بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى مدينة هيوستن فى ولاية تكساس، التى اجتاحها إعصار «هارفى» المدمر، خلال الأيام الماضية، مع انحسار مياه الفيضانات فيها، وتحسن الطقس، وعودة المطارين الكبيرين فى المدينة لاستئناف نشاطهما، فيما يتحرك الإعصار شرقا، بينما لا تزال مناطق ريفية فى تكساس عائمة بالمياه، ما أدى إلى توافد الآلاف على المدينة، وبينما فتح المسلمون أبواب مساجدهم لمتضررى الإعصار، أغلقت الكنائس أبوابها، فيما قدرت الخسائر الأولية للإعصار بما يتراوح ما بين 70- 90 مليار دولار.
وواجهت هيوستون ضغوطاً مع توافد عشرات الآلاف إلى مراكز الإيواء بها، هربًا من المنازل والطرق التى غمرتها مياه الفيضانات، ووقعت بعض حوادث سرقة وسطو مسلح، أدى لفرض حظر تجول ليلى بالمدينة، وتعهد كيم أوج، مدعى عام مقاطعة هاريس، بمحاكمة السارقين، وقال إنه تم إلقاء القبض على 40 شخصًا على الأقل لممارستهم النهب، وعثرت قوات الإنقاذ على جثث 6 من أفراد أسرة واحدة، داخل شاحنتهم بعد أن فقدوا، الأحد الماضى، فى الفيضانات.
وأودى إعصار «هارفى»، حتى الآن، بحياة 37 شخصًا على الأقل، وأجبر 30 ألفاً على الفرار لمراكز إيواء طارئة، وقال مسؤولون فى تكساس إن نحو 49 ألف منزل تضررت من السيول، وإن أكثر من 1000 منزل دمرت وقدرت شركة «آر.إم.إس»، المتخصصة فى تقييم المخاطر، إجمالى الخسائر الاقتصادية التى سببها «هارفى» بما يتراوح بين 70- 90 مليار دولار، معظمها ناجم عن السيول التى اجتاحت «هيوستون»، وتعرض مركز صناعة الطاقة لأضرار، وتوقف نحو ربع إنتاج الوقود الأمريكى، وتعطل طاقة تكريرية إجماليها 4.2 مليون برميل، ما أدى إلى رفع أسعار العقود الآجلة للبنزين نحو 17% خلال الأسبوع الأخير.
ووقع انفجاران تبعهما تصاعد دخان أسود فى مصنع «أركيما» الكيميائى فى منطقة كروسبى بتكساس، بعدما غمرته المياه نتيجة الفيضانات، وأخلت السلطات حوالى 3 كيلو مترات من محيط المصنع الذى ينتج بيروكسيدات عضوية التى تستخدم فى صناعة البلاستيك والعقاقير.
وفى لفتة إنسانية، فتحت مساجد تكساس أبوابها أمام مئات المشردين بسبب الإعصار، وقال مدير الجمعية الإسلامية لهيوستن، مسرور جواد خان، إن 12 مسجدا فى المنطقة تم تحويلها إلى ملاجئ عاملة 24 ساعة للمشردين، يحصلون فيها على الطعام والماء والخدمات الضرورية، لافتاً إلى أن الأشخاص الذين احتضنتهم المساجد ليس جميعهم من الطائفة المسلمة، فيما وجّه العديد من الأمريكيين انتقادات كثيرة لقرار إغلاق كنيسة «أوستين»، التى يمكنها احتضان 16 ألف شخص، معتبرين أن هذه الخطوة «غير منطقية»، وقال أحد النشطاء ساخرًا، «إذا توجهّت لكنيسة (أوستين) ووجدتها مغلقة لا تقلق، فالمركز الإسلامى فى هيوستن مفتوح».