أيام قلائل تفصلنا عن ماراثون العام الدراسى الجديد. تغمُر فيه الفرحة والمعاناة البيوت المصرية. فرحة الأطفال بالثياب والأدوات المدرسية الجديدة. والمعاناة من عبء الدروس الخصوصية وشراء الكتب الخارجية. وبعد رحلة عذاب فى سباق مُضن نحو كليات القمة، يتخرج منها مئات الطلاب ليس لديهم فرصة بسوق العمل. فالقطاع الحكومى أغلق على ما فيه. والقطاع الخاص يبحث عن الكفاءات، وإن أتى بها من الخارج. فلماذا لا تهتم الدولة بالتعليم الفنى، ويكون بمثابة كليات القمة؟ ويُصبح شهادة جامعية معتمدة حتى ُيقبل الطلاب عليه. فألمانيا قامت نهضتها الصناعية على التعليم الفنى. وفى مصر نعتبره وصمة عار لأنه دبلوم فنى ثانوى. التعليم فى مصر حاليًا، لا يخرج منه إلا جاهل لغويا أومتعصب دينيا. فمنذ أُلغيت إضافة التربية الدينية إلى المجموع، خرجت أجيالٌ ضالة تبحث عن المعلومة الدينية عبر الفضائيات. وتستقى منها سموم الفكر الضال، وفقا لتوجهها. فالعلم والوعى والثقافة هى الحل الأوحد لخروج مصر من مشكلاتها. إسرائيل دولة السبعين عاما فرضت وجودها بالعلم. تصرف ثلثى ميزانيتها على البحث العلمى، فأصبحت منتجة ومصدرة. أما ما يحدث عندنا فقتل للعلم.
حنان عمار - أسيوط