قالت هيومان رايتس ووتش في تقرير أصدرته الخميس، إن السلطات الشيشانية تطبق نظاما إلزاميا يخص الرداء الإسلامي للسيدات وتتسامح مع الهجمات العنيفة على النساء اللاتي يقال إنهن يرتدين ثيابا غير محتشمة، منتقدة صمت الحكومة الفيدرالية الروسية على هذه الخروقات.
وأضافت في التقرير الصادر تحت عنوان "اختاري ثيابك طبقا لقواعدهم: تطبيق قانون الرداء الإسلامي بالقوة على السيدات في الشيشان" إنه يتعين على الحكومة الروسية ضمان مقاضاة الجناة، مشيرة إلى أن الهجمات وسياسة انتقاء الملبس تعتبر جزءا من "حملة الفضيلة" شبه الرسمية، التي بدأها المسؤولون الشيشانيون قبل سنوات في جمهورية الشيشان، وتخرق هذه الحملة حرية المعتقد الديني وحرية الضمير والحق في حرية المرء في جسده، التي يكفلها الدستور الروسي وتوجبها الالتزامات الدولية لحقوق الإنسان، على حد قولها. وأوضحت أنه ضمن هذه الحملة، ورغم غياب أي سند قانوني، تحظر السلطات على السيدات العمل في القطاع العام إذا لم يرتدين الحجاب، وتطالب سلطات التعليم الطالبات بارتداء الحجاب في المدارس والجامعات.
وقالت باحثة روسيا في هيومان رايتس ووتش تانيا لوكشينا: "هذه الهجمات على السيدات مروعة، والتورط المزعوم لمسؤولي إنفاذ القانون فيها مقلق بشكل خاص، على الكريملين أن يوضح بشكل علني لا لبس فيه – لا سيما للسلطات الشيشانية – أن المرأة الشيشانية، مثل أي امرأة روسية، حرة في اختيار ما تشاء من ثياب".
وأشارت المنظمة إلى أنه على مدار عامي 2009 و2010، وسعت السلطات تدريجيا من تطبيقها لـ "قاعدة الحجاب" الفعلية هذه كي تشمل أماكن عامة أخرى، منها أماكن الترفيه ودور السينما بل وحتى المناطق المفتوحة مثل الحدائق، لافتة إلى أن هذه الإجراءات تطبق بقوة ويدعمها القيادي الشيشاني رمزان قادروف بشكل علني، والذي قام الكريملين بتعيينه بصفة مباشرة، ونقلت عن قادروف قوله إنه يعتبر النساء أقل شأنا من الرجال وأن واجب المرأة هو طاعة الرجل وأن تغطي جسدها حتى لا تغري الرجل بمخالفة التعاليم الإسلامية.
وقالت تانيا لوكشينا: "عندما يشيد مسؤول عام مثل رمزان قادروف ابلانتهاكات ويتحدث عن المرأة بصفتها أقل من الرجل بشكل صريح، فهذا يشجع على الهجمات والإهانات اللاحقة بالنساء"، وأضافت: "هذا الأمر غير مقبول إطلاقا، لكن يبدو أن السلطات الروسية لا تحرك ساكنا لتهدئة أسلوبه هذا".
وتابعت لوكشينا: "على الحكومة الروسية أن تكف عن التسامح مع السياسات غير القانونية الشيشانية الموجهة ضد المرأة".