قال أسامة الفرا، مسؤول ساحة غزة لدى التيار الإصلاحى فى حركة «فتح»، التابع للقيادى المفصول من الحركة، محمد دحلان، إن مصر ستكون راعيا لدعم الإمارات لغزة، موضحا أن هناك نية لإقامة محطة كهرباء فى منظقة الوحشى فى الشيخ زويد لتزويد القطاع بالكهرباء. وأضاف، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن هناك اتفاقات مع مصر لإرسال 700 طبيب مصرى كل فترة، حتى يتم معالجة أبناء القطاع ممن يعانون من عدم تحويلات طبية خارجية حتى لا تنتهى حياتهم، مطالبا الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» بأن يصحح أخطاءه مع القادة العرب، وإلى نص الحوار:
■ كونك أحد أبرز المشاركين فى محادثات القاهرة الأخيرة مع الفصائل الفلسطينية ولجنة التكافل، أطلعنا على الاتفاقات التى تم إبرامها مع القاهرة؟
- الجزء الأول إنسانيا، حيث اتفقنا على إقامة مشاريع تعليمية وصحية تخلق فرص عمل فى القطاع، واتفقنا على استقطاب 700 طبيب مصرى كل فترة زمنية حتى نحل مشكلة وفاة المرضى، إذ يشكل غلق المعبر عائقا أمام نقلهم خارجيا، خاصة فى ظل قلة الكفاءات الطبية والإمكانيات الصحية داخل القطاع، واتفقنا أيضًا على تزويد القطاع بالأدوية من خلال شرائنا لها، وبالتأكيد اتفقنا على فتح معبر رفح بشكل شبه دائم، ولكن بعد الانتهاء من الوضع الأمنى فى سيناء، كما اتفقنا على إقامة محطة كهرباء فى منطقة الوحشى فى الشيخ زويد بسيناء، من أجل تزويد القطاع بالكهرباء، خاصة أن القطاع يصل له 25 ميجا يوميا وما يحتاجه القطاع لعودة برنامج الـ6 ساعات- 50 ميجا يوميا، وهذا ما ستقدمه لنا المحطة الجديدة فى الشيخ زويد، والتى ستكون بعيدة عن مرمى نيران الاحتلال.
أما الجزء السياسى، فتحدثنا عن إحياء اللجنة العليا للمصالحة التى تم إنشاؤها فى القاهرة عام 2011، لتكون القاهرة المرجع الوحيد والرسمى لهذه المصالحة، وبالفعل باشرت اللجنة عملها من خلال 3 أشياء وهى: البدء فى معالجة دفع ديات الشهداء من الجانبين وعلاج الجرحى والأضرار التى وقعت على الجانبين، وأريد أن أوضح أن الجلسات مع المصريين تمت فى أجواء مشجعة لوضع حد للانقسام.
■ وإلى أين وصلت اتفاقاتكم مع «حماس» فى المصالحة المجتمعية وعن دفع الديات للعائلات المتضررة من صراع «فتح-حماس» 2007، وأيضًا عن المعتقلين وعودة الهاربين؟
- قدمنا طلبات لهم بالإفراج عن 15 من المعتقلين لديهم منذ الانقلاب، وتم الإفراج عن 3 قبل العيد، وجار الإفراج عن 7 آخرين، وبحث ملفات الـ5 الباقين، أما عن دفع الديات فقد بدأت من خلال زيارة بعض الأسر، ووافقت أغلب الأسر على الدية ومعالجة مصابيهم، ولكن هذا الملف شائك ويحتاج للدراسة، وحتى الآن تم استهداف 65 ألف أسرة وصرف مبلغ 50 دولارا لكل أسرة، ودفع أموال لـ600 غارم حتى لا يتم حبسهم، وعن الهاربين خارج القطاع، فهناك 550 تابعا لـ«فتح» هربوا خارج القطاع، وهناك جهود من قبل حركة «حماس»، لأن يتعاملوا مع الأمر بمبدأ ضرورة عودة الجميع للوطن.
■ ما حجم الأموال التى جمعها صندوق لجنة التكافل لتحقيق المصالحة المجتمعية، وهل دعم الإمارات مثلما سمعنا سيكون برعاية مصرية داخل القطاع فقط من أجل المصالحة، أم ستزيح الإمارات الدور القطرى من المشهد فى غزة؟
- بالفعل مصر ستكون راعية للدعم الإماراتى، وحتى الآن تم الاتفاق على أن يكون التمويل 45 مليون دولار أول 3 شهور، أى 15 مليون دولار شهريا، وعن الدور القطرى بالفعل فقد تراجع، واللجنة الرباعية العربية هى التى ستكون راعية لغزة خلال الفترة المقبلة.
■ هل تدعمون تحرك القيادة الفلسطينية فى الأمم المتحدة؟
- نحن لسنا ضد أى تحرك لصالح القضية الفلسطينية، ولكن الذهاب للأمم المتحدة يحتاج إلى مصالحة وطنية، وتنسيق مع الدول العربية، خاصة أن الرئيس «أبومازن» يوجد بينه وبين عدد من قادة الدول العربية فتور، فيجب أن يصحح علاقاته أولا بهم، ومن ثم التنسيق لتوحيد الموقف العربى من أجل القضية الفلسطينية دوليا.
■ ما الوقت المناسب لعودة «دحلان» لغزة؟ وأى دور سيقوم به؟ وهل ترى أن التقارب بينه وبين حماس سيعيق المصالحة الوطنية؟
- المصالحة المجتمعية لن تكون عائقا أمام المصالحة الوطنية، فهى وسيلة لها، فالمصالحة المجتمعية تهدف لمعالجة القضايا العالقة من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، واعتقادى أن تفاهمات القاهرة ستكون المرجع الرئيسى لأى مصالحات فلسطينية-فلسطينية مقبلة، وعن عودة دحلان للقطاع، فهو ينتظر ترجمة هذه المشاريع على الأرض فى القطاع من أجل أن تكون عودته لها قيمة، ودوره الرئيسى لن يكون فى الأمن الوقائى بل سيكون نائبا فى المجلس التشريعى الفلسطينى.