فى حى قاسم باشا، أفقر أحياء إسطنبول، ولأسرة فقيرة وفى 26 فبراير 1954، ولد رجب طيب أردوجان وتلقى تعليمه الابتدائى فى مدرسة حيه الشعبى، وكان أثناء دراسته الابتدائية والإعدادية يبيع البطيخ والسميط، ليدعم والده فى النفقات الأسرية ثم حصل على الثانوية بتفوق من مدرسة الإمام خطيب الدينية، والتحق بكلية الاقتصاد فى جامعة مرمرة، أما عن علاقته بالسياسة فقد بدأت منذ كان عمره 15 عاما تحديدا فى 1969، وكانت بدايته الفعلية مع قيادته للجناح الشبابى المحلى لحزب «السلامة أو الخلاص الوطنى»، الذى أسسه أستاذه نجم الدين أربكان، ثم أغلقت الأحزاب فى تركيا عام 1980 جرّاء انقلاب عسكرى،
وبعد عودة الحياة الحزبية انضم إلى حزب الرفاة فى 1984 كرئيس لفرع الحزب الجديد ببلدة بايوجلو ثم صار رئيس فرع الحزب فى إسطنبول عام 1985، ثم عضوا فى اللجنة المركزية فى الحزب ثم عمدة لإسطنبول، وعرف عنه نظافة اليد ورفضه الإغراءات والعمولات المالية من الشركات الغربية، وتربص به خصومه إلى أن رفع المدعى العام دعوى ضده تقول بأنه أجج التفرقة الدينية فى تركيا، بعد إلقائه شعرا فى خطاب جماهيرى من ديوان الشاعر التركى الإسلامى ضياء كوكالب وجاء فيه: «مساجدنا ثكناتنا...قبابنا خوذاتنا.. مآذننا حرابنا.. والمصلون جنودنا.. هذا الجيش المقدس يحرس ديننا»، فأصدرت المحكمة حكماً بسجنه 4 أشهر، وبعد خروجه من السجن بأشهر قليلة تم حل حزب الفضيلة الذى كان بديلا عن حزب الرفاة، فانقسم الحزب إلى قسمين: قسم المحافظين وقسم الشباب المجددين بقيادة أردوجان وعبد الله جول وأسسا حزب التنمية والعدالة عام 2001،
وخاض الحزب الانتخابات التشريعية عام 2002 وفاز بـ363 نائبا مشكلا بذلك أغلبية ساحقة ولم يستطع أردوغان ترؤس حكومته بسبب تبعات سجنه وترأسها عبد الله جول، إلى أن تمكن فى مثل هذا اليوم 14 مارس 2003 من تولى رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه، وفى حكومته عقد صلحا مع الأرمن وأذربيجان، وأعاد لمدن وقرى الأكراد أسماءها الكردية، وسمح بالخطبة باللغة الكردية، وافتتح تليفزيوناً رسمياً ناطقاً بالكردية وكانت العلاقة بين تركيا وإسرائيل آخذة فى التدهور منذ تولى أردوجان رئاسة الحكومة، وصولا لموقفه الشهير من بيريز فى منتدى دافوس بسبب حرب غزة.