كشفت تحقيقات النيابة العامة فى قضية الاعتداء على المتظاهرين فى موقعة «الجمل» عن تفاصيل جديدة تشير إلى تورط عدد من قيادات سابقة بالحزب الوطنى، على رأسهم «صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى السابق، وجمال مبارك وزكريا عزمى، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية سابقاً»، الذين وردت أسماؤهم أثناء التحقيقات.
وقالت مصادر قضائية إن هناك أسماء كثيرة وردت فى التحقيقات وفى تحريات الجهات الرقابية وتقرير لجنة تقصى الحقائق، إلا أنه لا يمكن استدعاؤهم قبل أن تتأكد النيابة من أن تلك الأسماء بالفعل متورطة فى الواقعة.
وذكر عدد من شهود العيان أمام نيابة أمن الدولة العليا أن وزيرة القوى العاملة السابقة «عائشة عبدالهادى» خرجت من النيابة بعد إخلاء سبيلها وكانت فى حالة بكاء هستيرى، وعلمت «المصرى اليوم» من مصادر مقربة من عائشة أنها كانت تبكى لشعورها بأنه تم الزج باسمها فى تلك القضية دون ذنب لها.
وقالت «عائشة» فى التحقيقات التى جرت معها على مدار 8 ساعات فى مبنى محكمة التجمع الخامس، إنها بالفعل خرجت ضمن متظاهرين فى اليوم التالى للخطاب الثانى للرئيس السابق حسنى مبارك، الذى أعلن فيه أنه لن يترشح لفترة رئاسية جديدة لرئاسة الجمهورية، واعترفت بأنها دعت عدداً من الشخصيات العامة والعاملين لتأييد الرئيس السابق، إلا أنها لم تدفع لأى شخص مليماً واحداً مقابل ذلك، كما أنها طلبت من الذى يقتنع بخطاب الرئيس أن يخرج ويؤيده، أما من يرى أن الخطاب غير كاف فالحرية له.
وأضافت «عائشة» فى التحقيقات أنها أجرت لقاءات فى قنوات تليفزيونية عديدة، وعبرت عن رأيها دون خوف من أحد، وقالت إنها لو كانت حرضت أياً من المسجلين خطر على الاعتداء على المتظاهرين فى ميدان التحرير لكانت اختفت من أمام التليفزيون حتى لا تظهر فى الصورة.
وأشارت «عائشة» فى التحقيقات التى انتهت بإخلاء سبيلها على ذمة التحقيقات إلى أنها لا تعرف لماذا حضرت إلى النيابة، دون أن يتهمها أحد بمستند حقيقى بأنها وراء التعدى على المتظاهرين، فردت عليها النيابة بأن اسمها جاء فى تقرير لجنة تقصى الحقائق أنها دعت عدداً كبيراً من العمال بالاشتراك مع حسين مجاور، رئيس نقابات عمال مصر، فقالت «عائشة»: «هذا الكلام غير صحيح.. ولو هناك شخص واحد قال إننى دفعت له أموالاً أو قلت له تعدى على المتظاهرين فلتحضره النيابة ويواجهنى».
وقال حسين مجاور، رئيس اتحاد نقابات عمال مصر فى التحقيقات، التى انتهت أيضاً بإخلاء سبيله، إنه خرج مع الوزيرة السابقة عائشة عبدالهادى فى المظاهرة، وكان بصحبتهم عدد كبير من الشخصيات العامة وبعض الفنانين ولاعبى كرة القدم، وكانت مظاهرتهم سلمية واقتصرت على ميدان مصطفى محمود فى المهندسين ولم يتحركوا إلى ميدان التحرير، وقال «مجاور» إنه لم يظهر إطلاقاً فى ميدان التحرير فى تلك الأوقات.
كما نفى رجل الأعمال إبراهيم كامل فى التحقيقات التى جرت معه أيضاً تحريضه المتظاهرين أو العمال على التعدى على المتظاهرين. وقالت مصادر أمنية إن عضو مجلس الشعب السابق «يوسف خطاب» المتورط فى قضية «موقعة الجمل» طلب من قيادات سابقة فى الحزب الوطنى تهريبه خارج البلاد قبل أيام من إصدار النائب العام طلباً بضبطه وإحضاره، ومازالت أجهزة الأمن فى الجيزة تبذل جهودها لضبطه.