اليومية فى التغذية وتناول العلاج والأكل والشرب، وحاليًا تستطيع الجلوس فى السرير، متابعًا «هذا لم يحدث منذ 3 سنوات وقت إصابتها بالجلطة الدماغية».
خلال فترة علاجها، بدأت تتفاعل بصورة أكثر إيجابية، وتم استبدال أدوية التشنج والجلطات بأدوية جديدة لتقليل الكرتيزون تمامًا، وانخفض وزنها حوالى 60 كيلوجرام ووضعت خطة لزرع أسنان للمريضة حتى تتمكن من الأكل خلال الفترة المقبل.
نشرت شيماء منشورًا على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك يوم 7 أغسطس 2017 عن تطورات وخطة علاج شقيقتها في أحد مستشفيات مدينة أبو ظبي، مؤكدةً أن الوزن الزائد لم يكن المشكلة الوحيدة التي تعانيها شقيقتها عندما نقلت من الهند إلى الإمارات.
وأوضحت شيماء عبد العاطي أن شقيقتها بدأت في تحريك أطرافها بعد جلسات علاج طبيعي أجريت لها بالإمارات، وأنها باتت تتناول طعامها بطريقة طبيعية بعد إزالة أنبوب كانت تعتمد عليه كوسيلة للتغذية.
كما أشارت إلى أن «إيمان» تخضع لجلسات تخاطب وتدريب على الكلام نظرًا لتأثرها بجلطة قديمة، بالإضافة إلى شفائها تمامًا من قرح الفراش والالتهابات الشديدة التي أصيبت بها خلال فترة تواجدها بمستشفى الهند.
إلا أن المستشفي أعلنت في وقت مبكر من صباح اليوم، الاثنين، عن وفاة حالة إيمان عبد العاطي، المعروفة بأسمن فتاة في العالم، لتسدل الستار عن حالة لطالما شغلت الرأى العام.