قبل أيام عثروا فى ألمانيا على حبوب هلوسة باسم ترويجى (ترامب)، الأقراص نفسها أخذت كنوع من السخرية ملامح وجهه المميز، وأضافت شعار (ترامب يعيد للهو عظمته)، وذلك للتعريض بشعاره فى الانتخابات الرئاسية، (ترامب يعيد لأمريكا عظمتها).
قبل أشهر قليلة كانوا قد عثروا فى ميناء مدينة الإسكندرية على عدة أطنان مهربة من الحشيش، أطلقوا عليه اسم حشيش (هيفاء)، مقصود طبعا استغلال اسم الفنانة اللبنانية هيفاء وهبى فى الدعاية لهذا النوع من المخدرات، لأنها تحظى بمراكز متقدمة على الساحتين العربية والأجنبية فى قائمة الأشهر والأجمل والأكثر إثارة.
تأمل معى الفارق بين اختيار المواطن الأوروبى والمواطن العربى، توجهوا فى الغرب مباشرة للسياسة، نحن نميل أكثر وربما إيثارا للسلامة لنجوم الغناء والتمثيل والكرة، وإذا حدث وتوجهنا لقيادة سياسية فإنها غالبا تحمل لقب «سابق» أو «أسبق»، كان من الممكن مثلا أن يطلقوا على الأقراص اسم (مادونا) أو (شارون ستون) أو (ماريان كوتيار) وهى قطعا أسماء تجارية ولها جاذبيتها ولكنهم فضلوا (ترامب).
عرفنا هذا الأسلوب من الدعاية ولكن بوجهه الإيجابى فى مرحلة الأربعينيات من القرن الماضى فى عز شعبية الملك فاروق، حيث حمل نوع من الصابون اسم (نابلسى فاروق) وبعد ثورة 23 يوليو 52 كتبت الشركة اعتذارا للجمهور، وقالت إنها نادمة وصار يحمل اسم (نابلسى شاهين).
مثل هذه التفاصيل غير المباشرة تصلح لكى نُطل منها ونحن نكتب التاريخ، فى شهر رمضان ومنذ الثمانينيات انطلقت ظاهرة إطلاق أسماء أشهر الفنانات والفنانين على أنواع البلح، وكلما زاد الحب زاد ثمن الكيلو، وعندما تهبط الشعبية فى المقابل يتدهور أيضا السعر، مثلا فى عز نجومية محمد سعد وارتباطه بشخصية (اللمبى) عام 2002 أطلقوا اسمه على البلح الأفخر، ولكن بعد هبوط سعره وتدهور إيراداته فى سوق السينما تم إقصاؤه من السوق تماما، فهل يعود للسوق بعد عرض فيلمه (الكنز)؟ كانت شخصية (نازك السلحدار) التى أدتها صفية العمرى فى مسلسل (ليالى الحلمية) تحمل سحرا وجاذبية كعنوان صارخ للأنوثة الناضجة، يصارع من أجل النيل بها كل من يحيى الفخرانى الباشا (سليم البدرى) مواجها صلاح السعدنى العمدة (سليمان الغانم) كانت صفية هى الأشهر والأهم، ولكن بعد أن توارى مسلسل (الحلمية) اختفى أيضا بلح صفية، وفى رمضان قبل الماضى عادت (نازك) فى الجزء السادس من (الحلمية) فأكدت بعودتها غيابها!!
الأسواق الشعبية فى (وكالة البلح) لبيع الجلاليب النسائى مرتع لكشف حالة النجوم، هناك جلباب هيفاء وآخر نانسى وثالث إليسا، وفى توقيت ما كانت روبى لها جلباب، ولكن بعد أن ابتعدت عن صدارة المشهد توارى أيضا جلبابها.
الدولة أحيانا تطرح تلك الأوراق سياسيا، حدث أثناء خطة توريث جمال مبارك للحكم أن قرروا استخدام لعبة البلح كبالون اختبار، وهكذا استخدمت الأجهزة فى عام 2009 بلح (جمال مبارك) وكانوا يحرصون لتسويق اسمه أن تعلن الجرائد والفضائيات الموالية عن إقبال منقطع النظير على شرائه، الغريب فى الأمر أن الإرادة الشعبية التى كانت تقاوم تسليم سلطة مبارك الأب للابن، لجأت لحيلة غير مباشرة للرد ولها أيضا بعدها السياسى، حيث شهد نفس العام نجومية لاسم أوباما فى بداية ولايته لأمريكا، وجاءت النتيجة لصالح كيلو بلح أوباما، وأجهض مشروع التوريث.
السياسة صارت تحدد ملامح أشياء عديدة فى العالم كله، حتى أصحاب المزاج يلعبونها سياسة!!.