فرضت القوات المسلحة حصاراً حول مبنى كنيسة الشهيدين مار جرجس ومار مينا، فى قرية صول، التابعة لمركز أطفيح بمحافظة حلوان، والتى حطم مسلمون غاضبون أجزاء منها، على خلفية أزمة نشبت بسبب وجود علاقة بين شاب مسيحى وفتاة مسلمة.
انتشرت المدرعات والدبابات فى جميع أنحاء القرية، بينما تمركز أفراد من الشرطة بزى مدنى وعسكرى فى منزل شيخ القرية.
وقالت مصادر لـ«المصرى اليوم» إن القوات المسلحة لم تشرع فى بناء الكنيسة بعد، انتظاراً لنتائج الجلسة التى ستجمع الشيخ محمد حسان وعدداً من الشباب المسلمين الغاضبين الرافضين لإعادة بناء الكنيسة بعد انتشار شائعات فى القرية عن عثور عدد من الأهالى على أعمال سحر تخص مسلمين موجودة داخل الكنيسة، وكانت لافتات انتشرت فى أنحاء القرية ومداخلها تنادى بالوحدة الوطنية، وتجمع المئات من أهالى القرية بأحد المنازل فى انتظار وصول الشيخ محمد حسان، ونددوا بالأحداث التى شهدتها القرية، مشددين على أن «وجوهاً غريبة ظهرت فى القرية ساعدت فى اشتعال الأحداث»، و«تسخين» المسلمين.
فيما طالب البعض بالقصاص من الشاب المسيحى غير الموجود بالقرية الآن، والذى كان سبباً أساسياً فى نشوب تلك الأزمة من الأساس، .
على جانب آخر، طالب عدد من الشباب القبطى المعتصم أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون، منذ أكثر من أسبوع احتجاجاً على هدم كنيسة «أطفيح»، بـ«إثبات حسن النية»، لفض اعتصامهم، وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وأوضح رامى كامل، أحد قيادات الاعتصام، أن دليل حسن النية الذى يريدونه هو نزع سلاح الأفراد المدنيين من القرية تماماً. مضيفاً أن المعتصمين أعلنوا 6 مطالب منذ بداية الاعتصام.
يأتى ذلك عقب إعلان عدد من القيادات الكنسية، عن رفضهم استمرار اعتصام الأقباط أمام ماسبيرو، بعد تدخل القوات المسلحة، وتكفلها ببناء الكنيسة على نفقتها الخاصة، على أن ينتهى البناء قبيل قداس القيامة فى أبريل المقبل. والإفراج عن القس متاؤوس وهبة، المحبوس منذ 2008 فى قضية تزوير. وتأمين الجيش للعائلات المسيحية التى قررت الرجوع إلى قرية «صول» بمركز أطفيح التى شهدت المصادمات.
وطالب الأنبا موسى، أسقف الشباب، فى تصريحات للتليفزيون الرسمى، الشباب المسيحى المعتصم بفك الاعتصام والعمل بنصيحة البابا شنودة وكبار رموز الكنيسة المصرية، والبدء فوراً فى العمل الجاد جنباً إلى جنب مع إخوانهم المسلمين من أجل تحقيق تقدم مصر ورفعة شأنها، مشيراً إلى أن الدين الإسلامى أثبت طوال تاريخه حرمة هدم الكنائس فضلاً عن نصرته للأقباط على مدار العصور. واستشهد موسى بما فعله عمرو بن العاص فاتح مصر، عندما قام بعزل البطريرك الرومانى الظالم وأعاد البطريرك المسيحى لمنصبه وأعاد له جميع كنائسه.
من جانبه، عقد الدكتور سمير سيف اليزل، محافظ بنى سويف، اجتماعا مع 500 شباب قبطى، الجمعه ، فى ديوان المحافظة. وأكد خلال الاجتماع أنه سوف يعلن عن جمع تبرعات من المسلمين ببنى سويف لإعادة بناء كنيسة أطفيح.
وأوضح «اليزل» أن هذه الحملة ستعمل من خلال ترخيص جمع مال بمساهمات رمزية فئة جنيه واحد من جموع أبناء المحافظة، مشيراً إلى أنها تحمل رسالة للجميع بأن المسلمين والمسيحيين نسيج واحد.