x

الثوار ينسحبون من «أجدابيا».. والمعارضة تحث الغرب على اغتيال «القذافى»

الثلاثاء 15-03-2011 20:04 | كتب: سارة نور الدين |
تصوير : رويترز


واصلت القوات الموالية للزعيم الليبى معمر القذافى زحفها للسيطرة الكاملة على مدن الشرق، وشنت الثلاثاء 4 هجمات جوية على الأقل على بلدة أجدابيا التى شهدت هجمات مماثلة الاثنين، فى إطار تقدم القوات الحكومية شرقا باتجاه بنغازى معقل المعارضة المسلحة، مما أجبر المسلحين فى البلدة على التراجع تحت وطأة القصف من جانب قوات القذافى.


جاء ذلك فى أعقاب هجوم شنته الاثنين قوات القذافى على مدينة زوارة فى الغرب، التى يسيطر عليها الثوار. وقال مصدر قريب من السلطات الليبية، طلب عدم كشف اسمه: «هناك جيوب مقاومة فى زوارة، والقوات المسلحة ستطهر المدينة، وهناك بعض العناصر التخريبية لاتزال تقاوم إلا أن هذا الأمر ليس بالخطير».


كما شهدت مدينة البريقة معارك دامية بين الثوار وقوات القذافى وتعرضت المدينة لقصف جوى كثيف منذ صباح الثلاثاء، وسط حدوث انشقاقات فى كتائب خميس القذافى، فيما أعلن نائب رئيس المجلس الوطنى الانتقالى الليبى عبدالحفيظ غوقة أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد استخدام الثوار سفنا حربية لمنع وصول إمدادات الأسلحة والنفط إلى نظام القذافى فى طرابلس، مؤكدا أن السفن البحرية التى تحمل إمدادات النفط إلى طرابلس أغلبها «تركى».


وفى نفس السياق، استبعد رئيس المجلس العسكرى عبدالفتاح يونس عودة حكم القذافى إلى بنغازى مؤكدا «أن هذا الخيار مستحيل ويحدث فى الأحلام فقط» على حد تعبيره. وأوضح يونس «أن الثوار يسيطرون على المدينة ومداخلها من ناحية مدينة أجدابيا بشكل تام وقوات القذافى لا تستطيع اقتحامها أو مداهمتها».


وأشار «يونس» إلى قبول الشباب الدخول فى كتائب منظمة يقودها الجيش وتم تدريبهم فى المعسكرات على الخطط العسكرية، موضحا أن حروب الصحراء هى أشد أنواع الحروب وتعتمد فى الأساس على أسلوب «الكر والفر»، قائلا: «ليس معنى انسحاب الثوار من بعض المناطق، خاصة رأس لانوف والبريقة، أنهم هُزموا لكنه تكتيك عسكرى وسيشهد اليوم أو غدا أخبارا جيدة للثوار وانتصارا غير مسبوق لثورتهم».


وفى مقابل ذلك، أعلن القذافى أن الثوار الذين يقاتلون نظامه «سيُهزمون والشعب الليبى يقف إلى جانبه»، معربا عن شعوره بـ«الخيانة» من حليفه السابق رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلسكونى، وقال القذافى لصحيفة «ايل جورنالى» الإيطالية الثلاثاء: «إن الثوار فقدوا الأمل، وقضيتهم باتت خاسرة، ولديهم خياران: الاستسلام أو الهرب».


وعلى ضوء هذه التطورات، دعت قيادة الثورة فى ليبيا القوى الغربية لاغتيال القذافى وشن هجمات عسكرية على قواته لحماية المدن التى يسيطر عليها الثوار من الهجمات الدموية.


ونسبت صحيفة «الجارديان» البريطانية إلى المتحدث باسم المجلس الوطنى الانتقالى مصطفى الغريانى من بنغازى قوله إن هذه الدعوة حملها وفد التقى الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الاثنين فى باريس التى تستضيف اجتماعا لمجموعة الثمانى لمناقشة الحظر الجوى فى ليبيا.


وأوضح «الغريانى» أن الرسالة التى حملها الوفد تدعو إلى فرض حظر جوى وشن هجمات تكتيكية تستهدف الصواريخ والدبابات التى يستخدمها القذافى ضد المدن الليبية، مطالبا بضرب المجمع الذى يقيم فيه الزعيم الليبى.


وحذر «الغريانى» من أن عدم مبادرة الغرب بـ«مساعدة عملية» للثوار من أجل تحرير أنفسهم من حكم القذافى من شأنه أن يدفع المحبطين من الليبيين إلى الاستعانة بالمتطرفين، وقال: «إن الغرب لا يدرك الوضع تماما ؛ فالثورة بدأت لأن الناس يشعرون باليأس بسبب الفقر والقمع، وكان أملهم الأخير هو الحرية، فإذا ما تأخر الغرب كثيرا فإن الناس ومعظمهم من المعتدلين قد يصبحون هدفا للمتطرفين».


وعلى صعيد الموقف الدولى، جدد الرئيس الأمريكى باراك أوباما تحذيره للقذافى وطالبه بالتنح. وقال أوباما خلال استقباله الاثنين فى المكتب البيضاوى رئيس الوزراء الدنماركى لارس لوكى راسموسن: «القذافى فقد شرعيته، وعليه أن يتنحى».


وحث أوباما المجتمع الدولى على مواجهة حازمة لأى عنف بحق المدنيين فى ليبيا واعدا بتقديم مساعدات إنسانية إلى النازحين واللاجئين.


وفى لندن، أعلن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أن السلطات البريطانية جمدت أموالا ليبية فى بريطانيا بـ12 مليار جنيه إسترلينى (13.9 مليار يورو).

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية