x

وزير الخارجية التركي: فخور بالتجربة المصرية والشعب هو الضامن الوحيد للاستقرار

الأربعاء 16-03-2011 14:32 | كتب: محمد إسماعيل غالي |
تصوير : أ.ف.ب

 

أكد البروفيسور أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي في كلمته في افتتاح منتدى الجزيرة السادس، صباح الأحد، أن المنطقة العربية بشكل عام تشهد تسونامي سياسي جديد وأنه  ينبغي على جميع شعوب المنطقة أن تلجأ لنفس الخطط التي من شانها أن نتفادى فيها الكوارث ونعيد الحياة إلى طبيعتها، وإعادة الترميم السياسي والاجتماعي، مشيراً إلى انه على الشعوب العربية أن تمتلك الرؤية والإرادة والثقة والمعرفة لتحقيق ذلك.

وأضاف وزير الخارجية التركي، أن تلك الثورات التي قام بها الشباب في منطقة الشرق الأوسط ، جاءت بشكل عفوي لكنها عبرت من وجهة نظره، عن تدفق «حركة التاريخ » ونتيجة طبيعية للحاجة للتغيير في المنطقة العربية.

وتابع : «الاستعمار قسم المنطقة لمستعمرات ودويلات صغيرة، بالإضافة إلى الحرب الباردة، وآن الأوان لتغيير حركة التاريخ مرة أخرى»، مشيراً إلى أن هذا الحراك قد جاء متأخراً بعض الشيئ، حيث كان من المتوقع حدوثها في فترة تسعينيات القرن الماضي، إلا ان مخاوف الكثيرين من ان يأتي هذا التغيير بحركات راديكاليةن ساعد على تأخيره كل هذه السنوات، لكن الشعوب، بحسب اوغلو، أثبتت قدرتها على التغيير وعلى الجميع أن يحترم إرادة الشعوب.

وقال أوغلوا في حفل افتتاح منتدى الجزيرة، والذي حمل عنوان « العالم العربي والتغيير: هل وصل المستقبل؟»، إن شعوب منطقة الشرق الأوسط لها مصير مشترك وقد ظهر ذلك من خلال الموقف التركي في منتدى دافوس الإقتصادي، وموقفه في أزمة أسطول الحرية التي أثبتت وحدة نسيج شعوب منطقة الشرق الأوسط.

وحول أسباب هذا الحراك الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة والدول العربية بصفة خاصة، أكد أوغلو أن الكرامة هي ما تريده الشعوب العربية وقد ظهر ذلك في ميدان التحرير بمصر، وأضاف انه أثناء زيارته لمصر منذ حوالي العام، كانت أهم لقاءاته رغم انه التقى شخصيات من كافة مستويات نظام الحكم في مصر، كان لقائه بمصطفى النجار، وعبد الرحمن سمير، وداليا حسين ، وإسلام لطفي الذي يتحدث في الجلسة الثانية للمؤتمر.

وأضاف وزير الخارجية التركي، أن هؤلاء الشباب الذين يفخر بأنهم التقاهم من قبلن قرروا أن «التاريخ بدأ يدق أبواب الشعب المصري والشعوب العربية»، أونهم « قادة المستقبل والذين يخططون له»، وعبر عن رغبته في أن يكون هناك تواصلاً بين ذلك الجيل والجيل الذي ينتمي إليهن قائلاً « نريد شباباً فعالاً ..ناضجاً ..ناقدا.. وعلينا ان نستمع ونمهد له الطريق لكي يحقق أحلامه»، لافتاً إلى أن التغيير ضرورة حتمية وليس خياراً وإذا قاوم الزعماء " حركة التاريخ فإنهم سيخسرون بالتأكيد.

وأشار إلى أن «ضمانة استقرار أي بلد هو الشعب وليس الزعيم أو الشخص، مهما امتلك من مقومات».

وحدد الأستاذ في العلوم السياسية، معايير 6 ، لابد من اتباعها من وجهة نظره للحفاظ على مكتسبات الثورات العربية، ولخصها في أنه لابد من الموازنة بين معادلة الأمن والحرية فلا يمكن أن نتجاهل أيا من الطرفين فإن طغت الحرية على الأمن تحدث فوضى وإن طغى الامن على الحرية سنتحول إلى دول ديكتاتورية مثل التي كنا نعاني منها، مضيفاً أنهما متلازمتان ولا يمكن التخلي عن أيا منهما مؤكداً أن الحرية ستحقق دولة أكثر أمناً .

وأضاف الوزير التركي في كلمته والتي حدد فيها المعيار الثاني أن السياسة هي وسيلة وليست غاية، وكما قال الفارابي في المدينة الفاضلة، والحديث لوزير التركي، أن «السياسة تحقق سعادة الأمة»، وتابع: «وهي قيم ليست غريبة عن مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فعمر بن الخطاب هو من أسس للقيم الانسانية في نظام الدولة» .

وطالب الوزير التركي، بأن تتخذ المؤسسات السياسية والاجتماعية دورها وألا تضعف بعد الثورة، فالثورة لا تعني تدميراً، وأشاد بالنموذج المصري وموقف الجيش الذي وقف إلى جانب الشعب، مشيراً إلى أن أقوى جيوش العالم هي التي لا تتورط بالسياسة، وعبر عن إعجابه بماحققه المشير طنطاوي في تسليم وانتقال السلطة في مصر لرئاسة مدنية في أقرب وقت ممكن، لافتاً إلى أن عملية الانتقال لابد أن تتم في حماية مؤسسات الدولة المدنية.

وقال أوغلو، إن المبدأ الرابع يتمثل في ضرورة الإبقاء على الحالة القانونية للدولة وضرورة الحفاظ على أراضيها وهذا هو التحدي الأكبر في كلا من اليمن وليبيا، فما يحدث هناك الآن يهدد بانقسام تلك الدول بعد عملية التغيير، لكنه أردف «يجب أن تتم عملية التغيير دون انقسامات وستتغير الدول لتكون أقوى بعد عملية التغيير وانتقال السلطة».

وأكد الوزير التركي في خامس معاييره ضرورة عدم الاستعانة والسماح بأي تدخل أجنبي والمشاركة في عملية التغيير، اما آخر معاييره فكان ذلك الذي تعلق ببعد منطقة الشرق الأوسط وتأثيره على عملية التغيير، وأن يكون العمل من داخل المنطقة وليس من خارجها عبر لقاءات تجمع جميع أطراف المنطقة ومشاركتها في نقاشات التغيير.

وأكد أوغلو في ختام كلمته ضرورة ان تكون تلك المعايير هي الاستراتيجية على المدى البعيد للدول التي تغيرت أنظمتها، مضيفاً أن الشرق الأوسط سيعود مرة أخرى منارة واشعاعاً للثقافة والاقتصاد والسياسة في العالم، وسيساهم بشكل كبير في تحديد النظام العالمي الجديد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية