x

هنا «صول»: مؤتمر شعبى ينهى «الفتنة».. وأهالى القرية يهتفون: « مصر.. إيد واحدة»

الأحد 13-03-2011 19:46 | كتب: محمد السنهوري |


طرق غير ممهدة تعتليها لافتات كثيرة تدعو إلى الوحدة الوطنية، شوارع ضيقة تملؤها دبابات ومدرعات تابعة للقوات المسلحة، منازل لا تتجاوز الطابقين. مشاهد الحياة الإنسانية تبدو طبيعية، فالأطفال يملأون الشوارع لهواً، والنساء يراقبن من بعيد، المحال التجارية مفتوحة، ولا ملامح لأى مظاهر عنف. هكذا وجدت «المصرى اليوم» شوارع قرية صول، التابعة لمركز أطفيح، بمحافظة حلوان، التى شهدت الشرارة الأولى لفتنة كادت تعصف بوطن لم يهنأ بعد بثورة اندلعت لتطهيره من كل ما يسىء إليه.


القرية التى طالما تميزت بهدوء وسلام جمع قطبى الأمة من مسلمين وأقباط يمكن القول إنها تعيش «حالة ترقب» فى محاولة لاستيعاب الأحداث التى شهدتها البلدة الصغيرة. «مش عارفين الحكاية اتطورت بالسرعة دى إزاى؟».. هكذا تساءل أحمد فتح الله، أحد أهالى القرية، الذى تحدث عن «أصل» الحكاية، التى لخصها فى قصص كانت تُروى عن علاقة آثمة بين شاب مسيحى وفتاة مسلمة، انتهت عندما قرر ابن عم الفتاة الانتقام منها، وهو ما قابله الأب بالرفض، لتكون الخاتمة مأساوية بمقتلهما. ومن هنا كان «الغضب» والرغبة فى الانتقام من الشاب المسيحى الذى كان سبباً مباشراً فى مقتل اثنين من عائلة الفتاة المسلمة. تم دفن الرجلين، وأثناء عودة الآلاف من المقابر، هتف أحدهم «هاتوه من الكنيسة»، فى إشارة إلى الشاب. توجهت الجموع إلى حيث يظنون الشاب مختبئاً، فلم يجدوه، ولكن شائعة أخرى انتشرت عن وجود أعمال سحر لمسلمين وقائمة بكشوف أسماء مسلمين وأمهاتهم، عثر عليها الشباب الغاضبون داخل الكنيسة، لتشتعل النيران بعدها فى مبنى كنيسة الشهيدين مارجرجس ومارمينا بالقرية، ويقوم عدد منهم بتحطيم عدد من جدرانها.


خوف الأقباط من تطور الأمور إلى الاعتداء عليهم دفع بعضهم لمغادرة القرية «والله جارى المسيحى إدانى مفتاح بيته علشان آخد بالى من داره وهو مش موجود».. قالها مصطفى عبدالخالق، أحد أهالى القرية، موضحاً أن ما حدث لم يكن سوى «واقعة» تتعلق بالشرف، تم تصويرها على أنها فتنة طائفية. وأضاف مصطفى: «الموضوع ده أصلاً من شهور.. وإحنا أهالى وكلنا عارفين بعض»، مشيراً إلى أن «وجوهاً غريبة عن القرية» انتشرت بها قبل الحادث بأيام، وحاولت «تسخين» الشباب المسلمين.


تدخل الشيخ محمد حسان أنقذ الموقف، بحسب عدد من الأهالى المسلمين «الراجل ده شعبيته هنا كبيرة والناس بتثق فيه، وكفاية إنه هيطبّق شرع ربنا». اجتماع «حسان» وعدد من الشيوخ مع شباب القرية المسلمين، الأربعاء الماضى، بالتنسيق مع القوات المسلحة، طلب خلاله «حسان» من الشباب إخلاء الكنيسة، وإعطاءه فرصة لاستطلاع «رأى الشرع» فيما حدث، وبالفعل نفذ الشباب مطالب الشيخ، بينما شدد «حسان» على عودته خلال 48 ساعة، للتوصل إلى حل نهائى للأزمة.


وهو الحل الذى أعلنه «حسان» بالفعل، تحت إشراف القوات المسلحة، وموافقة قساوسة الأقباط، السبت، فى مؤتمر شعبى، حيث قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة إعادة بناء كنيسة «صول» فى مكانها وبنفس المساحة، على نفقة القوات المسلحة، وبإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، اعتباراً من صباح الأحد. وشدد «حسان»، الذى شارك فى اجتماع مغلق تجاوز الـ3 ساعات، مع عدد من علماء المسلمين ومجموعة من القساوسة، ومدير أمن حلوان، ومندوب عن وزارة الدفاع، قبل انعقاد المؤتمر، على أن الإسلام دين عدل ورحمة، يحرم الظلم.


وطالب «حسان» بعودة الأقباط الذين خرجوا من بيوتهم بالقرية، مشيرا إلى أن المسلمون «كانوا ولايزالون حراساً لمنازل إخوانهم»، ووجه دعوة إلى المسلمين والأقباط بالعمل لمصلحة البلاد العامة والخروج من هذه الأزمة.


وبمجرد انتهاء المؤتمر، غادر الأهالى المكان، بعد أن هتفوا «مصر.. مصر.. إيد واحدة» و«الجيش والشعب.. إيد واحدة»، وبدأت القوات المسلحة بشكل رمزى العمل على إعادة بناء الكنيسة، استعداداً للبدء الفعلى، الأحد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية