كان ولا يزال الكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن، بجانب رصيده الفنى الكبير وأعماله التى تركت أثرًا كبيرًا فى تاريخ السينما المصرية، يحمل فى جعبته الكثير من الأسرار والتى لا يعلم عنها أحد سوى توأم روحه وزوجته الفنانة سميرة عبدالعزيز، التى منذ أن تخطو خطواتك الأولى داخل منزلهما بمنطقة الشيخ زايد تنتابك حالة من الهدوء، فروائح الحُب تطغى فى المكان، وكأن كل قطعة أثاث به مليئة بحكايات وذكريات وأسرار يثيرك الفضول لمعرفتها.
ما إن تدخل غرفة استقبال الضيوف حتى تجد أمامك الكاتب الراحل من خلال التمثال الذى أهدته له الفنانة تقديرًا لزوجها وعرفانًا به، بالإضافة إلى اللوحة الفنية التى تحمل كل الفنانين الكبار، وفى المنتصف «كوكب الشرق» أم كلثوم.
وتحكى «سميرة» أن «محفوظ» يستحق أن يكون من القامات، بالإضافة إلى جوائزهما كلٌّ على حدة، التى تملأ أرجاء المكان والمحفوظة فى لوح معدنى خاص بها ومكتبه الذى كانت «سميرة» المنوط بها تنظيمه.
قبل إجراء الحوار مع الفنانة كان هناك تساؤلٌ يراودنى ويمثل حيرة شديدة، ألا وهو: أن كليهما قامة كبيرة، فهل سأقوم بإجراء حوار خاص بالكاتب الراحل أم بالفنانة ذات التاريخ الكبير؟!، وفور بدء الحوار، وجدت أنهما وجهان لعملة واحدة، حيث إنها امرأة وفنانة عاشقة لزوجها وفنه وقيمته، وكان زوجها الراحل محور حوارها كما كان وسيظل محور حياتها، وإلى نص الحوار..
■ هل وجد «عبدالرحمن» التكريم المناسب له من الدولة؟
- زوجى الراحل تم تكريمه من الدولة كثيرًا، فقد حصد جوائز عديدة فى كل مرحلة فى حياته، فلم تبخل عليه الدولة بتكريمه، وقدّرته حق تقدير، فيما عدا كرسى مندوب رئاسة الجمهورية فى العزاء ظل فارغا، وهو ما آلمنى، وكذلك ما لفت نظر الفنانين.
■ كيف كانت البداية مع محفوظ عبدالرحمن؟
- بدايتى معه غريبة جدا، كنت عضوا فى المسرح القومى بالمكتب الفنى، وطلب منى حضور مسرحية ستعرضها فرقة المسرح العربى فى الكويت حتى أقوم بتقييمها، وهل تليق بالعرض على المسرح القومى أم لا، فحضرت العرض وجنّ جنونى به، وكان اسمها «حفلة على الخازوق» أعجبت بها جدا وبفكرها، وعندما تساءلت مَن ألفها، قالوا محفوظ عبدالرحمن، وقلت لهم: «طيب مديهالكم ليه ومدهاش للمسرح القومى؟»، وطلبت أن أراه ولكن لم يكن متواجدًا.
■ وماذا بعد؟
- أعجبنى شخصية المرأة فى المسرحية وذكاؤها، وكيف جسدها لتقوم بكل الحيل حتى تكشف نفاق السلطة والمسؤولين، فاحتفظت باسمه لدى، فأعجبنى منذ المرة الأولى تقديره للمرأة.
■ وماذا عن مسلسل «الفاتح»؟
- التقيت «عبدالرحمن» وقلت له: «إزاى تعمل مسرحية (حفلة على الخازوق) وتديها لفرقة الكويت ومتديهاش للمسرح القومى؟»، فقال لى: «الرقابة رفضتها فى مصر، مكنش عندهم الشجاعة يقدموها ولكن الكويت قدموها»، ولم أكن أعلم التفصيلة دى وتكلمنا عنها، وقلت له: «المسرحية رائعة جدا، وفى حاجة كمان، دورى صغير فى (الفاتح)، وأستاذ عباس المخرج قال لى ممكن نزود الدور»، فرد: «آسف أنا مبكبرش أدوار حد»، عجبنى تصميمه على رأيه، وإنه مش لعبة فى إيد أى ممثل.
