ما بين حالة الانكسار والدموع والحسرة، التي خلّفتها هزيمة المنتخب من أوغندا، وحالة الرعب التي أصابت البعثة خلال رحلة العودة من كمبالا، عاشت بعثة المنتخب فترة عصيبة بعد مرور ساعة من الطيران في الجو، حيث فوجئ أعضاء البعثة باهتزاز مستمر ومخيف للطائرة، وفي البداية ظنوا أنها منطقة مطبات هوائية كما جرت العادة خلال رحلات الطيران، لكن الوضع في هذه المرة اختلف، حيث زاد الاهتزاز يمينًا ويسارًا، بشكل أصاب الجميع بالرعب والخوف، ودارت في الأذهان حوادث الطيران الأخيرة، ما تسبب في تمسك الركاب بالكراسي.
ودخل لاعبو المنتخب في أحاديث جانبية عن الواقعة، خاصة أنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها لمثل هذه المطبات الهوائية المستمرة والمرعبة، والتزم الجميع الصمت خلال فترات الرعب التي أصابتهم، فيما ردد البعض الأدعية، وحاول آخرون النوم، لكن دون جدوى، ولم يختلف الوضع في مكان درجة رجال الأعمال التي كان فيها هانى أبوريدة، رئيس اتحاد الكرة، وكرم كردى، رئيس البعثة، وهيكتور كوبر، المدير الفنى، وأحمد مجاهد، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، حيث بدأ القلق يسيطر عليهم بسبب الوضع المرعب للطائرة، فضلًا عن اكتفاء طاقم الضيافة بمطالبة الركاب بشد الحزام قبل دخول الطائرة «منطقة مطبات».
واستمر الوضع لمدة 20 دقيقة متواصلة، كما عانت البعثة الإعلامية من تلك اللحظات، وكذلك فريق «بريزنتيشن»، راعى المنتخب، ووسط حالة الرعب التي زادت عند البعثة، اضطر طاقم الضيافة إلى التواجد بين كراسى الركاب حتى يُطمئنوا البعثة على أن الوضع غير مقلق، وكل ما في الأمر أن الطائرة دخلت في أجواء مليئة بـ«سحابات هلالية» «تتسبب في اهتزاز الطائرة»، ولا يمكن أن يتخطاها «الكابتن»، وأنه مضطر للاستمرار في هذا المسار لحين انتهاء السحابات التي تتسبب في اهتزاز الطائرة بشكل متواصل.
وبعد عودة الطائرة إلى وضعها الطبيعى، تنفس الجميع الصعداء، وعادت الأحاديث الجانبية بين اللاعبين وأعضاء الجهاز الفنى، باستثناء «كوبر»، الذي ظل شارد الذهن منذ وصوله إلى فندق الإقامة حتى لحظة وصول الطائرة مطار برج العرب، لتخوفه من المباراة المقبلة التي ستحدد بشكل كبير موقف المنتخب من التصفيات، خاصة بعدما تغير الوضع وأصبح «الفراعنة» ثاني المجموعة وتخلِّيه عن الصدارة للمنتخب الأوغندى.