الحجاب أمر شخصى أم عام؟ هل يحق لك أن تتناول حجاب فنانة أم أن الإعلام فى هذه الحالة يتدخل فيما لا يعنيه، وسيلقى قطعا ما لا يرضيه.
قبل ساعات ارتدت الفنانة اللبنانية أمل حجازى الحجاب، مؤكدة أنها لم تعتزل، ولكنها توقفت عن ممارسة نوع فقط من الغناء لا يتلاءم مع الحجاب، كان الوداع حقا يليق بفنانة احترمت تاريخها وزملاءها لأنها أكدت، فى بيانها، أن القرار لا يعنى أبدا النيل مما يقدمه الآخرون، فهى تُقدر اختيارات الجميع.
فى نفس اللحظة كانت صورة سهير رمزى على الشاطئ، وقد وضعت قبعة على الحجاب أو لعلها قبعة فقط بدون حجاب، لأنها، على حد قولها، تحشمت ولم تتحجب، مثلما يقول حسن يوسف إنه التزم ولم يعتزل، فهو منذ التسعينيات، لم يعد يؤدى بحكم السن دور الواد الشقى، مسألة الالتزام لا تحمل أى مدلول محدد، مثل الاحتشام، المفروض أن الاحتشام والالتزام صفتان يتحلى بهما دائما الإنسان، ولكننا تعودنا على سماع مثل هذه الكلمات الفضفاضة فى معانيها حتى تسمح فى أى لحظة بالهروب منها أو إليها.
يبدو الأمر وكأن سهير رمزى لم ترتد أبدا الحجاب رغم أنها كانت محجبة فى كل الصور وكل الأحاديث التى أجرتها تؤكد ذلك، إلا أن سهير فى نفس كلمتها التى أنكرت فيها حجابها عادت وقالت إنها وضعت قبعة ع الحجاب، وإن نسمة هواء عليلة هاجمتها فى الساحل الشمالى أظهرت فقط جزءا من شعرها وهى غير مسؤولة عن التيارات الهوائية التى بطبعها منفلتة، كانت نادية الجندى بجوارها فى نفس الصورة ترتدى شورت وتضع القبعة الشهيرة، فإذا كان الدكتور زاهى حواس هو أشهر رجل فى العالم يرتدى قبعة والتى صارت مسجلة باسمه فى كل أنحاء المعمورة، على المقابل، فإن نادية الجندى هى سيدة القبعات الأولى فى الكون، ومن الواضح أنها نقلت عدوى القبعة لصديقتها فى الرحلة.
سهير رمزى عندما تحجبت قررت أيضا الاعتزال، وذلك قبل نحو 24 عاما وفى نفس اللحظة تبرأت من عدد من أفلامها، أهمها (المذنبون) الذى يُعتبر هو عنوانها السينمائى، ثم فجأة عادت قبل عشر سنوات بمسلسل (حبيب الروح) وكانت ترتدى أكثر من حجاب ملون وملابس فضفاضة فاقعة، نافست بها شعبان عبدالرحيم، وأثارت السخرية على صفحات التواصل الاجتماعى، وحقق المسلسل فشلا ذريعا، وكل تعاقداتها التى كانت قد أعلنتها توقفت بعد أن جاءت النتائج مخيبة، والغريب أن سهير البابلى فى نفس العام عادت بمسلسل (قلب حبيبة) ولاقى نفس المصير، البابلى لم تعاود الظهور الدرامى، بينما رمزى شاهدناها فى رمضان الماضى فى مسلسل (قصر العشاق) ثم فى برنامج (رامز تحت الأرض).
من الواضح أنها تريد العودة للأضواء، فلقد لطخ رامز جلال وجهها بالتراب لتنفيذ البرنامج، وسخر من ضخامة جسدها، بل أشفق على الجمل المسكين المنوط به أن ينقلها إلى موقع التصوير، إلا أنها أكدت مع وائل الإبراشى فى (العاشرة مساء) أنها سعيدة بالمقلب.
الممثل رأسماله ملامحه، ولهذا يظل الحجاب أمرا عاما وليس شخصيا، والصورة التى شيرتها لها نادية الجندى على صفحتها تمت بعد اتفاق مع سهير بالنشر، فهى من الواضح تحن للضوء وبالونة الاختبار هى القبعة، تحت القُبة شيخ، وتحت القُبعة سهير، فهل هناك من ينتظرها بالقبعة أم بدون؟!.