■ ما رأيك فى تدخل الفنانين الحاليين فى النصوص؟
- أى ممثل حاليا يقول «كبر لى الدور»، النهاردة الممثلين متحكمين فى النصوص لذلك النصوص مهلهلة.
■ وكيف كانت خطوات ارتباطكما؟
- كانت خلال مسلسل «ليلة سقوط غرناطة»، وهو عمل فنى بديع جدا، وأتمنى لو يقدر التليفزيون يعيد تقديمه، لأنه يُدرّس فى الأكاديميات الفنية فى العراق وسوريا، ويعرض لحظة تسليم العرب لغرناطة، ويعتبر المسلسل من أحلى ما كتب «محفوظ»، وتمت ترجمته، نعود للارتباط حيث فوجئت بقول «محفوظ» لى: ما تتجوزينى؟، قلت له: لا، أنا عندى تجربة سابقة وعايزة أتفرغ للفن ومش عايزة أتجوز، وعندى بنت، فقال لى: أنا زيك بحب الفن وعندى ولد وبنت، فكّرى، وفعلا فكرت فى الأمر فترة كبيرة، وبعد مرور سنة كان مسلسل آخر وهو «الكتابة على لحم يحترق»، وكان رائعا، وروحنا نصور فى تونس، وهناك كرر طلبه ووافقت، كنت وثقت فيه وفى احترامه للمرأة وفكره عنها، وإنه مش هيفرض نفسه ويكون «سى السيد» واتجوزنا فى تونس وإحنا بنصور «الكتابة على لحم يحترق» وبعتنا جبنا بنتى وأولاده وقضينا فترة التصوير، وبعت لوالدى تلغراف بلّغته، وبارك هذه الخطوة فى عام 1983، و«عبدالرحمن» علمنى كتير قوى.
■ وماذا عن بداية سميرة عبدالعزيز الفنية؟
- كنت من صغرى بمثّل فى المدارس والجامعة وحصلت على كأس التمثيل من جمال عبدالناصر، فكان اهتمامى بالفن أكثر من أى شيء، ومحفوظ قال لى:«إذا لم تحترمى فنك ونفسك محدش هيقدرك»، وكان لى أب ومعلم، فكان شخصية غنية، عبقرية فى الكتابة، وطنية جدا لأقصى حدود الوطنية، أب حنون، أولاده طبعا اتربوا معايا لمدة طويلة، وبعدين انفصلوا عن والدتهم ومازالوا أولادى، كنت بقول دايما عندى تلات أولاد مش واحدة.
■ كيف كان «عبدالرحمن» فى المنزل؟
- كان زوجًا عصريًا مش «سى السيد»، حد كتب عليه اللقب ده، قلت لأ أبدا عمره ما قام بهذا الدور، بالعكس رقيق، وأحضّر له فنجان القهوة، يقول لى «بنفسك»، فكان يحترم المرأة وراقيًا فى تفكيره وفى معاملاته مع الناس مع الحفاظ على تقاليدنا، ولا يسمح أن أرتدى ملابس عارية حتى فى التمثيل أو غيره، وأنا كنت كده بطبعى، وكنت أحترم آراءه كلها وأتجاوب معها، وفى البيت المعاملة كانت شديدة الاحترام، عمره ما قال كلمة مسيئة، أو تعصب علىّ مثل كثير من الأزواج فى أى موقف، وكان دايما يقول: «أنا كنت من غيرك أعمل إيه؟».. وكانت هذه الجملة كثيرة التردد على لسانه، وبقيت أنظم له ورقه وحياته، هو نظامى فى شغله بس، لكن مكتبه لأ، فكنت أقوم بالدور ده، 35 سنة عمر ما حد زعل من التانى، كان فيه تفاهم، ولذلك أقول إنه لكى يكون الزواج ناجحا فلا بد أن يكون التفاهم أقوى من الحب، وطلعنا بالصدفة بنحب الفن والسفر، ولوجود التفاهم بيننا، كانت الحياة ممتعة، وستظل ذكراه الجميلة باقية.
■ هل أثر ارتباطكما على أعمالكما الفنية المشتركة؟
- اشتركنا فى أعمال فنية عديدة، منها «أهل الهوى»، «ليلة سقوط غرناطة»، «عنترة»، «أم كلثوم»، لم يحدث أن تدخل «عبد الرحمن» لصالحى على حساب العمل الفنى، وكنت أطلع على العمل الذى يكتبه قبل عرضه على المنتجين قبل ارتباطنا، وبعد الزواج غالبا لم أكن أطلع على العمل مكتوبا، باستثناء مسلسل «أم كلثوم»، وأديت دور والدة كوكب الشرق، وكنت فرحانة جدا لأنى من عشاق أم كلثوم وبدأت أراجع كل شيء عنها وعن والدتها، ومين الست اللى كانت ملازماها طول حياتها، اسمها الست إحسان، عاشت مع أم كلثوم 40 سنة، وحضرت معها تصوير كل الافلام، والتقيت بها وحكت لى كل حاجة، فكنت بقوم بحركات معينة فى الأستوديو، والحمد لله بعد أول يوم كلمتنى حفيدة أم كلثوم، «نادية الكاشف»، قالت لى: «أنا النهاردة شفت ستى فاطمة»، وقلت لها: «ده وسام على صدرى»، وأهدتنى إيشاربين لأم كلثوم: واحد كانت بتمشى بيه على النيل، والتانى بتغنى بيه ومازلت محتفظة بهما.
■ ما صحة ما أثير مؤخرًا حول زواج أم كلثوم سرًا؟
- كذب، محفوظ لم يكن جبانًا حتى يطلب من صحفى أن يُعلن ذلك بعد مماته كما ادعى، فهو قبل أن يبدأ فى تجسيد شخصيتها جلس مع كثيرين، والذين بدأوا يتوافدون عليه لإعطائه معلومات، منهم من قال إنهما تمت خطبتهما ولم تكتمل، وكل له قصته، لكنه كان يرفض أن يستند إلى أى وقائع دون سند حقيقى، وكان يتحرى الدقة حتى تخرج فى العمل معلومات موثقة، وهذا الصحفى غرر بطيبة قلب محفوظ وتلقائيته، ولكن هل من ميثاق الشرف الصحفى أن يقول المصدر لا تنشر ويقوم بنشرها وسأتخذ الإجراءات اللازمة، وتحدثت مع مكرم محمد أحمد، وأطالب نقابة الصحفيين بالتحقيق فى هذه الواقعة، وبمنع نشر أى أخبار غير صحيحة.. وبالنسبة لتجسيد العمل، فهو كان محبا لأم كلثوم ولكل شخصية كان لها رصيد وتاريخ يُحتذى به.
■ كيف كانت علاقة «عبد الرحمن» بالفنان الراحل أحمد زكى؟
- أحمد زكى كان دائم الزيارة لمحفوظ، ومن الفنانين الذين يعشقون كتابته، فأتذكر أنه فى ذات صباح وجدت جرس الباب يرن لأجد من يشبه جمال عبدالناصر أمامى، صُدمت، وبعد برهة من الوقت وجدته أحمد زكى يتقمص دور «ناصر» بالزى العسكرى، حتى يُقنع محفوظ ويشجعه بالإسراع فى كتابته ليقوم بتجسيده، وفى كل مرة يفعل ذلك، ففعلها فى «حليم» أيضًا، حيث حلق شعره بنفس طريقة الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، حتى يحث «محفوظ» على كتابة العمل.
■ كيف كان رد فعله تجاه إصرار أحمد زكى حتى يكتب له فيلم «السادات» رغم أنه «ناصرى»؟
- لم يكتب له بالفعل «السادات»، وكان أحمد زكى محبًا لقلم محفوظ، لذا كان يطالبه بذلك، ولكنه لم يستطع تحقيق ذلك، وأحمد زكى كان من النادر أن يتحمس لأدوار إلا إذا أحس نفسه بها أو لمح نجاح الدور، فكان يتذوق كتابة «محفوظ».
■ هل كانت هناك شخصيات أخرى يريد تجسيدها؟
- كان يرفض تجسيد شخصيات على قيد الحياة، وبالفعل، عرض عليه كثيرون ذلك، ومنهم من دول عربية بهدف الكتابة لشخصيات عامة وتجسيدها فى عمل فنى ملىء بالإنجازات، فكان يرفض لأنه مؤمن بأن تجسيد دور شخص يكون بعد وفاته، حتى يكون أعطى رصيدًا من الأعمال التى يتم إبرازها وإلا سيكون ذلك تملقًا، ولكن هناك شخصية نسائية كان يتمنى تقديمها وهى «حتشبسوت» كتب ملخص العمل وأخذه المخرج حسنى صالح تمهيدا للتعاقد، لأنها كانت شخصية ثرية بالمعلومات، وحياتها مليئة بالكثير الذى يمكن أن يقدم للمجتمع، فكان يحب الكتابة عن الشخصيات التى قدمت وأعطت تاريخًا مليئا بالإنجازات.
■ كيف كان يرى المشهد السياسى فى مصر بعصوره المختلفة؟
- فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان محبًا له ويقدره، لكنه لم يكن ناصريًا فى ذلك الوقت، فكان الأمر عاديًا بالنسبة له إلا بعد تأميم قناة السويس، فتحول إلى عاشق لـ «ناصر» بسبب هذه المرحلة وخطورتها وما قدمه خلالها، حيث اعتبر تأميم قناة السويس كبناء الهرم.
■ وبالنسبة لثورتى 25 يناير، و30 يونيو، كيف رأيتهما والراحل؟
- رأيناهما مكملتين لبعضهما البعض، وأعتقد أن الرئيس عبدالفتاح السسيسى أنقذ مصر من خطر كبير، وكنا دائمًا نقول يكفينا أننا فى مأمن، وأن أفراد الدول التى ساءت حالتها سياسيًا تعيش داخل مصر فى أمان.
■ وماذا عن فترة حكم جماعة الإخوان؟ كيف كان يراها وقتذاك؟
- محفوظ كان معروفًا بأنه لا يحب الإخوان، لأنهم أبعد ما يكونون عن الدين الحقيقى السمح الذى أساسه البعد عن الأهواء الشخصية، وهم بعيدون عن تلك الأشياء ويبتدعون أشياء بهدف أهوائهم وأهدافهم والوصول للسلطة.
■ كيف ترين «التصنيف العمرى» سواء فى الدراما أو السينما؟
- بالفعل، يتم تطبيقه فى الخارج وتحت آليات معينة، وهى أن الأعمال فوق السن تُعرض فى وقت متأخر من الليل، حيث من الطبيعى فى هذا الموعد يكون الأطفال نائمين، ولكن لدينا فى مصر من الصعب تنفيذه، لأن أولادنا يسهرون حتى الصباح، وهذه طبيعة لدينا، ليس كل ما يُنفذ فى الخارج من الممكن تطبيقه على أرض الواقع فى مصر، لأن كل مجتمع وله خصائصه.
■ كيف كان دور نقابتى المهن التمثيلية والسينمائية فى حماية أعضائهما؟
- لا يزال دورهما جيدًا، وهما فى النهاية كيانان حكوميان، وليس لديهما الأموال الطائلة، وفى حالة محفوظ عبدالرحمن لم تبخلا بشيء، وأندهش كثيرًا من أن هناك حالات فى غنى عن دعم الدولة وتطالب بالسفر والعلاج على نفقة الدولة.
■ من هم أصدقاء «عبدالرحمن» المقربون؟
- عباس أرناؤوط من الكويت، ولم يكن يمر يوم إلا إذا تحدثا سويًا بالساعات، فكان بالفعل صديقه وقاما معًا بالكثير من الأعمال، ومن الوسط الفنى سميحة أيوب، فهى الأخت المقربة لنا، كما كان الراحل محمد وفيق.
■ كيف كانت أحاديثه فى الأيام الأخيرة؟
- كان دائما ما يردد اسم والدته، وينادى عليها، وذات مرة نادى علىّ وقال لى: «يا فاطمة»، وحاولت المزاح معه فقلت له: «أمك الأولى أم الثانية»، فرد: «أنت أمى فعلا»، فكان دائما ما يتذكر أمه وكأنه يحدّثها فى آخر أيامه.
■ ما الذى يميز مسرح «عبدالرحمن»؟ وكيف كان يرى الوضع الحالى به؟
- المسرح كان العامل المشترك بيننا، فكنا نتقاسم حبه وعشقناه، فكل أعماله تتميز بأنها تقدم رسالة وتطرح أفكارًا تنويرية، وأعتقد أن مسرحه له مذاق خاص.
■ ماذا كان رأيه فى ما يقدمه شباب «مسرح مصر»؟
- بالطبع كان رافضًا ذلك، لأنه كان لديه باع كبير فى عالم المسرح، الذى تربى عليه، فلم يكن يقتنع بكل ما يقدم فى الوقت الحالى، لأنه لا يقدم رسالة، فكان مؤمنًا بأن كل ما يتم تقديمه يجب أن يكون له هدف ورسالة تربوية أو تاريخية موجهة للمشاهد وترجع بمردودها من خلال تغيير المجتمع إلى الأفضل، ولكن ما يقدم حاليًا كان يغضبه ويثير حزنه على ما تبقى من الزمن الجميل، كان دائما يقول «المسرح كلمة وليس تهريجا»، فكل المسارح التى تقدم هزلاً لا يعتبرها مسرحا.
■ ماذا عن مشروعاته التى لم يستكملها؟
- أعتقد أنى رأيت مسرحية كان يعدها، وعندما أقرأها أعتزم تقديمها، وهناك بعض الكتابات التى كان يشرع فى استكمالها، وهى موضوع مسلسل «حتشبسوت»، واكتشفت أنه يحاول الكتابة عن الدكتور الراحل نصر حامد أبوزيد، ولا أعرف إن كان هذا العمل مقالا أم عملا فنيا أراد «عبدالرحمن» كتابته عن «أبوزيد» بعد أن تم تكفيره، وفرقوا بينه وبين زوجته، وهاجر إلى هولندا، وما كتبه تضمن معلومات عن «أبوزيد».
■ كيف كان يرى الكاتب الراحل المشهد الفنى الحالى؟
- محفوظ كان مستاء جدًا لما وصل إليه الفن بشكل عام، فعندما كنا نجلس سويًا يغضب ويردد: «هل هذا فن، أين مخارج الحروف التى كان يتقنها الفنانون قديمًا؟»، فكان دائم الاستياء من نطق معظم الفنانين بالطريقة العشوائية وغير الواضحة، وأنه كان يجب عليهم إتقان مخارج الحروف، بالإضافة إلى الأغانى التى كانت تقدم، فكان يرى الحال يسوء فى المشهد الفنى.
■ هل أثنى الكاتب الراحل على أحد الفنانين الجُدد؟
- لم ير أن هناك من لفت نظره سوى هيثم زكى، حيث قال فى ذات مرة عنه «هذا الولد مميز ومختلف، ولكن يجب أن يتم تقديمه بشكل مدروس»، فكان يحس أن «هيثم» لديه طاقة ويختار أعماله، حيث إنه لا يظهر كثيرًا ولكن يجب أن يجد من يقدمه بالطريقة الصحيحة.
■ كيف كان يرى أعمال الفنان محمد رمضان؟
- كان يحب أن تقدم الأعمال قدوة ورسالة، ولكنه رفض تقديم «رمضان» بعض الأعمال، حيث إنه يرفض العنف فى المشاهد الفنية، ويعتبرها تخريبا للشخصية المصرية، سواء من «رمضان» أو غيره.
■ ما الذى كان يتمناه بشكل عام ومهموما به؟
- كان يتمنى أن يعود المجتمع كما كان عليه من قبل بروحه السمحة وضوابطه الأخلاقية، وأن يعلم الشباب أن بلادهم الملاذ الوحيد لهم والأهم، وأن يعود الفن إلى سابق عهده دون احتكار المنتجين الأعمال التى هدفها هدم المجتمع، وأن تقوم الدولة بدورها تجاه الفن الجاد والهادف، والعمل على إنتاج الأعمال الفنية حتى يتنافس على ذلك المنتجون.