اقتحمت قوات الأمن اليمنية، فجر أمس، ساحة التغيير بصنعاء، وأطلقت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين داخلها، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة نحو 300 آخرين، يطالبون بإسقاط نظام الرئيس على عبدالله صالح.
وقال شاهدا عيان، رفضا كشف هويتهما خشية على سلامتهما، إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحى فى الهواء لتفريق الحشود، وذكر آخر أن قناصة من قوات الأمن يحملون بنادق تمركزوا فى أسطح المبانى والشرفات المطلة على ساحة الاعتصام.
وأغلقت قوات الأمن كل الطرق المؤدية إلى ساحة الجامعة التى أصبحت مركز الاحتجاج ضد الرئيس صالح، فيما ساد التوتر بشكل كبير بعد أن قام معتصمون، بنصب خيام جديدة خارج ساحة جامعة صنعاء وخارج الحواجز الأسمنتية التى وضعتها السلطات حول مكان الاعتصام.
ونصب المعتصمون الخيام الجديدة فى شوارع تؤدى إلى الساحة ومنها شارع الحرية وشارع الزراعة وشارع الوحدة والرباط، بينما هاجمت قوات الأمن، فى وقت مبكر، المعتصمين فى هذه الشوارع خصوصا فى شارع الوحدة إلا أن المعتصمين صدوا الهجوم وفشلت السلطات فى تفريقهم.
وأكد أطباء من المعتصمين أنهم يواجهون صعوبة فى التعامل مع آثار «غازات سامة» قالوا إن السلطات استخدمتها، مشيرين إلى أنها «تؤثر على الجهاز العصبى وتؤدى إلى غيبوبة». وكان متظاهر يمنى توفى متأثرا بجروح أُصيب بها فى مواجهات بين الشرطة والمعتصمين فى منطقة ساحة جامعة صنعاء.
وقال مدير المستشفى الميدانى بساحة التغيير، الدكتور مطهر محمد الأشول لـ«المصرى اليوم» إن إطلاق الرصاص الحى والغازات السامة التى يستخدمها النظام ضد المتظاهرين استمر استعمالها منذ عصر الجمعة حتى الساعات الأولى من صباح أمس، وهو ما أدى لتفاقم أعداد الجرحى والمصابين.
وناشد مطهر جميع الأطباء والمسعفين بضرورة التوجه نحو ساحة التغيير للانضمام إلى الفريق الطبى الموجود بالمستشفى الميدانى لإسعاف المصابين، مشددا على ضرورة السماح لسيارات الإسعاف بنقل الجرحى والمصابين، الذين يفترشون مسجد الجامعة بسبب عدم وجود الإسعافات اللازمة.
وفى مدينة المكلا، جنوب شرق اليمن، قتلت الشرطة اليمنية بالرصاص، أمس، تلميذا كان يشارك فى مظاهرة مناهضة لنظام الرئيس على عبدالله صالح، حيث قتلته حينما كانت تفرق مظاهرة شارك فيها مئات التلاميذ استجابة لنداء للعصيان المدنى فى المدارس بعد أكثر من شهر من الاحتجاجات ضد النظام.
يأتى ذلك، فى حين تواصل المعارضة اعتصامها للمطالبة بإسقاط النظام، وطالب المتظاهرون الذين أدوا صلاة الجمعة، فى محافظة حجة بغرب اليمن الرئيس اليمنى بالرحيل وهتفوا ضد ما سمّوه القمع والفساد والاستبداد، وشددوا على أهمية تقديم المتسببين فى قمع المحتجين إلى المحاكمة بسرعة.
ويطالب المحتجون منذ أسابيع بتنحى الرئيس اليمنى الذى يحكم منذ عام 1978 على الرغم من سلسلة وعود بالإصلاح قدمها لليمنيين مع التمسك ببقائه فى منصبه حتى نهاية ولايته فى 2013، حيث اقترح الرئيس اليمنى الخميس التخلى عن صلاحيات الرئاسة والاستفتاء على دستور جديد والانتقال إلى نظام برلمانى فى أقل من سنة، إلا أن المعارضة سارعت إلى رفض المبادرة.
وعلى صعيد متصل، أجرى مستشار الرئيس الأمريكى باراك أوباما لمكافحة الإرهاب، جون برينان اتصالا بالرئيس اليمنى، أمس الأول، لتهنئته على اقتراحه التخلى عن السلطة التنفيذية، داعيا المعارضة إلى الموافقة على خطة صالح لإنهاء الأزمة.
وفى برلين، تظاهر نحو 200 من طلاب البعثات اليمنية، وعشرات العرب والألمان أمام مقر السفارة اليمنية فى العاصمة الألمانية برلين، بعد ظهر أمس الأول، للتعبير عن تضامنهم مع المظاهرات فى اليمن المطالبة برحيل الرئيس اليمنى على عبدالله صالح.
ورفع المشاركون فى المظاهرة الأعلام اليمنية ولافتات كتب عليها بالألمانية والعربية «33 عاما من الفقر والفساد والتخلف والمرض خلفها نظام صالح»، و«المطلوب رحيل الفساد»، و«وحدة اليمن خط أحمر»، فيما رددوا بالعربية «ثورة عارمة على الأسرة الحاكمة»، والهتاف الشهير «الشعب يريد إسقاط النظام» الذى أصبح معروفا لدى كثير من الألمان والأوروبيين، وهتفوا بالألمانية: «نحن نريد الحرية»، و«اللعبة انتهت يا على». وركز المتحدثون فى المظاهرة على «الأوضاع المتردية التى أوصل الرئيس اليمنى بلاده إليها فى جميع المجالات».