x

رئيس البرازيل السابق: الشباب العرب كتبوا صفحة جديدة في التاريخ بنضالهم

الأربعاء 16-03-2011 14:38 | كتب: محمد إسماعيل غالي |
تصوير : أ.ف.ب

وصف الرئيس البرازيلي السابق لولا دي سيلفا، أثناء كلمته في  منتدى الجزيرة، بالعاصمة القطرية الدوحة، الظرف الذي تعيشه المنطقة العربية باالاستثنائي، ويشكل فرصة جيدة لاستشراف المستقبل حول ما يمكن أن يكون عليه الوضع في منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد حركة قوية من أجل التغيير نحو الديمقراطية والحرية.


وأثنى الرئيس لولا دي سيلفا على دور الشباب العربي في العمل على معالجة مختلف القضايا العربية والإقليمية بالطرق السلمية وعبر الحوار الهادف والبناء، وقال إن الشباب في العالم العربي الذين رسموا صفحة جديدة للتاريخ سيسطرون حقبة جديدة في بلادهم، وقدم عرضاً لتجربة بلاده نحو الحرية والديمقراطية في البرازيل وفي أمريكا اللاتينية، حيث شهدت أنظمة ديكتاتورية حتى عقد الثمانينيات ومات الآلاف للتغلب على هذه الحقبة المظلمة في تاريخ شعوبها، كما نجحت البرازيل في تجسيد الديمقراطية، مؤكداً أنها ليست مجرد خطاب وحوار لكنها عملية بناء صعبة تتطلب مشاركة الجميع والنضوج الفكري وتتطلب الصبر والعزيمة والفهم العميق كي يكون الناس في جوهر الحياة السياسية، وأن هذا الأمر متعلق بالناس وبالشعوب وليس بالحكام.. والمؤسسات تنشئها الشعوب، وكذلك الأمر مع الديمقراطية.


وقدم دي سيلفا صورة لمستوى التزام البرازيل بالعمل الديمقراطي وتجسيد الحرية للجميع عبر سرد لتجربتها في القضاء على النظم الديكتاتورية التي عانت منها بلاده البرازيل قبل وصوله إلى سدة الحكم قبل حوالي 9 سنوات، من عامل فقير إلى رئيس لبلد تعداد سكانه حوالي 20 2 مليون نسمة، حيث تعد خامس دول العالم من حيث عدد السكان.


وعرض دي سيلفا، تجربته التي خاض فيها الانتخابات ثلاث مرات ولم يفز، واعترف بنتائج تلك الانتخابات وكيف فاز، وكيف أنه لم يستجب لمن نصحوه بالتمديد وتعديل الدستور، وقال: لقد حضرت  في البرازيل منتدى سياسي  طلب مني مناقشة إمكانية الدخول في ولاية ثالثة للاستمرار في الرئاسة، لكنني قلت: إنني أعارض الفكرة، لذا فإن أي قائد لا يمكن أن يرى أنه لا بديل له ولا مثيل له.. وإذا نظر الزعيم لهذا الأمر وهو البقاء في السلطة إلى ما لا نهاية، فهو ديكتاتور، فالتغيير في السلطة ضروري للعمل الديمقراطي وفق قواعد اللعبة الصحيحة القائمة على احترام القانون والرأي الآخر، ولا يمكن في تقديري أن يتم أي عمل سياسي دون البناء الديمقراطي.


وقال: أنا أقدر الديمقراطية وأحترمها، لقد أثبتنا بأن منطقتنا في أمريكا اللاتينية قادرة على تغيير الواقع الديكتاتوري إلى عمل ديمقراطي كامل، والديمقراطية ليست أمراً غامضاً بل إنجازاً يحصل عليه المجتمع من أجل تمكين الناس من العيش في سلام.


وأشار إلى أن ما حصل في الشرق الأوسط هو توجه نحو الديمقراطية على غرار تلك التي حصلت في البرازيل.


