x

مجلس الأمن الدولي يبحث الرد على «نووي كوريا الشمالية»

الإثنين 04-09-2017 16:53 | كتب: أ.ف.ب |
كوريا الشمالية تجري تجربة لإطلاق للصاروخ الباليستي «بوكجوك سونج 2» متوسط المدى، بحضور الزعيم الكوري كيم جونج أون، 22 مايو 2017. - صورة أرشيفية كوريا الشمالية تجري تجربة لإطلاق للصاروخ الباليستي «بوكجوك سونج 2» متوسط المدى، بحضور الزعيم الكوري كيم جونج أون، 22 مايو 2017. - صورة أرشيفية تصوير : رويترز

بدأ مجلس الأمن الدولي، اجتماعًا طارئًا، الاثنين، للاتفاق على رد على التجربة النووية السادسة التي أجرتها كوريا الشمالية، فيما تزايدت الدعوات لفرض سلسلة جديدة من العقوبات.

ويأتي الاجتماع في نيويورك في أجواء متوترة بعدما أجرت بيونج يانج تجربة على قنبلة هيدروجينية تعتبر شدتها غير مسبوقة، وفيما أشارت سيول إلى أن نظام كيم جون أون يحضر كما يبدو إلى تجربة صاروخ باليستي.

وسبق لليابان أن طالبت بفرض عقوبات جديدة على نظام كوريا الشمالية الذي يخضع أساسا لسبع مجموعات إجراءات عقابية.

وقال السفير الياباني لدى الأمم المتحدة كورو بيسهو قبل بدء اللقاء أن الأمم المتحدة يجب أن «تتحد» مضيفا: «لا يمكننا إضاعة الوقت بعد الآن» معربا عن أمله في أن تتعاون الصين وروسيا.

من جهته، أكد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر أن «التهديد لم يعد إقليميا وإنما أصبح عالميا» داعيا مجلس الأمن إلى التحرك.

وفي مواجهة هذا التحدي الجديد أمام المجموعة الدولية، أعلنت سيول وواشنطن عن نشر المزيد من الدفاعات المضادة للصواريخ التي سبق أن أثارت استياء بكين.

يأتي ذلك بعدما قامت سيول صباحا بإطلاق صواريخ بالستية في إطار التدريبات لمحاكاة هجوم على موقع تجربة نووية لكوريا الشمالية.

وكشفت صور صواريخ باليستية قصيرة المدى من نوع «هيونمو» تطلق في السماء من موقع على الساحل الشرقي للبلاد. كما نشرت السلطات تسجيل فيديو تظهر فيه طائرات «إف-15كي» كورية جنوبية تطلق صواريخ جو أرض.

وذكرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الاثنين أن مؤشرات تفيد بأن كوريا الشمالية «تعد لعملية إطلاق صاروخ باليستي جديد، ترصد بشكل متواصل منذ تجربة الأحد» في إشارة إلى التجربة النووية السادسة التي أجرتها بيونج يانج.

وأثارت كوريا الشمالية الأحد موجة استياء في العالم بإجرائها أقوى تجربة نووية قامت بها حتى الآن، وأكدت بيونج يانج أنها اختبرت «بنجاح تام» قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على صواريخ بعيدة المدى.

وقالت بيونج يانج إنها تمكنت من تصميم قنبلة هيدروجينية صغيرة يمكن أن تحمل على صاروخ، وهو ما أكدّه وزير دفاع الجنوب أيضًا.

وكانت الولايات المتحدة حذرت كوريا الشمالية من أنها لن تتوانى عن شن «هجوم عسكري واسع» في مواجهة أي تهديد من كوريا الشمالية، فيما يعقد مجلس الأمن الدولي الاثنين اجتماعا للبحث في الرد على هذه التجربة.

-رد عسكري واسع- ولم تقدم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أي تفاصيل عن التوقيت الذي قد تنفّذ فيه بيونج يانج تجربتها المقبلة، لكنها توقّعت أن تكون تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في المحيط الهادئ لزيادة الضغط على واشنطن.

وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إن أي تهديد لبلاده سيلقي ردا عسكريا شاملا، لكنه حرص على القول إن الولايات المتحدة لا تسعى في أي حال من الأحوال إلى "القضاء بشكل تام"على كوريا الشمالية.

ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستشاريه لشؤون الأمن القومي إلى اجتماع طارئ وأجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الحكومة الياباني شينزو آبي للمرة الثانية خلال أسبوع. لكنه لم يتحدث إلى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-ان واتهم سيول بالسعي إلى «التهدئة».

ومون الذي يدعو إلى حوار لحمل بيونج يانج إلى طاولة المفاوضات مجددا، دعا إلى فرض عقوبات دولية جديدة على كوريا الشمالية من «أجل عزلها بالكامل».

وأثارت التجربة عاصفة دولية من ردود الفعل، واعتبرها الأمين العام للأمم المتحدة «مزعزعة للاستقرار».

وخلال قمة في الصين، الحليف الأكبر لبيونغ يانغ دانت الدول الخمس الأعضاء في تكتل بريكس «بشدة» التجربة النووية.

وأعلنت الصين أنها قدمت احتجاجا رسميا لدى كوريا الشمالية بعد التجربة النووية.

- «حل سلمي»- وتوافق الرئيس الكوري الجنوبي ورئيس الحكومة الياباني شينزو آبي على ضرورة تشديد العقوبات على بيونغ يانغ، علما أن سلسلة العقوبات المفروضة عليها حتى الآن لم تحل دون تقدّمها في برنامجها النووي ومواصلة تحدٍ المجتمع الدولي.

وفيما تحدث وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوتشين عن درس عقوبات جديدة، هدد ترامب بوقف «كل التبادل التجاري مع أي دولة تتعامل مع كوريا الشمالية».

ومن شأن هذه العقوبات أن تطال الصين لكونها تستورد 90 % من صادرات كوريا الشمالية، لكن ذلك قد يكون له آثار وخيمة على الاقتصاد الأمريكي أيضًا، إذ إن الصين هي الشريك الاقتصادي الأول للولايات المتحدة.

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية الاثنين «ما هو غير مقبول إطلاقا من جانبنا هو أننا نبذل جهودا شاقة من جهة لتسوية سلمية للقضية الكورية الشمالية ونرى من جهة أخرى مصالحنا تتعرض للخطر وتعاقب».

وأكد أن «الأمر يجب ألا يكون كذلك وهذا غير عادل»، مشددًا على أن «الصين لا تريد أن تمس مصالحها».

وبحسب وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» فإن أجهزة الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية قالت إن الانفجار الخامس الذي تجريه كوريا الشمالية في نفس النفق الذي يحمل الرقم 2 في موقع التجارب بونغي-ري مرجحة أن يكون انهار.

لكنها أشارت إلى أن الشمال أنجز بناء نفق ثالث لكي يتمكن من إجراء تجربة أخرى في أي وقت يختاره، متحدثة عن العمل على بناء نفق رابع أيضًا.

ومع تزايد الإدانات والتحذيرات الدولية، يرى خبراء أن أي عمل عسكري ضد نظام كيم جونغ أون محفوف بالمخاطر، لأنه قد يُشعل صراعا إقليميا، وفي المقابل، لم يأت فرض العقوبات بنتائج فعالة حتى الآن.

وفي هذا الإطار، دعت صحيفة كورية جنوبية سيول الاثنين إلى حيازة قنبلة نووية. وكتبت صحيفة «دونغا ايلبو» في افتتاحية «بينما يتم التلويح بأسلحة نووية فوق رؤوسنا، لم يعد بإمكاننا الاعتماد على المظلة النووية والردع الأمريكي».

وأكدت بيونغ يانغ التي أجرت في يوليو تجربتي إطلاق صواريخ باليستية تضع على ما يبدو أجزاءا كبيرة من الأراضي الأمريكية في مرماها، أن تجربتها النووية السادسة «شكلت نجاحا تاما».

وقبل ذلك بساعات، نشرت بيونج يانج صورا للزعيم الكوري الشمالي وهو يعاين ما وصف بأنه قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على الصاروخ الباليستي العابر للقارات الجديد الذي يمتلكه النظام الكوري الشمالي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية