هددت إيران، السعودية والإمارات، بسبب تدخلهما بقوات عسكرية لدعم حكومة البحرين السنية فى مواجهة احتجاجات الشيعة، محذرة من أنها ستتحرك «لخنق الدول المعتدية» وأن الأزمة يمكن أن تقود إلى صراع أوسع نطاقا.
ووجه الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد تحذيرا إلى القادة السعوديين والإماراتيين أمس الأول، معتبرا أن «التدخل العسكرى عمل مشين محكوم عليه بالفشل، وشعوب المنطقة ترى أنه من صنع الولايات المتحدة».
واستدعت إيران الأربعاء سفيرها فى المنامة احتجاجا على ما وصفته بـ «قتل شعب البحرين من جانب حكومته»، فيما شهدت طهران مظاهرات للتنديد بحكام البحرين والسعودية والإمارات.
ويأتى هذا التصعيد فى اللهجة فى الوقت الذى استعادت فيه الشرطة البحرينية السيطرة على وسط المنامة بعد أن أخرجت منه المتظاهرين بالقوة ما أسفر عن مقتل 3 متظاهرين و3 جنود. واعتقلت الشرطة البحرينية 6 من قادة المعارضة بينهم 5 من الشيعة. واعتبر وزير الخارجية الإيرانى على اكبر صالحى أن التدخل العسكرى الخارجى «غير مقبول»، محذرا من أنه «سيجعل الوضع أكثر تعقيدا واستعصاء» على الحل.
وقال وزير الدفاع الإيرانى أحمد وحيدى إن هذا التدخل «سيدمر شرعية الحكومة البحرينية بدلا من تعزيزها، وأضاف إنه «خطأ استراتيجى وسياسى»، معتبرا أن ذلك «سيزيد التوتر ويخرب الأمن والاستقرار فى المنطقة».
وهدد حسين نجفى، عضو لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية بالبرلمان، بأنه «إذا لم يتم إخماد نيران السعوديين فى البحرين، فإن طهران وبدافع الحفاظ على استقرار المنطقة ستتحرك سريعا لخنق الدول المعتدية». وفى الوقت نفسه، انتقد رئيس الوزراء العراقى الشيعى نورى المالكى التدخل العسكرى للسعودية والإمارات فى البحرين.
وخرج أتباع رجل الدين مقتدى الصدر إلى شوارع بغداد وحملوا لافتات كتبوا عليها «حكام السعودية قتلة». وتظاهر مئات الشيعة السعوديين فى عدة مدن بالمنطقة الشرقية بالمملكة السعودية احتجاجا على ما وصفوه بـ«الهجوم الدامى» على متظاهرين شيعة فى البحرين.
وشارك حوالى 300 شخص فى مظاهرة فى مدينة القطيف وهم يرفعون أعلاما بحرينية وسط تواجد مكثف لقوات الشرطة. وجرت تظاهرات مماثلة فى مدن سهوة وتاروت وصفوة والعوامية حيث أطلقت الشرطة النار فى الهواء فى محاولة لتفريق المتظاهرين دون سقوط ضحايا.
كما شهدت بيروت مظاهرات للبنانيين شيعة نددوا خلالها بقمع المحتجين الشيعة فى البحرين وبتدخل السعودية والإمارات.
وفى غضون ذلك، اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون إن دول الخليج سلكت «الطريق الخطأ» بتدخلها فى البحرين، ودعت الحكومة البحرينية إلى التفاوض مع المحتجين من أجل التوصل إلى حل سياسى.
وقالت كلينتون فى مقابلة مع شبكة «سى.بى.إس» الإخبارية الأمريكية: «لقد وجدنا أن ما يحدث فى البحرين ينذر بالخطر، ونعتقد أنه ليس الإجابة الآمنة على تطلعات ومطالب المتظاهرين، وإننا ندعو البحرين إلى التفاوض على اتفاق سياسى مع هؤلاء المتظاهرين».