فسادٌ وتدهور كبيران، يراهما الناظر العابر فى هيئة قصور الثقافة، الهيئة الأكبر ضمن نظيراتها فى وزارة الثقافة المصريّة، والتى تعدّت فى قِدمها الكيان الوزارى الذى كان يدق جذوره واهنةً فى مُستهل عهد دولة يوليو، فيما كانت فكرة الهيئة القديمة «الجامعة الشعبيّة» تستكمل عقدها الثانى.
«الجامعة الشعبية»، التى انطلقت، تحت هذا المُسمى فى عام 1945، أصبحت «الثقافة الجماهيريّة» عام 1965، بعد إنشاء كيان حكومى سُمّى وزارة الثقافة والإرشاد القومى، ثُم وزارة الثقافة فقط. وفى عام 1989 صدر القرار الجمهورى لتتحول إلى هيئة عامة ذات طبيعة خاصة ويصبح اسمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بعدما شهدت نجاحًا كبيرًا فى ستينيّات وسبعينيّات القرن الماضى، ربما هو الأمر الذى جعل البعض يذكرها بـ«الثقافة الجماهيريّة»- اسم تلك المرحلة- حتى الآن، تمسّكًا بالأمجاد. وفى ملفٍ يحلّل الدور الأساسى للهيئة وأبعاده، من خلال مثقّفين، وعاملين بالهيئة، وآخرين تماسّوا مع مناصب داخل أروقتها، وحتى كرسى رئاستها حاليًا، نحاول بسط الطريق مستقيمًا أمام الفكرة الواعدة آنذاك، وتصحيحًا لانحراف الآن.
ندواتٌ لمشايخ دين، يراها البعض أقرب للمسجد من قصر الثقافة، ولجانٌ لتقييم المواهب تضم كوادر إداريّة لا فنيّة، ومشروعٌ للنشر يحظى بتخبط يراه البعض عديم الجدوى في ظل دار نشرٍ نظيرة كهيئة الكتاب، كل تلك الخُطى المترنّحة، التي تتخذها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وغيرها الكثير، تحتاج لوقفةٍ عند أبعاد دورها الأساسى، تجعلنا نعبر 7 عقود إلى نهايات النصف الأول من القرن الماضى، بحثًا عن الانطلاقة. في نظرةٍ تحليليّة تؤصّل لدور الهيئة الرئيسى، نعبر رفات السنين، إلى البداية، والتى عندها فقط، يمكن استدراك الانحراف الكبير. المزيد
قبل نحو شهرين، أصدرت إدارة النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة، كشف حساب لإصداراتها من السلاسل المختلفة، منذ يونيو 2016 وحتى يونيو 2017، بعنوان «إنجازات السلاسل»، وبلغ مجموع الإصدارات المُعلن عنها 77 عنوانًا، صدرت عن ما يناهز العشرين سلسلة، أغلبها شهريّة الإصدار، ما يعطيها طاقة تقارب المائتى عنوان فى العام، ما يُشير إلى حالة من التعثّر مقارنةً بالأرقام المُعلنة. المزيد
قال الشاعر أشرف عامر، القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إن الفساد الذى طال الهيئة فى العقود الماضية هو نتاج التخبُّط الذى كانت تعيشه الدولة كلها، مضيفاً فى حواره لـ«المصرى اليوم» بعد شهرٍ من تولِّيه المنصب أن هدفه إعادة الصورة الذهنية للهيئة إلى ما كانت عليه فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، وسيعتمد لتحقيق ذلك على عدة محاور، أهمها إعادة هيكلة المناصب الكبرى داخل «قصور الثقافة»، وإلى نَصِّ الحوار. المزيد