وكان من ثمار العمل الديمقراطي تولي الرئيس البوليفي وهو من الهنود الحمر سدة الحكم في بوليفيا، ووصول شخص أسود هو أوباما إلى سدة الحكم في أمريكا، إذن هذا العمل الديمقراطي يريده الناس لأنهم يسعون نحو التكافل والتكامل والمساواة.


وأضاف قائلا إننا قررنا تغيير النظرة وتأسيس علاقات أخرى والسير في المنطق العالمي الدولي وتغيير الوضع «الجيوسياسي» ولا يمكن للعالم أن يكون ملكاً لدولة واحدة فالدول العربية لا تمتلك حتى مقعداً واحداً في مجلس الأمن بينما نرى هناك دولاً لا تساويها في التعداد والقدرات والإمكانيات تمتلك مقعداً دائماً في مجلس الأمن الذي أصبح نادياً للأصدقاء بدلاً من أن يكون هيئة للحكم وفض النزاعات العالمية ولحل الأزمات في الشرق الأوسط.


وانتقد موقف الأمم المتحدة قائلاً: إذا كانت الأمم المتحدة قامت بخلق إسرائيل أو إنشائها فعليها الآن أن تقوم بخلق فلسطين وعلى مجلس الأمن أن يكون أفضل تمثيلاً إذ إننا أصبحنا الآن بحاجة للاعبين جدد وإرادة سياسية جديدة.


وتساءل: كيف يمكن أن نحل مشكلة الدول الفقيرة في ظل الأزمات المالية؟ قائلاً: إن صندوق النقد الدولي أعطى فكرة أنه يدرك كل شيء من أوضاع هذه الدول لكنه تبين أن الأمر كان عكس ذلك حيث إن الدول النامية مثل البرازيل هي الصاعدة وهي التي امتلكت قدرة بناء السوق المحلية، فما يحدث الآن في الشرق الأوسط يسهل فهمه إذا فهمنا أن العالم بحاجة للديمقراطية ومزيد من الحرية والمساواة.


وأكدأن العالم يسير باتجاه حكم أكثر عولمة مضيفا أننا بحاجة إلى إعادة التفكير لإيصال التنمية للجميع وتعزيز الديمقراطية والاقتصاد، داعياً هنا إلى العمل على ضمان الديمقراطية في الشرق الأوسط وتعزيز الاقتصاد الأفريقي.


وأعرب الرئيس لولا عن تضامنه مع الشرق الأوسط ومن يكافحون فيه من أجل الديمقراطية قائلاً إنه من خلال تجربتي في البرازيل وحكمي لمدة ٨ سنوات أثبتنا أننا بالفعل نستطيع بناء عالم جديد بنظام سياسي اقتصادي عالمي جديد قائم على السلام العالمي والحرية والمساواة، فالتغيير في السلطة هو أكسجين يضخ في عروق المجتمع.


وأكد دي سيلفا، في جلسة خاصة، حضرتها المصري اليوم، وعقدت على هامش المنتدى الذي أقيم في العاصمة القطرية في الفترة من 12 إلى 14 مارس، أن الديمقراطية ليست مفهوماً غامضاً ولا حالة روحية، بل إنها إنجاز يحصل عليه المجتمع بطريقة جماعية، وهي أن تعمل مطالب الشعوب، واصفاً ما يحدث في العالم العربي بالحركة العفوية، مضيفاً أن العرب أرادوا من خلال ثوراتهم الشعور بالفخر والكرامة وتكافؤ الفرص، لافتاً إلى أن ما يحدث في الشرق الأوسط يسهل فهمه إذا عرفنا أن العالم بحاجة إلى الحرية والديمقراطية والمساواة.


وأشار دي سيلفا إلى أن ممارسة الديمقراطية تأتي بالتقدم للمجتمعات، ولابد للحاكم أن يسخر نفسه لتلبية تطلعات الشعوب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية