تصاعدت أزمة «الرباعى العربى» مع قطر على مدار الأيام الماضية، بعد رفضها الاستجابة لمطالب الدول الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) الخاصة بوقف دعم الإرهاب، وهو ما دفع الدول الأربع إلى إصدار بيان، أمس الأول، أعلنت فيه أن تنفيذ المطالب يجب ألّا تسبقه أى شروط، فيما أوضحت الكويت أنها مستمرة فى جهودها من أجل حل الأزمة القطرية.
وشدد عدد من الدبلوماسيين السابقين على أنه لا مخرج لحل أزمة قطر إلا بحوار حقيقى بين جميع الأطراف مباشرة، لحسم عدد من الأمور، وأشاروا إلى أن الغرب بشكل عام يتعامل مع الأزمة من منطلق المصلحة التى تربطه بجميع الأطراف، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.وقال السفير محمد الشاذلى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن أزمة قطر لا بديل لها سوى الحوار، مشيراً إلى أن الأمور تم تصعيدها بشكل مبالغ فيه، والدول الأربع تعاملت بشكل مندفع مع الأزمة، على حد قوله.
وأضاف «الشاذلى»: «أمريكا تلعب على جميع الأطراف، فهى لا ترغب إلا فى تحقيق مصالحها فقط من جميع الأطراف، وهو ما ظهر بشكل واضح فى تعاملها مع مصر فى الأيام الماضية، وتغيُّر لهجتها بعد قرارها الأخير بتخفيض المعونة، بحجة تقصير مصر فى مجال حقوق الإنسان».
وقال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الهدف الأساسى الذى تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية هو التوجه نحو المفاوضات.
وأضاف «رخا»، لـ«المصرى اليوم»، أن الوسيط أصبح دوره متجمداً، ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى محاورة جميع الأطراف، والتساؤل هنا: هل يتم عمل اجتماع عاجل بين دول «التعاون الخليجى» لحسم الأزمة، خاصة أن الكويت لم تغير موقفها، والتزمت الحياد؟. وأشار إلى أن قطر رفضت جميع المحاولات، خاصة بعد تصريحات وزير خارجيتها محمد بن عبدالرحمن آل ثان، أمس الأول، والتى أكد فيها أن المطالب الـ13 التى طرحتها الدول المقاطِعة الأربع على الدوحة تمس سيادة قطر، مطالبا بالتراجع عن كل الإجراءات التى اتُّخذت ضد قطر. ولفت محمد الشاذلى، الكاتب والمحلل السياسى، إلى أن الاتصال الهاتفى بين الجانبين السعودى والقطرى هو إحدى الطرق لحل الأزمة والمساعدة على إنهائها، رغم التصعيد الكبير حاليا، خاصة بعد تصريحات أمير الكويت عن نجاح وساطته فى منع التدخل العسكرى، رغم نفى السعودية وتأكيدها أن الخيار العسكرى لم يكن مطروحا.
وقال: «المؤسف فى الأمر هو تصريحات قطر بأن الاتصال جاء بناء على تنسيق من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، رغم نفى الجانب السعودى، وهو ما يُظهر قطر على أنها اضطرت للاتصال بضغط من الرئيس الأمريكى».
وأضاف «الشاذلى» أن مطالب دول المقاطعة منطقية، وتنحصر فى طلبين فقط، أولهما خطاب قطر الإعلامى، والثانى إيواء عناصر من القيادات الإخوانية، ثم تتفرع منهما باقى مطالب المقاطعة، وبحث قطر عن دور بتدخلها فى الشؤون الداخلية للدول العربية والتقارب مع إيران، رغم فشلها فى القيام بهذا الدور، وهو ما وضح فى القضية الفلسطينية وأزمة دارفور وتدخلها فى «الربيع العربى» ما أثر بالسلب على علاقتها بالدول العربية الأخرى.