تحت عنوان «محددات صناعة القرار التحريري في الصحافة المصرية وانعكاساتها على الأداء المهني»، حصل الدكتور خالد زكى أبو الخير المدرس المساعد بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة على درجة الدكتوراه في الإعلام من قسم الصحافة بتقدير ممتاز بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بتبادلها بين الجامعات العربية.
تناولت الدراسة جوانب صناعة القرار التحريري في المؤسسات الصحفية، وعلاقتها بالجوانب التنظيمية والإدارية للمؤسسات، والتحولات في بنية غرف الأخبار وتأثيرها في صناعة القرار التحريري.
حيث أجريت الدراسة على عدد من الصحف المصرية، هي الأهرام والوفد و«المصري اليوم» والفجر، وأجرى الباحث مقابلات مع القيادات الصحفية من رؤساء التحرير ونوابهم ومديرو التحرير، بالإضافة إلي تطبيقه الملاحظة بالمشاركة من خلال المعايشة الميدانية لسير العملية التحريرية داخل تلك الصحف.
وطرح الباحث في رسالته حلولا واقعية لتطوير الأداء في الصحف، وانتهى إلى عدة نتائج أبرزها أن صناعة القرار التحريري تحكمها عدة اعتبارات ومحددات تتنوع ما بين السياسة التحريرية لكل صحيفة، وشخصية رئيس التحرير، كما أن الضغوط والأزمات الاقتصادية التي تشهدها الصحف تؤثر إلى حد كبير في صناعة القرار التحريري، مؤكدا حجم تأثير التواصل الاجتماعي في بناء أولويات الصحف، من حيث أن هذه المواقع باتت تشكل مصدرًا خصبًا للحصول على أفكار حول القضايا والأحداث المثارة يمكن تناولها صحفيًا.
وكشفت الدراسة عن مؤشرات لها دلالات خطيرة، منها أن الصحفيين يتصارعون فيما بينهم على المصادر، خاصة وزارات مثل البترول والكهرباء والخارجية والإسكان بحكم المزايا والمكاسب العينية والمادية التي يحصلون عليها، وفي هذا الإطار غالبًا ما ينساق الصحفي وراء مصدره، وهذه العلاقة تكون فيها مساحة للتضليل بعدم نشر ما يثير غضب المصدر، لأن الارتباط القوي بين الصحفي ومصدره داخل الوزارات يؤدي إلى تحول مندوبي الصحف إلي مندوبي الوزارات في الصحف، وبدلًا من أن يكون دوره التركيز في الحصول على انفرادات بشأن المخالفات داخل الجهات والهيئات المنوط بتغطيتها، يتجاهل تمامًا مثل هذه الموضوعات، لينصب تركيزه على البيانات الصحفية التي تشيد فقط بأداء هذه الجهات.
وعن مدى وجود معايير واضحة لتقييم الأداء المهني بالصحف، أوضحت الدراسة أن نسبة (44.1%) أكدوا وجود معايير واضحة ومحددة لتقييم الأداء، تتنوع ما بين: التميز في معالجة الموضوعات التي يكلف بتنفيذها المحررون، وكذلك الحساب الكمي لمعدلات الإنتاج لكل صحفي والتأكد من كفايته واستمراريته، وتحقيق السبق والانفراد، ومقارنة الأداء الصحفي بأداء الصحف الأخرى، ثم زيادة أرقام توزيع الجريدة، والتمسك بأخلاقيات وآداب المهنة واحترام ميثاق الشرف الصحفي، ثم ردود أفعال المسؤولين وصناع القرار على الموضوعات الصحفية، وأخيرًا جذب المعلنين.
وأظهرت الدراسة أن صحيفة «المصري اليوم» تميزت دون غيرها من صحف الدراسة بإتباع نظام الإدارة الجماعية الذي يسمح بتوسيع هامش مشاركة الصحفيين في عملية صناعة القرار التحريري، بالإضافة إلي إنها اتجهت لتدوين المبادئ والأطر العامة التي تحكم سياستها التحريرية، وتضم مجموعتين من القيم، أولها: قيم مؤسسية تتجسد في الولاء والانتماء للمؤسسة، الاحترام في العلاقات المتبادلة بين جميع الصحفيين، والعمل الجماعي، والابتكار والإبداع لتطوير العمل الصحفي، وثانيها: قيم تحريرية ممثلة في الحياد، الدقة والأمانة في نقل المعلومات، والتوازن في عرض المعلومات وآراء المصادر، والموضوعية من خلال فصل الرأي عن الخبر.
تكونت لجنة الحكم والمناقشة على الرسالة من الدكتورة راجية قنديل الأستاذ بقسم الصحافة بالكلية، والمشرف علي الرسالة، والدكتورة ليلي عبد المجيد العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، والدكتور حسن أبو طالب المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.