«ولادنا ماتوا من الجوع والعطش» بهذه الكلمات بدأ أهالى ضحايا الهجرة غير الشرعية فى ليبيا بعدد من المحافظات، منها الدقهلية وأسيوط والمنيا يتحدثون عن رحلات هلاك أبنائهم، بعد أن ابتلعتهم الصحراء، عقب نشر أنباء العثور على جثامين 16 من الضحايا بالقرب من واحة جغبوب جنوب طبرق فى الصحراء الليبية، ونشر أسماء الضحايا وصور جوازات سفرهم والمحافظات التى ينتمون إليها.
فى أسيوط، سادت حالة من الحزن بين أهالى مراكز ديروط والقوصية ومنفلوط مسقط رأس الشباب عقب نشر صور جوازات سفرهم وبطاقات الرقم القومى لكل من «محمد سعيد سيد سعيد»، 37 سنة، من قرية باويط بديروط، و«أبوالحسن أحمد»، 34 سنة، من قرية بنى رافع مركز منفلوط، و«هانى مصطفى عبدالحميد محمد»، 23 سنة، من قرية الأنصار، التابعة لمركز القوصية.
وأكد أقارب الضحايا أن ما يعلمونه حتى الآن مجرد أنباء تتردد على مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية على الإنترنت ولم يقم أحد من الجهاز التنفيذى بالمحافظة بنفى أو إثبات صحة الخبر.
وقال أشرف كمال، من أهالى قرية بويط بمركز ديروط، إن أهالى الشاب «محمد سعيد» لا يعلمون حتى الآن بهلاك نجلهم فى الصحراء، مؤكدين أن الأنباء بدأت تنتشر داخل القرية من خلال مواقع التواصل الاجتماعى.
وأضاف «أشرف» أن الضحية سافر بصحبة رفاقه إلى ليبيا للبحث عن لقمة العيش، نظراً لضيق فرص العمل فى المحافظة ولمساعدة أهله على الحياة المعيشية الصعبة.
وذكر محمد عبدالسلام، أن أبوالحسن أحمد طوخى، أحد الضحايا سافر إلى ليبيا فى نهاية شهر يونيو فى أعقاب عيد الفطر وبصحبته 14 شخصاً آخرين، من بينهم 5 من قرية بنى رافع مركز منفلوط وانقطعت أخبارهم حتى فوجئنا بانتشار خبر هلاكه فى الصحراء ولا نعلم شيئاً عن مصير الآخرين.
وطالب عدد من أهالى المتوفين، المسؤولين باتخاذ إجراءات لإعادة جثامين ذويهم لدفنها بمسقط رأسهم.
وفى الدقهلية، اكتست قرية ميت زنقر، التابعة لمركز طلخا بالسواد والحزن، عقب الإعلان عن مصرع «محمد إبراهيم عبدالعاطى الشحات»، 29 سنة، عامل زراعى، أحد أبنائها فى ليبيا أثناء توجهه فى رحلة هجرة غير شرعية لإيطاليا.
وانطلقت أصوات الصرخات والعويل بمنزل الضحية وسقطت والدته مغشياً عليها عقب علمها بالخبر، ودخل والده فى نوبة بكاء هيستيرى، وهو يقول «شهرين معرفش عنه حاجة قالى يا ابا هسافر علشان أجوز إخواتى البنات واتجوز وكنت قلقانا عليه ومش عارف طريقه وكان عندى أمل أنه يرجع لنا بخير، لكن النهارده عرفت أنه مات جعانا وعطشانا النهارده بس انكسر ظهرى من بعده».
وتابع باكيا «محمد هو ابنى الوحيد وله اختان بنات وإحنا على قد الحال وكان بيشتغل باليومية ويساعدنى واستدان علشان يسافر زى الشباب اللى سافر، لكنه مات فى الصحراء غريب ودفنوه هناك واتحرمت حتى من إنى أزور قبره».
وفى المنيا، سيطرت، حالة من التوتر والقلق على أهالى قرى منشية اليوسفى، وصندفا، ببنى مزار، وقريتى السوبى، ودير سمالوط، بمركز سمالوط، عقب إعلان وفاة 6 من أبنائهم عطشاً، بمنطقة جعبوب الليبية، أثناء الهجرة غير الشرعية للعمل بالأراضى الليبية
وكشف محمد أبوالمجد، وعلى حسب الله، من أهالى القرى، عن سفر أبنائهم فى ثانى أيام عيد الفطر، بطريقة غير شرعية، مؤكدين أنهم فشلوا فى التواصل معهم منذ سفرهم، وأنهم تلقوا اتصالات تليفونية من بعض الأشخاص، بالحصول على مبالغ مالية لإعادتهم إلى مصر.
وأكدوا لجوئهم إلى السلطات ووزارة الخارجية المصرية، وعدد ووسائل الإعلام دون التوصل إلى مكانهم، وأنهم حتى الآن لا يعلمون مصير أبنائهم، وقد علموا بالوفاة من الإعلام.
وأضاف أنه تم التعرف على هوياتهم المصرية من جوازات سفرهم وبعضهم الآخر من بطاقات الرقم القومى وهم تامر محمد بدوى حافظ سمالوط المنيا، وهانى مصطفى عبدالحميد، القوصية، أسيوط، مواليد 1994، وإبراهيم خليفة أحمد محمد من المنيا مواليد 1991، وأحمد عاطف سعد عبدالرحيم من المنشأة بسوهاج مواليد 1998، ومحمد سعيد سيد سعيد ديروط أسيوط مواليد 1980، وحسن على أحمد أحمد الجزيرة الخضراء التل الكبير، وضاحى عثمان عثمان سمالوط المنيا، ومحمود عبدالعليم عزوز معوض الفيوم مواليد 1995 ومحمد إبراهيم عبدالعاطى الشمات ميت زنقر الدقهلية، وعمرو جمال أحمد سيد بنى مزار المنيا مواليد 1994، وسعيد صلاح سعيد محمد بنى مزار المنيا مواليد 1984 وهناك جثة مصرى من أسيوط لم تتبين بياناته، وتؤكد مصادر أن عدد الجثامين المصرية 16 ولم يتم التمكن من التعرف على 3جثث أخرى.
وتعد الواقعة هى الثانية خلال شهرين، حيث تم العثور على 48 جثة مهاجر مصرى غير شرعى لقوا مصرعهم فى الصحراء الليبية، مابين منطقتى إجدابيا وطبرق شرق ليبيا قبل شهرين.
وفى الإسماعيلية، سادت حالة من الحزن فى عزبة الجزيرة الخضراء بقرية أبوعياد، التابعة لمركز التل الكبير، على فراق 3 من أبنائها خرجوا يبحثون عن لقمة العيش وتركوا ورائهم منازل يخيم عليها الحزن إلى آخر العمر وأولاد أيتام، بعد أن خرج أباؤهم للحصول على لقمة عيشة كريمة لهم.
قال محسن غنايم، 30 سنة، تاجر ابن العم الضحية حسن على أحمد غنايم، إنه خرج بعد عيد الفطر بثلاثة أيام متجها للبحث عن فرصة عمل بليبيا حيث وبصحبته إثنين من أبناء عمومتى هما «رضا لطفى غنايم»، 35 سنة، متزوج ولديه طفلان، الذى لقى مصرعه أثناء محاولة الوصول إلى ليبيا، لكنهم هلكوا فى الصحراء جوعاً وعطشاً، و«محمود حسين غنايم»، 28 سنة، متزوج ولديه طفلان مفقود حتى الآن ولا نعلم عنه شيئًا، منذ 70 يوماً.
وحاولت «المصرى اليوم» التحدث الى نجل المتوفى أو زوجته، ولكن أصابتهم بصدمة شديدة ولا يستطيعون التحدث، حزنا على فقد عائل الأسرة الوحيد.