عُرف بأنه حَكاء المهمشين، ومؤرخ الطبقة المطحونة في المجتمع المصري. كتب عن الريف والفقراء والعبودية، عن القاهرة وشوراعها، عن المثقفين والتعذيب.
اليوم ذكرى وفاة واحد من أشهر الروائيين العرب، خيري شلبي. خضعت رواياته وقصصه للبحث في مختلف المواقع والصحف والمجلات الثقافية على مدار سنوات، هو نفسه حلل ما كتب في برامج تليفزيونية. في ذكرى رحيله، التي توافق 9 سبتمبر 2011، نرصد بعض اعترافات صاحب «زهرة الخشخاش» في قضايا وأشخاص عدة.
1- أنور السادات
موقفه من الرئيس الراحل أنور السادات كان عنيفاً. صاحب «الوتد» تطرق لفترة حكم السادات في روايات عدة، في «ثالثنا الورق»، انتقد سياسة الانفتاح، وتكوين ثروات ضخمة لم تشهدها مصر من قبل، وتكوين إمبراطوريات اقتصادية ضخمة بسبب أنشطة مشبوهة، جسّدها البطل حسن أبوضب. في «بغلة العرش» تحدث عن الطرق المشبوهة التي أتاحتها سياسة الانفتاح لتكوين الثروات. في «صحراء المماليك» أشار إلى سياسة السادات التي فتحت الباب للمنتفعين الذين استغلوا السلطة في تكوين ثروات طائلة.
كان صاحب «صالح هيصة» خصماً للسادات، لا يحبه، ويراه حاكماً فتح الباب أمام الفساد. هذا الموقف تغيّر في الألفية الثالثة. في حوار تليفزيوني، قال «شلبي»، إنه لم يكوّن رأياً موضوعياً عن السادات بسبب الغوغائية السياسية التي تعيش فيها مصر في كل الأزمنة، يعترف بأنه تفحص حياته بعد ذلك، واكتشف أنه «صاحب خطاب، وكاريزما سياسية، ولديه تاريخ نضالي ربما لا يوجد عند جمال عبدالناصر. رجل سياسي حقيقي، لا يجب إغفال دوره في استرداد سيناء».
2- الإخوان المسلمين
الإخوان المسلمين في نظر الحكّاء الأشهر في الأدب المصري، خصمه دوماً، هو يرفض الحكم الديني على خط مستقيم، يُصيبه الرعب حينما يتطرق الدين للسياسة. رَحل قبل صعود الإخوان للسلطة، قبل أن يرى ديكتاتوريتهم، لكنه توقّع في 2011 ماذا سيحدث لو وصل التيار الديني للحكم، وفي «صحراء المماليك»، توقع صعود الجماعة حينما قال إن بديل نظام يوليو التيار الديني: «سنواجه ديكتاتورية أكبر من ديكتاتورية مبارك لو تمكن التيار الدينى من الحكم، حيث من يخالف الجماعة الرأى سيكون حينئذ قد خالف الدين والشريعة».
3- ثورة يناير
ثورة يناير كانت في عيون «شلبي» مرحلة جديدة لمصر، كانت ثورة ضد النظام الذي صنعه ثورة يوليو، لكنه كان مستاءاً من عدم وجود قائد لها، هي في نظره أشبه بمولود لا يعرف أحد من أباه: «نظرياً من الممكن أن نقول إننا بدأنا في مصر مرحلة جديدة، لكن عمليا نحن لم نفعل شيئا. الخوف أن تفقد الجماهير العريضة إيمانها بالثورة، خاصة مع وجود قوى جبارة تريد دفع الشعب المصرى إلى الكفر بالثورة».
4- ثورة يوليو
هو واحد من الجيل الذي بَارك حركة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952، آمن بجمال عبدالناصر، ومشروعه الاقتصادي، قبل أن يُصدم بهزيمة ساحقة للجيش المصري في سيناء عام 1967: «أعترف بأننى مع جيلى خُدعت في ثورة يوليو، فقد خدرتنا الثورة، ورغم وجود شواهد تدل على قدوم النكسة فإننا تغاضينا عنها، وبحدوث النكسة ظهرت مساوئ الثورة الحقيقية، وثورة عبدالناصر دمرت كرامة المواطن وأضعفت روح المواطنة».
5- الدُعاة الجدد
تعجب من جماهيرية الدعاة الجدد أمثال عمرو خالد، هم في نظره ممثلون، لهم تطلعات طبقية، يتحدثون من كتب تراثية مليئة بالخرافات، وعَاب على الفضائيات التي تسارعت على استقطابهم.
6- الحشيش
لم يخش المجتمع، اعتراف بتعاطيه الحشيش، له رأي خاص في ذلك المُخدر: «جلسات الحشيش تشبّه جلسات الذكر من حيث الانسجام والتوّحد، وتزيب الفوارق الطبقية والإنسانية بين البشر، وكأنها توّحد بينهم». كتب عنه في روايات عدة، ووصف حياة الحشاشين وثقافتهم، مثل «وكالة عطية، موال للبيات والنوم، ونسف الأدمغة»، لكنه في «صالح هيصة» حكى عن «غُرز شرب الحشيش»، ورصد ما يقرب من 60 غُرزة في شارع واحد فقط.